} سبب الرفض الذي يتمترس خلفه بصورة أساسية الشيوعيون والبعثيون، أن الإعلان لم يقرر صراحة طريقاً واحداً للحل وهو إسقاط النظام!!
} ومع أن إعلان طيبة حدد الانتفاضة الشعبية وسيلة لإسقاط النظام، إلا أن (تحالف الخرطوم 2) لا يرى سبباً للإشارة للحوار الوطني كواحد من خيارات التغيير المأمول في البلاد.
} والحقيقة أنه بقدر ما تخندقت مجموعات (أساسية) في الحزب الحاكم في محطة (الممانعة) للتغيير، فاقتادت خلفها بضعة آلاف ناحية قرارها، فإن (ديناصورات) اليسار السوداني لا تريد مغادرة مربعها القديم الجديد، تظل تحدث الناس عن ضرورة إسقاط النظام وأنه الخيار الإستراتيجي الوحيد الذي لا بديل له، ولا رجعة عنه، ثم أنها لا تقبل أية محاولة لتبديل أو تعديل (هيكل) التحالف الذي يعاني (أنيميا منجلية ) حادة!!
} حفاظاً على مقاعدهم و(مناصبهم) الوهمية في تحالف صوري ضعيف، يرفضون كل دعوة جديدة لإعادة توحيد المعارضة السودانية!!
} والناظر لإعلان طيبة بعين (المراقب) لن يجد فيه سبباً لتحفظ سوى رغبة البعض في البقاء بخانة (التكلس المريب)!! لست معارضاً سياسياً أو (ناشطاً حقوقياً)، غير أنني أرى في (وحدة) وديناميكية (المعارضة) السودانية عاملاً أهم في تحقيق التطور السياسي، وقوة ضغط مطلوبة لتصحيح مسار الحكم في البلاد.
} كلما ضعفت المعارضة في أي بلد، تمطى الحاكمون على أسرة أخطائهم، عاماً بعد عام وتوهموا أنهم متربعون على قلوب الجماهير. ولهذا فإن (زعيم المعارضة) في دول العالم الديمقراطي المتحضر، يعتبر مسؤولاً (دستورياً) رفيعاً يوازي مقام رئيس الوزراء، ويعامل معاملة كبراء الدولة. وقد كان أمرنا كذلك في السودان (الديمقراطي) قبل نحو (ستين) عاماً من الزمان، عندما تشارك الراحلان الكبيران رئيس الوزراء السيد “إسماعيل الأزهري” وزعيم المعارضة السيد “محمد أحمد محجوب” في رفع علم الاستقلال المجيد صباح الأول من يناير عام 1956 .
} من هو زعيم المعارضة في السودان . . الآن ؟! “فاروق أبو عيسى” أم “مالك عقار” أم “الصادق المهدي” أم رئيس كتلة (المؤتمر الشعبي) في البرلمان التي لا تزيد عن (ثلاثة) نواب مقابل نحو (أربعمائة) نائب للحزب الحاكم ؟!!
} لا نعرف زعيماً للمعارضة في سوداننا (الحديث)، ولهذا حق للأستاذ “محمد الحسن الأمين” المحامي أن يقول: (متفقون على خليفة “البشير” . . والبعدو.. لنغيظ الأعداء) !! أو كما قال.
} دورة الرئيس”البشير” الثالثة لم تبدأ بعد، ولم نصل نقطة الانتخابات، ولم يترشح، ولم يفز، حتى وإن كان الشك مقطوعاً بفوزه.. فمن يغيظ “الأمين”؟!!
} هي ليست محاولة لإغاظة أحد أو جهة، علماً بأن الممارسة السياسية الديمقراطية الرصينة لا تعرف مثل هذه المصطلحات، ولكنها تأكيد داو على أنه ليست هناك (معارضة) في السودان، هي مجرد واجهات باهتة يختلف الجالسون خلفها في التحالف والجبهة الثورية على (بنابرها)!!
} سيسقطون النظام في أضغاث أحلامهم فقط، وسيغيظهم “نافع” و”علي عثمان” و”محمد الحسن الأمين” وحشودهم بأنهم متفقون على (خليفة) “البشير”.. بينما الخليفة المتفق عليه.. اسمه في عالم الغيب.. يعلمه مالك الملك.. ذو الجلال والإكرام!!
المجهر السياسي
خ.ي