الهندي عز الدين : هي ليست محاولة لإغاظة أحد أو جهة، علماً بأن الممارسة السياسية ‎الديمقراطية الرصينة لا تعرف مثل هذه المصطلحات، ولكنها تأكيد داو على ‎أنه ليست هناك (معارضة) في السودان

[JUSTIFY]‬ رفض تحالف قوى الإجماع الوطني الذي تبقى فيه الحزب الشيوعي السوداني ‎وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الناصري وحركة (حق) وأحزاب أخرى ‎صغيرة، رفض (إعلان طيبة) الذي تمخض عن دعوة الشيخ “أزرق طيبة” لعدد ‎من الأحزاب والقوى السياسية بمسيده بولاية الجزيرة يوم (الخميس) الماضي!
‭}‬ ‎سبب الرفض الذي يتمترس خلفه بصورة أساسية الشيوعيون والبعثيون، أن ‎الإعلان لم يقرر صراحة طريقاً واحداً للحل وهو إسقاط النظام!!
‭}‬ ‎ومع أن إعلان طيبة حدد الانتفاضة الشعبية وسيلة لإسقاط النظام، إلا أن ‎(تحالف الخرطوم 2) لا يرى سبباً للإشارة للحوار الوطني كواحد من خيارات ‎التغيير المأمول في البلاد.
‭}‬ ‎والحقيقة أنه بقدر ما تخندقت مجموعات (أساسية) في الحزب الحاكم في محطة ‎(الممانعة) للتغيير، فاقتادت خلفها بضعة آلاف ناحية قرارها، فإن (‎ديناصورات) اليسار السوداني لا تريد مغادرة مربعها القديم الجديد، تظل ‎تحدث الناس عن ضرورة إسقاط النظام وأنه الخيار الإستراتيجي الوحيد الذي ‎لا بديل له، ولا رجعة عنه، ثم أنها لا تقبل أية محاولة لتبديل أو تعديل ‎(هيكل) التحالف الذي يعاني (أنيميا منجلية ) حادة!!
‭}‬ ‎حفاظاً على مقاعدهم و(مناصبهم) الوهمية في تحالف صوري ضعيف، يرفضون كل ‎دعوة جديدة لإعادة توحيد المعارضة السودانية!!
‭}‬ ‎والناظر لإعلان طيبة بعين (المراقب) لن يجد فيه سبباً لتحفظ سوى رغبة ‎البعض في البقاء بخانة (التكلس المريب)!! لست معارضاً سياسياً أو (‎ناشطاً حقوقياً)، غير أنني أرى في (وحدة) وديناميكية (المعارضة) ‎السودانية عاملاً أهم في تحقيق التطور السياسي، وقوة ضغط مطلوبة لتصحيح ‎مسار الحكم في البلاد.
‭}‬ ‎كلما ضعفت المعارضة في أي بلد، تمطى الحاكمون على أسرة أخطائهم، عاماً ‎بعد عام وتوهموا أنهم متربعون على قلوب الجماهير. ولهذا فإن (زعيم ‎المعارضة) في دول العالم الديمقراطي المتحضر، يعتبر مسؤولاً (دستورياً) ‎رفيعاً يوازي مقام رئيس الوزراء، ويعامل معاملة كبراء الدولة. وقد كان ‎أمرنا كذلك في السودان (الديمقراطي) قبل نحو (ستين) عاماً من الزمان‎، عندما تشارك الراحلان الكبيران رئيس الوزراء السيد “إسماعيل الأزهري” ‎وزعيم المعارضة السيد “محمد أحمد محجوب” في رفع علم الاستقلال المجيد ‎صباح الأول من يناير عام 1956 .
‭}‬ ‎من هو زعيم المعارضة في السودان . . الآن ؟! “فاروق أبو عيسى” أم “‎مالك عقار” أم “الصادق المهدي” أم رئيس كتلة (المؤتمر الشعبي) في ‎البرلمان التي لا تزيد عن (ثلاثة) نواب مقابل نحو (أربعمائة) نائب ‎للحزب الحاكم ؟!!
‭}‬ ‎لا نعرف زعيماً للمعارضة في سوداننا (الحديث)، ولهذا حق للأستاذ “محمد ‎الحسن الأمين” المحامي أن يقول: (متفقون على خليفة “البشير” . . ‎والبعدو.. لنغيظ الأعداء) !! أو كما قال.
‭}‬ ‎دورة الرئيس”البشير” الثالثة لم تبدأ بعد، ولم نصل نقطة الانتخابات، ‎ولم يترشح، ولم يفز، حتى وإن كان الشك مقطوعاً بفوزه.. فمن يغيظ “الأمين”؟!!
‭}‬ ‎هي ليست محاولة لإغاظة أحد أو جهة، علماً بأن الممارسة السياسية ‎الديمقراطية الرصينة لا تعرف مثل هذه المصطلحات، ولكنها تأكيد داو على ‎أنه ليست هناك (معارضة) في السودان، هي مجرد واجهات باهتة يختلف ‎الجالسون خلفها في التحالف والجبهة الثورية على (بنابرها)!!
‭}‬ ‎سيسقطون النظام في أضغاث أحلامهم فقط، وسيغيظهم “نافع” و”علي عثمان‎” و”محمد الحسن الأمين” وحشودهم بأنهم متفقون على (خليفة) “البشير”.. بينما الخليفة المتفق عليه.. اسمه في عالم الغيب.. يعلمه مالك ‎الملك.. ذو الجلال والإكرام!!

المجهر السياسي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version