ربما كانت محاولة لاغتيال عرمان .. أشخاص يضعون قنبلة أمام مقر الحركة الشعبية بالخرطوم

الخرطوم (رويترز) – قال مسؤول بارز ان قنبلة وضعت خارج مقر للمتمردين الجنوبيين السابقين في الخرطوم لكنها لم تنفجر يوم الاثنين مضيفا أنها محاولة لارهاب الجماعة.

وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان ان رجلين تركا القنبلة التي يتم التحكم فيها عن بعد خارج أحد مقار الحركة بالخرطوم في ساعة مبكرة من صباح الاثنين لكنها لم تنفجر لحسن الحظ في الوقت الذي حضر الموظفون للعمل.

ولم يوجه باجان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان أصابع الاتهام لاحد لكن الحادث وقع في وقت حساس للغاية في السودان في فترة تسبق الانتخابات العامة المقررة بموجب اتفاق هش للسلام بين الشمال والجنوب.

وقال لرويترز في الخرطوم “انها محاولة واضحة لارهاب الحركة الشعبية لتحرير السودان وتخويفها.. نعتقد أن منفذيها أشخاص ينشرون الكراهية.”

وخاض الشمال الذي يغلب عليه المسلمون حربا ضد الجنوب الذي يغلب عليه المسيحيون على مدار عقدين قبل ابرام اتفاق للسلام في عام 2005 أثمر حكومة ائتلافية بين الشمال والجنوب. كما تضمن وعدا باجراء انتخابات عامة مقررة في عام 2010 واستفتاء بشأن استقلال الجنوب.

وقال مسؤولون من الحركة الشعبية لتحرير السودان انه لم يتضح بعد ما اذا كانت محاولة التفجير عملا سياسيا أم هجوما يغلب عليه الطابع الشخصي على أحد مسؤوليها.

ويتردد على المكتب بانتظام مسؤول الحركة ياسر عرمان الذي تعرض مؤخرا لتهديدات بالقتل من قبل جماعة اسلامية بسبب تصريحات عارض فيها تطبيق الشريعة الاسلامية على غير المسلمين.

لكن محللين يقولون انه حتى لو تبين أنه هجوم شخصي فان أي انفجار يسفر عن سقوط قتلى في مكتب تابع للحركة الشعبية لتحرير السودان يمكن أن يضر العلاقات بين الشمال والجنوب التي لا يزال يشوبها الريبة والمشاعر العدائية الى حد كبير.

وقال فؤاد حكمت من مؤسسة جماعة الازمات الدولية لرويترز “انه حادث خطير للغاية.. لو انفجرت كان يمكن أن تؤدي لدق اسفين جديد بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني (المهيمن في الشمال).”

وقال خبير شؤون السودان اليكس دي وال لرويترز “شيء كهذا نادر الحدوث الى حد كبير. يحدوني الامل في أن يكون حادثا فرديا.”

وأضاف أن “شيئا كهذا لو حدث في بداية الحملات الانتخابية فلن يكون بشير خير.”

ويتهم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بعضهما البعض بعدم تطبيق اتفاق السلام ونشبت خلافات بين الجانبين بشأن الترتيبات الخاصة بالانتخابات.

وقال يين ماثيو شول المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان لرويترز ان الجيران شاهدوا رجلين يقتربان من مكتب الحركة في حي اركويت بالخرطوم حوالي الساعة 3.30 صباحا (0030 بتوقيت جرينتش).

وقال شول ان الرجلين قفزا فوق سياج وتركا شيئا قرب احد مداخل المبنى وجريا بعد ان أثار نباح كلاب انتباه الحارس.

واضاف “رأى الحارس شيئا يلمع على الجسم وفجاة دوى صوت انفجار. لحسن الحظ ان الفتيل فحسب هو الذي انفجر على ما يبدو ولم يلق احد حتفه… كانت هذه محاولة واضحة لقتل أشخاص وتدمير المبنى.. كنا محظوظين للغاية.”

وقال شول ان أكثر من 60 شخصا يعملون عادة في البناية وان الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت تخطط لاستضافة اجتماع مع أحزاب المعارضة السياسية يوم الاثنين.
وكانت وكالة السودان للانباء (سونا) قد قالت أن مبني الحركة الشعبية قطاع الشمال الواقع بحي اركويت مربع(68) قد تعرض اليوم الي انفجار جسم غريب ، فيما لم تقع خسائر في الارواح والممتلكات

من جانبه اوضح الفريق شرطة الدكتور محمد عبدالمجيد الطيب الناطق الرسمي لقوات الشرطة في بيان له ان قسم شرطة الخرطوم شرق تلقت بلاغا تقدم به المدعو/احمد قرنق اهو/ افاد فيه ان شخصين مجهولين قاما بوضع الجسم الغريب خارج المبني وقدانفجر هذا الجسم حوالي الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي للخرطوم

وقد انتقل لمكان الحادث مدير شرطة ولاية الخرطوم ومدير دائرة الجنايات بالولاية كما انتقلت الي موقع الحدث فرقة مسرح الحادث وشعبة المتفجرات والحرائق ووحدة الكلاب الشرطية بادارة الادلة الجنائية واتخذت كافة الاجراءات الفنية

واشار البيان الي ان المبلغ افاد انه لم يبلغ الشرطة ساعة وقوع الحادث بل ابلغ فني المتفجرات بالقوات المشتركة بسوبا ولم يبلغ الشرطة الا بعد توجيهات من السيد ياسر عرمان رئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية

واضاف البيان ان هذا المبني لم يكن مخصص له قوة للحراسة

وفي السياق نفسه عقد ين ماثيو المتحدث باسم الحركة الشعبية مؤتمرا صحافيا روى فيه تفاصيل الحادث واتهم شخصين مجهولين حضرا الي المبني عند الساعة الثالثة صباحا بوضع هذه المتفجرات.

Exit mobile version