خليل للجزيرة ..( وضوح الأشياء ) ..!!

[ALIGN=JUSTIFY]** ليس مهما أن تكون عيناك فى النور لترى الأشياء بوضوح ، ولكن المهم أن تكون تلك الأشياء في النور لتراها عيناك بكل وضوح .. والنور الإعلامي الكثيف في أزمة دارفور لم يكشف أصل القضية هناك فحسب ، بل كشف أيضا – للرأى العام – بكل وضوح العقل السياسي لبعض الذين يترافعون عن القضية تحت مسمى قادة الحركات المسلحة .. نعم ، هناك قضية فى دارفور ، وهى ليست بحاجة لأنوار تكشفها لأعين الناس وضمائرهم .. وهى ليست قضية خاصة بإقليم دافور فقط كما يتوهم بعض قادة الحركات المسلحة ، بل هى جزء من قضية السودان الكبرى .. وأسباب التمرد هناك متوفرة في كل أرجاء البلد ، بل حتى على بعد كيلومترات من القصر الجمهوري أيضا .. كل مواطن يفتقر لمقومات الحياة الأساسية وخدماتها وسائل العيش الكريم يعد – في العرف الانساني والسياسي – من المهمشين .. وعليه ، فإن المهمشين في السودان – بذاك المعيار – لايقلون عن نتائج التعداد السكاني المرتقب .. والسبب هو صراع النصف قرن الذي أهدرته النخبة السياسية للإجابة – العملية – عن سؤال : من يحكم السودان ، وليس كيف نحكم السودان ..؟.. باختصار، الحقيقة التي توصل إليها الكل السياسي بعد تجارب مريرة هى أن الديمقراطية هي الحل ، ولاشئ غير تلك .. شعب المليون ميل – المهمش – هو من يحدد من وكيف يحكم السودان ..ولهذا تتلهف القوى السياسية – الحاكمة والمعارضة – للوصل بالبلد الي بر الاقتراع المرتقب ، وهو بر بريق أمله ليس لناظره ببعيد ، ولكن مغامرة من شاكلة غزو أم درمان قد تطفئ بريق ذاك الأمل ، وتعيد الي سدة الحكم مرة أخرى دبابة أحادية ( تكمل الناقصة ) .. ولهذا استنكرت كل القوى السياسية – حتى صديقات حركة خليل – تلك المغامرة …!!
** المهم .. استمعت لحديث خليل إبراهيم – في قناة الجزيرة – ولم أجد فى ثنايا الحديث حلا جديدا لأزمة السودان في دارفور وغيرها .. كل حديث الرجل يمكن اختزاله في نص من نصوص نيفاشا ودستورها الانتقالي .. الحكم الفيدرالي ، حقوق الشعب ، إنصاف حركته ، حكم ولاية الخرطوم وغيره من التفاصيل التي ملأ بها خليل زمن المقابلة ، كل تلك التفاصيل وأكثر قابعة فى قطار نيفاشا التي تنفذ حاليا – تارة بالتي هى أحسن وتارة بالتي هى أخشن – تحت سمع وبصر خليل إبراهيم ، ولذاك القطار محطة أخيرة اسمها الانتخابات ، إن أتت حرة ونزيهة ستقطع قول كل متحدث ، خليلا كان أو غيره ، و إن لم تأت كتلك فإن حال البلد موعود بألف خليل ، لا قدر الله .. وعليه العقل السياسي الرشيد هو من يتحدث عن تلك المحطة الأخيرة ، وليس عن تفاصيل بها حزم الانصرافية ، كالحديث عن والى الخرطوم وأن يكون هذا الوالي من هذا الإقليم أو ذاك ..( بلاهى دي قضية يتمردو ليها ..؟) .. فالعقل السياسي الرشيد يجب أن يتحدث عن كيف يأتى هذا الوالي وغيره ، وليس من أين يأتي ..؟.. ألم يسمع خليل إبراهيم نداء الشاعر العريق أحمد مطر ( هات العدل وكن طرزان ..) .. ؟.. فالغاية القومية هى العدل وليس من يكون هذا العادل ، ولا من أى أقاليم السودان يأتي ..؟.. ولكن خليل يدع الغاية القومية ويغرق فى غايته الذاتية ، هكذا كان فى قناة الجزيرة ، وهكذا كان فى غزوة أم درمان ، حين جاء بأطفال – لايعرفون الفرق بين النظام الفيدرالى والنظام العام – فى محرقة المدافع وزنازين الأسر.. وكيف لمن يدعى العدالة والمساواة أن يجيش أطفال مرحلة الأساس ليأتوا به رئيسا للجمهورية أو واليا للخرطوم ..؟.. وهل بمثل هؤلاء كان يقاتل الحركة الشعبية عندما كان أميرا في الجنوب ( المهمش آنذاك ) ..؟
** وأكبر ضربة وجهتها قناة الجزيرة لخليل إبراهيم هى السؤال عن علاقة قادة الحركات بإسرائيل .. وهنا وضع خليل عقله السياسي تحت الأنوار مباشرة ، فرأته أعين الرأى العام – المحلي والإقليمى – بكل وضوح .. لم يستنكر- أو ينكر – تلك العلاقة ، بل بررها تبريرا ساذجا ، حيث قال إن البعض يذهب سرا الي إسرائيل ، ثم تساءل لماذا تستهجنون ذهاب تلك الحركة أو هذه..؟..هكذا كان جوهر الاجابة .. وهو جوهر يكشف قصر نظر سياسي لامثيل له .. هل ذهاب البعض سرا يبرر له – أو لعبد الواحد – الذهاب جهرا ..؟..وهل شعوب الأنظمة العربية والافريقية التى لها علاقات مع اسرائيل ، هل هي راضية عن تلك الأنظمة وتلك العلاقات .؟.. وهل رفض سياسة الحكومة في دارفور يبرر قبول سياسة إسرائيل في فلسطين ..؟.. ان كان كذلك ، فلم إدعاء العدالة والمساواة ..؟
إليكم – الصحافة -الاربعاء 18 /6/ 2008م،العدد 5387
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]
Exit mobile version