سيدي الرئيس … كمل جميلك ..!

[JUSTIFY]
سيدي الرئيس … كمل جميلك ..!

حديث المجالس فيه مزيج بين الدهشة والربكة والمتعة … والأحزاب المعارضة مأزومة ومصدومة بسبب التشكيل الوزاري الجديد … والناس يرددون … معقولة دي؟! تشكيل وزاري ما فيهو فلان وعلان؟! معقولة دي؟! وحصل كيف الكلام دا؟! وكيف قدر البشير عليها؟! كيف بهذه السهولة؟!
دعاية المعارضة والأسافير أنه لا الرئيس ولا نائبه ولا معاونيه يستطيعون إخلاء المقاعد الوزارية من شاغليها … المجموعات الإصلاحية يئست و(السائحون) ندبوا وبكوا المشروع وأقاموا سرادق على الإنترنت من صفحة قوامها أكثر من عشرة آلاف عضو … هذا غير الصفحات الأخرى الموازية … ولكن (السائحون) بالأمس يحررون بيانا أشبه بـ “زغرودة الفرح” … أسأل الله أن يجزيهم بمقدار إنصافهم وتجردهم!
التغيير الذي تم “صحوة منهجية”، فالإنقاذ احتاجت في الفترة السابقة للإنجاز في التنمية والبنى التحتية وبسبب الظروف والتعقيدات المحلية والدولية كانت مجبرة ومضطرة إلى منح مساحات تفويض واستثناءات واسعة للغاية وهذا ما أفرز الواقع المعلوم من وجود شخصيات يمكن أن نسميها “سوبر وزراء” … ولكن لأن الإنقاذ بفضل الله تعالى ليست مجرد مشروع تنموي أو “علامة تجارية” … إنها سلطة معنوية روحية قبل أن تكون سلطة تنفيذية مادية… إنها حالة ذهنية وفكرية قبل أن تكون حالة نفطية أو خرسانية أو معدنية … لأنها رسالة أممية قبل أن تكون رصيدا ماديا في البنك المركزي … لكل هذا كان لا بد من التجديد والتغيير..!
الإنقاذ مقبلة على موسم انتخابي ديمقراطي … وشرعية الإقناع والحجة والانحياز للحوار والمنافسة الشريفة المفتوحة هي المسار المأمول حتى يدلي آخر ناخب بآخر صوت في قمة الحرية والمسئولية … والتشكيل الجديد مناسب لهذا التحول … ولكن هنالك بعض البؤر ما زالت موجودة ومعرقلة لمن يستطيعون خدمة بلادهم برصف هذا المسار وتأمينه محليا ودوليا!
المطلوب الآن من الرئيس وممن يقودون هذا التغيير معه أن يستمروا في تنظيف وكنس المستوى الثاني بذات المنهج الحاسم والمجافي تماما لأي تفضيلات أو مجاملات أو محاباة … هنالك يا سيدي الرئيس مراكز قوى صغيرة ومتسترة بدعاوى حماية البلاد من “المهددات” … وبهذا الإدعاء العريض احتكرت بعض الملفات طويلا ثم عادت إليها كأن حواء السودان عقمت عن غيرها … فصارت جزءا من الملف أو صار الملف جزءا منها وصارت تردد “من لم يعجبه الحال فليذهب” … تماما مثلما يقال في الطب “الكلية بنت على الحصوة” أي أن نسيج الكلية تمدد وتداخل مع الحصوة ذات الرؤوس حتى صار التفتيت بالليزر غير ممكن ولا بد من الجراحة … فإن تأخرت الجراحة فشلت الكلية وصار الاقتلاع الكامل ضروريا!
هنالك مفاصل ذات ارتباط مباشر بعصب الحياة السياسية ابتليت ونكبت بطول المكث من بعض الأشخاص حتى صار الملف هو الشخص … فإذا كره “وكثيرا ما يكره!” صار الملف ممزقا بالكراهية والعدوان واللؤم والانتقام والتشفي ..!
هنالك شخصيات … أحست بأنها “مخلدة” وباقية ولكنها للأسف لم تتطور … غادرت ثم عادت بذات المستوى من الثقافة المحدودة والمعرفة العادية واللغة الركيكة ولم تضف لنفسها إلا النذر اليسير … عادت تكرر بطولاتها وأقاصيصها القديمة ومقولاتها وتجبر السامعين على الطرب لما تقول هي وتردد ..!
ذهبت وهي تراهن على “الصلف” وتخلط بين “رداءة الخلق” و “الصرامة” وبين “اللؤم” و “السلطة” وعادت بذات الرهانات السخيفة السمجة وهي تظن أن تخيف الناس وترعبهم … وللأسف ما دلها عقلها القاصر وفكرها المحدود أن من يخاف لا يصلح لنصرة بلاده ورفع اسمها في المحافل الدولية!
ذهبت وهي ذاخرة بالرغبات الخاصة التي كانت تغطيها وتسترها بالظل الإداري والستار المحكم و”الزعيق” … وعادت وهي تحاول استعادة الماضي القبيح … وقدرنا أن نواجهها ولن ننسحب … إما نحن أو هي ..!
سيدي الرئيس …كمل جميلك … وامتطِ جواد التغيير في بقية المفاصل لأن معظم النار من مستصغر الشرر..!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version