نجحت جهود بلبل منجلواك في جذب ولفت نظر المنظمات العاملة في الشأن الإنساني واذكر بأن تقارير المنظمات في تلك الوقت عن ابيي تعتبر حاملة الشؤم والبؤس في لم تتنبأ ابداً بعودة مواطنيها إلى المنطقة.
لقد كان يوم عودتنا الى ابيي عيدا لن أنساه ابداً فاللهفة والشوق الذي قابلتنا بها الجماهير هناك لا تزال عالقة في الأذهان حتى اليوم وأذكر بأن عودتنا تلك تسببت في إنقاص اعداد الثيران رغم قلة عددها في المنطقة.
المهم فالجهود نتجت عنها بعد ذلك مشروعات مرئية جاء بسببها إلى ابيي الدكتور فرانسيس دينق بحكم وظيفته التي يشغلها في الأمم المتحدة وليس بسبب لأنه من منطقة ابيي ولذا فقد ذكرت في البداية بأن ذلك اليوم كان تأريخياً فسيارات الأمم المتحدة ومستوى التحوطات الأمنية التي شهداها في ذلك اليوم لم تحدث إطلاقاً حتى بعد التوقيع على إتفاقية السلام الشامل وأما نحن فقد كنا داخل الحدث فمدارسنا المشيدة من القش والحطب هي موقع الإهتمام.
في ذلك اليوم كان لي التعامل مباشرة مع الدكتور فرانسيس دينق طالما كنا نقرأ له ونسمع عنه دون مقابلته، وفي أول زيارة خارج ابيي للوقوف على المناطق والقرى المشيدة تحركنا في ذلك الصباح إلى اوولنم وهناك تم إستقبالنا تحت شجرة نيم بمنزل السيدة نيانارييل دينق قوينج (زوجة زكريا اتيم فيين أمين عام المؤتمر الوطني في ابيي في ذلك الوقت) وكان ان وقع الإختيار على شخص الضعيف للقيام بالترجمة.
نسبة لكثرة العدد فكان من الضروري إستخدام ثلاث لغات (دينكا، عربية، إنجليزي) وكان المطلوب منا الترجمة إلى العربية والدينكا فقد طلب فرانسيس القيام بالترجمة إلى الإنجليزية. وما يهمني هنا الإشارة إلى الدرجة المدهشة من اللغة التي يستخدمها فرانسيس، عندما تحدث بالدينكا وجدته يجيده أكثر مما يجيده أغلب شبابنا الذين رافقونا إلى هناك وهذا ما جعل الأمير الراحل مكواج ابيم بقت يقوم بالمهمة نيابة عني.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1172- 2009-2-16