من مذكراتي الخاصة (2-2)

[ALIGN=CENTER]من مذكراتي الخاصة (2-2) [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]على نسق هذه الفلسفة تحركنا وكلنا عزيمة على تحقيق الحد الأدنى من الجهود المطلوبة للتنمية وتعمير القرى وهي تبدأ من الصفر.لم يكن الشيوخ باقل عزيمة منا فهم ظلوا مرابطين في قراهم ففي اوولنم كان، العم المرحوم مجوك دينق افييد، يقوم بجمع الناس لعمل نفير واغلبهم كبار السن ففي ذلك الوقت لم يكن من السهل مقابلة شاب لأنه معرض للخطر لأن مصيره الرصاص غير مأسوف عليه خاصة إذا كان دينكاوي فإما أن يكون مصنفاً طابوراً خامساً أو عميلاً لجيش العرب وفي الحالتين فالمصير واحد، وفي توداج كان الشيخ كوال راو دينق اطال الله عمره وحفظه بالعافية يقوم بنفس مهمة نظيره في اوولنم ولم يتسن لي في ذلك الوقت معرفة الشخص القائم بمسؤولية الإشراف على أهالي نوونق.وأما الشهيد بلبل فهم مثل النحلة يتحرك ما بين ابيي والخرطوم في سرعة يحسد عليها، وقد قامت المنظمة بإنشاء مكتبين لها في كل من ابيي بها الأمين العام ورئيس مجلس الإدارة المهندس شول دينق الاك ومكتب ابيي يراسه السيد اشويل ملوال نقور الذي عمل ميدانياً في الشوك والوحل.
نجحت جهود بلبل منجلواك في جذب ولفت نظر المنظمات العاملة في الشأن الإنساني واذكر بأن تقارير المنظمات في تلك الوقت عن ابيي تعتبر حاملة الشؤم والبؤس في لم تتنبأ ابداً بعودة مواطنيها إلى المنطقة.
لقد كان يوم عودتنا الى ابيي عيدا لن أنساه ابداً فاللهفة والشوق الذي قابلتنا بها الجماهير هناك لا تزال عالقة في الأذهان حتى اليوم وأذكر بأن عودتنا تلك تسببت في إنقاص اعداد الثيران رغم قلة عددها في المنطقة.
المهم فالجهود نتجت عنها بعد ذلك مشروعات مرئية جاء بسببها إلى ابيي الدكتور فرانسيس دينق بحكم وظيفته التي يشغلها في الأمم المتحدة وليس بسبب لأنه من منطقة ابيي ولذا فقد ذكرت في البداية بأن ذلك اليوم كان تأريخياً فسيارات الأمم المتحدة ومستوى التحوطات الأمنية التي شهداها في ذلك اليوم لم تحدث إطلاقاً حتى بعد التوقيع على إتفاقية السلام الشامل وأما نحن فقد كنا داخل الحدث فمدارسنا المشيدة من القش والحطب هي موقع الإهتمام.
في ذلك اليوم كان لي التعامل مباشرة مع الدكتور فرانسيس دينق طالما كنا نقرأ له ونسمع عنه دون مقابلته، وفي أول زيارة خارج ابيي للوقوف على المناطق والقرى المشيدة تحركنا في ذلك الصباح إلى اوولنم وهناك تم إستقبالنا تحت شجرة نيم بمنزل السيدة نيانارييل دينق قوينج (زوجة زكريا اتيم فيين أمين عام المؤتمر الوطني في ابيي في ذلك الوقت) وكان ان وقع الإختيار على شخص الضعيف للقيام بالترجمة.
نسبة لكثرة العدد فكان من الضروري إستخدام ثلاث لغات (دينكا، عربية، إنجليزي) وكان المطلوب منا الترجمة إلى العربية والدينكا فقد طلب فرانسيس القيام بالترجمة إلى الإنجليزية. وما يهمني هنا الإشارة إلى الدرجة المدهشة من اللغة التي يستخدمها فرانسيس، عندما تحدث بالدينكا وجدته يجيده أكثر مما يجيده أغلب شبابنا الذين رافقونا إلى هناك وهذا ما جعل الأمير الراحل مكواج ابيم بقت يقوم بالمهمة نيابة عني.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1172- 2009-2-16

Exit mobile version