> نوفمبر العام الماضي.. مؤتمر الحركة الإسلامية ينتخب الفريق بكري نائباً لأمين الحركة الإسلامية.
> والعيون التي تبحث عن تفسير تكتشف الأسبوع الماضي أن الكرسي الذي يجري انتخاب الفريق بكري له إنما كان مقعد نائب الرئيس البشير.. وليس مقعد الدكتور الزبير.
> والبشير يكمل إعراب الجملة أول الأسبوع الماضي وهو يدعو الدكتور علي الحاج من ألمانيا لمقعد نائب الرئيس.
> والرقص مع الذئاب ينطلق
> وعلي الحاج يقبل العرض.. وفي سراديب عقله أن
: الانتخابات القادمة من يقود الوطني فيها ليس هو البشير وإن من يقود المؤتمر ــ بعد رفض البشير قبول الترشح: هو نائب الرئيس
> وإن جملة «نائب الرئيس» الآن تجعل العيون تذهب إلى الأستاذ علي عثمان.
> وحتى لا يكون ذلك فإن علي عثمان يستقيل.
> عندها يصبح سباق الرئاسة شيئاً ينطلق فيه الفريق بكري من هنا.. والترابي من هناك.
> والأمر يبدو محسوماً .. لكن
> العيون تجد أن القوات المسلحة لن ترضى إلا بواحد منها في مقعد الرئاسة أو مقعد نائب الرئيس.
> عندها يصبح للفريق بكري أجنحة خاصة
> والعيون تجد أن علي عثمان يطلق «قواته المسلحة الخاصة» وهو يشرع في إعادة تنظيم الإسلاميين
«2»
> وكل واحد يدعو الآخرين إلى وليمة شهية تجعل معدته «تقرقر» بعد ساعتين.
> والبشير حين يدعو الدكتور علي الحاج يُلحق دعوته بجملة تقول إنه يدعو الشعبي «للمساهمة في حل قضية دارفور».
> والجملة «البريئة» وقبول الشعبي لها كلاهما يصبح شهادة إدانة بأن الشعبي هو من أشعل قضية دارفور وأن دماء الموتى ودماء السودان في عنقه.
> والترابي.. وثقافته فرنسية.. يعرف حكاية كلمنصو.. الزعيم الفرنسي أول القرن الماضي.
> وكلمنصو يطلب من طبيبه إخراج رصاصة في جسمه أُصيب بها في الحرب العالمية
> والطبيب يقول له
: دعها.. فإنها تزيد من شعبيتك
> وكلمنصو يقول
: يووووه.. الشعبية في شراب اللوز
> ولعل بعضهم من الشعبي وهو ينظر إلى التهمة بأنه السبب في مذابح دارفور يقول
: يوووووه .. الدين في شاشة التلفزيون!!
«3»
> لكن الشعبي والوطني والأحزاب والتمرد.. والجميع لا كلهم ولا واحد منهم هو في حقيقة الأمر من يشكل الحكومة القادمة
> الحكومة القادمة من يصنعها هو خبر صغير يأتي من أوكرانيا البعيدة ومن واشنطن البعيدة.
> وفي أوكرانيا الأسبوع الماضي الدولة تأمر قواتها بالانسحاب من كل مكان يدخله المتظاهرون هناك.
> وبالفعل.. الجيش والشرطة كلاهما لا يطلق رصاصة ولا غازاً.
> لكن
> لما كان المتظاهرون جالسين في البرلمان.. يحتلونه.. كانت واشنطن تصدر بياناً «تدين فيه استخدام حكومة أوكرانيا للعنف المفرط ضد المتظاهرين».
> واشنطن التي تعرف أن العالم يعرف كل شيء.. ويعلم أنه لا عنف هناك.. كانت تستغل المعرفة هذه ذاتها عند الناس لتقول للعالم
> لا الحق ولا الحقيقة هي ما يهم أمريكا الآن.. ما يهم أمريكا هو أن يسجد الناس لأمريكا.. وهكذا فإن احتجاج أي جهة بالحق والبراءة هي اجتجاجات تشهد على صاحبها أنه لا يعرف العالم اليوم.
«4»
> الخرطوم تجد العالم هذا.. وقانونه هذا.. تحت قميصها وتحت جلدها.
> والخرطوم تجد دولاً عربية من هنا.. وتجد أمريكا من هنا وتجد نصف مخابرات العالم تتجارى في الخرطوم.. وتجد عالماً مسلماً يقول: أمس الأول
«العدو الآن ليس هو إسرائيل العدو الآن هو إيران» وتجد شيئاً في الشرق والغرب والشمال.
> و… و…
> «إنقاذ» السودان يجعل الحركة الإسلامية الآن ولإنقاذ السودان من الخراب تذهب إلى أسلوب مدهش يصيب العالم بالدوار
> ولعل الحكومة الجديدة تكون قد أُعلنت أمس.
> ليصبح حديثنا هذا نوعاً من هذيان الخرطوم
> ونحدِّث عن بعض ما يجري وعن زائر يهبط الخرطوم اليوم.
> ونحدث عن «فنجة»
> وعن زعيم يُقتل نهاية الأسبوع الأسبق أيام كان أفورقي يتجه إلى بورتسودان.
> يبقى أن القوات المسلحة التي تدخل «كجورية» الأسبوع الماضي «أضخم معسكرات التمرد».. وتتجه إلى بقية المعسكرات.. القوات المسلحة هذه تسلم «لواء» المعركة القادمة لجهاز الأمن.
> ومعركة قادمة أضخم ضخامة تنطلق.
> ما لم تجد جهة ما أن الخرطوم قد قطعت سيقانها دون أن تشعر.
٭٭٭
> بريد
: أستاذ
الخريجون من أكاديمية العلوم الطبية.. يعجزون عن استلام شهاداتهم منذ عام «2005».
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة