الخرطوم (رويترز) – قالت قوات دولية لحفظ السلام ان مهاجمين مسلحين يستخدمون قذائف المورتر والمدفعية الثقيلة شنوا هجوما على قاعدة للجيش السوداني قرب الحدود التشادية في دارفور يوم الاحد.
وقالت القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام انه ليس بوسعها تأكيد هوية المهاجمين الا انها تشك في يكونوا من متمردي حركة العدل والمساواة الذين تصاعد نشاطهم في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
وقال كمال سايكي مدير الاعلام في القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) “بدأ الهجوم حوالي الساعة 1600 (1300 بتوقيت جرينتش).” واضاف “سمعت قاعدتنا التي تبعد بضعة كيلومترات فقط القصف المكثف. لايزال القصف مستمرا.”
وفي وقت سابق يوم الأحد اتهم متمردو دارفور حكومة السودان بشن غارات قصف يومية حول مواقعهم وقالوا انهم يتوقعون اشتباكا جديدا مع القوات الحكومية عما قريب.
وقالت حركة العدل والمساواة انها كابدت غارات منتظمة منذ استولت قوات المتمردين على بلدة كورنوي الاستراتيجية في الاسبوع الماضي في ولاية شمال دارفور التي شهدت تصاعد القتال مؤخرا وتزايد التوتر مع تشاد المجاورة.
وقالت مصادر للامم المتحدة اشترطت عدم الكشف عنها انها تلقت تقارير غير مؤكدة عن هجمات جوية في اراض تحيط ببلدات تينا وكورنوي وام بارو وتقع كلها على الطريق الرئيسي المؤدي الى الشمال الغربي نحو نقطة العبور الى تشاد.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من القوات المسلحة السودانية.
وقال القائد البارز في حركة العدل والمساواة سليمان صندل لرويترز عبر هاتف متصل بالاقمار الصناعية صباح يوم الاحد ان طائرات انتونوف الحكومية تحلق فوق رأسه الآن.
وقال انهم يقصفون كل يوم ويقصفون بطريقة عشوائية ويوم السبت قصفوا باستخدام مقاتلات الميج. ولم يعرف عدد الضحايا الذين سقطوا هناك.
وقال صندل ان القادة التابعين له سمعوا ان قوات الحكومة السودانية تتوجه نحوهم من الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وقال ان هناك قتالا جديدا وشيكا لكنهم مستعدون لكل ما يستجد.
والهجمات الجوية محظورة في دارفور بموجب قرارات مجلس الامن وسلسلة لم تنفذ من قرارات وقف اطلاق النار لكن الخرطوم احتفظت بحقها في الماضي في مهاجمة حركة العدل والمساواة وغيرها من الحركات المتمردة التي لم توقع اتفاق السلام في دارفور لعام 2006.
ويتصاعد التوتر على طول الحدود السودانية النائية مع تشاد منذ اسابيع.
وتتبادل الدولتان المنتجتان للنفط الاتهامات منذ فترة طويلة بدعم المتمردين المعادين لكل منهما. واعترفت تشاد في وقت سابق من الشهر الحالي بقيامها بقصف متمردين داخل اراضي السودان بينما تقول الخرطوم ان نجامينا تساند حركة العدل والمساواة التي يرتبط زعماؤها عرقيا بالرئيس التشادي ادريس ديبي.
وكان القتال حول كورنوي هو الاحدث في الصراع المستمر منذ ستة اعوام والذي تفجر عندما رفع متمردون في دارفور معظمهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة السودانية وهم يتهمونها باهمال تنمية المنطقة.
وتدهور القتال في مناطق كثيرة ليتحول الى اشتباكات قبلية من كل نوع وهجمات عصابات.
وقالت القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ان مسلحين اوقفوا سيارة تنقل جنودا نيجيريين لحفظ السلام قرب الجنينة عاصمة غرب دارفور مساء امس السبت وسرقوا اسلحتهم وهواتفهم واجهزة اللاسلكي والنقل. ولم يصب احد في الهجوم.
وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة ان احد السائقين المتعاقدين معه قتل رميا بالرصاص على ايدي لصوص مشتبه بهم في الدعين بجنوب دارفور يوم الثلاثاء.
وفي أحدث الجهود الدبلوماسية في المنطقة اجرى وزير الدولة للشؤون الخارجية احمد بن عبد الله ال محمود محادثات مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الاحد.
وتستضيف قطر بالفعل مفاوضات متعثرة بين حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية من المقرر استئنافها يوم 27 مايو ايار. وقالت وسائل اعلام سودانية ان ال محمود يعتزم زيارة الرئيس التشادي ادريس ديبي في محاولة لحل المشاكل المعلقة بين البلدين.
وقال بيان من السفارة الامريكية في الخرطوم ان المبعوث الامريكي الخاص للسودان سكوت جراتشن شرع في سلسلة من الزيارات الى الصين وقطر وبريطانيا وفرنسا يوم السبت لحشد التأييد لجهود السلام داخل اكبر الدول الافريقية من حيث المساحة.