* شكا القراقير وبكوا من الفاقة وقلة المال، وناشدوا الدولة كي تدعمهم، فلم تحظ إلا بقليل لا يقيم الأود وشحيح لا يصلب العود.
* كانت المحصلة الموجعة لذلك التجاهل المؤلم هبوط أحد أعرق الأندية السودانية من الدوري الممتاز، وفراقه للسيدين بعد رحلة امتدت أكثر من ثمانين عام!
* شكت الموردة ولم يقصر رجالها في مناشدة الدولة للدعم ولم ينالوا شيئاً ذا بال.
* وشكا البرير رئيس الهلال من ضيق ذات اليد، واستقال فهرولت الحكومة بكلياتها نحو النادي، ومكث الأستاذ الطيب حسن بدوري وزير الرياضة بولاية الخرطوم في معسكر الهلال حتى مطلع الفجر، يحنس، ويطالب، ويعد بالدعم، بل امتدت وعوده إلى التكفل بدفع الحوافز حال فوز الهلال على المريخ في قمة كأس السودان.
* في اليوم التالي مباشرةً فرّغ الوزير نفسه تماماً لحل أزمة الهلال، ورابط في مكتبه، يتصل بهذا ويحاول إقناع ذاك، حتى أقنع عدداًَ مقدراً من الإداريين، وعقد مؤتمراً صحافياً قبل منتصف، أعلن فيه المجلس الجديد!
* بعد ذلك تحدث نائب رئيس لجنة التسيير الهلالية مشيراً إلى أنهم تحصلوا على دعمٍ مقدر من الحكومة، سيساعدهم على الإيفاء بالالتزامات المتراكمة على النادي.
* لماذا اهتمت الحكومة بمعالجة أزمة الهلال ولم تهتم بمعالجة أزمة الموردة، علماً أن الموردة أعرق من الهلال في النشأة والتأسيس؟
* مطلوب من الحكومة أن توحد نهجها في ما يتعلق بالدعم المقدم للرياضة، وأن تضع معايير ثابتة وواضحة لكيفية توزيع الدعم، لأن الانتقائية المتبعة حالياً عير مهضومة، وهي تعتمد على الميل القلبي والهوى الشخصي للمسئولين.
* طالما أن مجلس إدارة نادي الهلال قد هرب من ساحة النادي في أحرج الأوقات وحرض لاعبيه على هجر المعسكر وإغلاق الموبايلات كي لا يخوضوا نهائي ثاني أكبر مسابقة كروية في السودان، وطالما أن رجالات الهلال وفقوا يتفرجون على ناديهم وهو يغرق في الديون، كان على الحكومة أن تتعامل مع الهلال مثلما تعاملت مع الموردة، حتى ولو أدى الأمر لهبوط الهلال من الممتاز!
* تعددت المخالفات الزرقاء.. وتعددت أنواع التساهل، وتعددت المكافآت من الحكومة والاتحاد على حد السواء.
* رفض لاعبو الهلال استلام ميدالياتهم الفضية في ختام بطولة دوري سوداني الممتاز، وابتلع قادة الاتحاد ألسنتهم، ولم يفتح الله عليهم بكلمة نقد واحدة!
* هرب الهلال من أداء نهائي كأس السودان، وانسحب من البطولة غير آبهٍ بما فعلته حكومة ولاية النيل الأزرق وما أنفقته لاستضافة النهائي.
* رفض اللعب وانسحب، ولم يتكرم بإرسال خطاب للاتحاد يخطره فيه بالانسحاب، أو يقول له فيه (الله ياجرك)، وكانت المحصلة هرولة وزارية، ودعومات مليارية وصمت تام لقادة الاتحاد!
* في عالم الاحتراف يتم الحكم على النادي الذي يعجز عن الإيفاء بالتزاماته بالخصم من النقاط، بل وبالهبوط إلى درجةٍ أدنى.
* شاهدنا جميعاً كيف أدت الديون المتراكمة إلى هبوط نادي رينجرز الاسكتلندي العريق.
* ابتداءً من الموسم المقبل سيلعب النادي العريق (الذي تأسس في العام 1872 وحاز على بطولة الدوري الأسكتلندي الممتاز 54 مرة) في الدرجة الثالثة حسب التصنيف الإنجليزي (أي الرابعة عملياً)، والسبب هو المشاكل المالية التي عاني منها، بالإضافة إلى تصويت المسؤولين في أندية الدوري الممتاز ضد بقائه بينها، برغم تعهدات إدارته بإجراء الإصلاحات اللازمة لتفادي التصفية المالية.
* حذف نادي رينجرز من قائمة الأندية المشاركة في الدوري لموسم 2012-2013 عندما تم إعلان البرنامج الرسمي في 18يونيو الماضي بسبب المشاكل المالية، وخصمت 10 نقاط من رصيده عندما كان على وشك الإفلاس الموسم الماضي الشيء الذي سهل مهمة التاريخي سيلتك في الفوز بلقب الدوري.
* هذه هي قوانين وتعاليم عالم الاحتراف.
* أما أن تفي بالتزاماتك وتتحمل مسئولياتك وتدفع مرتبات وحوافز اللاعبين والمدربين، أو تتحول للعب في المنافسات المخصصة للهواة، الذين يلعبون للمتعة والفنكهة، من دون أن ينالوا منها أي فلس، ومن دون أن تكلفهم أي مليم!
* تركت الحكومة الموردة تعاني من الفلس وتفرجت عليها حتى هبطت من الممتاز!
* وتكرر الأمر نفسه مع أهلي مدني العريق.
* عندما تعلق الأمر بالهلال اختلف الفعل، وتم تعيين مجلس جديد للنادي في ساعات قليلة، وهرول مسؤولون باتجاه خزينة الدولة وأخرجوا منها مليارات، وقدموها على طبق من ذهب للنادي المدلل!
* الموردة وأهلي مدني ليهم الله وعيشة السوق.
آخر الحقائق
* ظل بعض منسوبي نادي الهلال يلفون ويدورون حول الموقع الذي استضافت فيه غرفة تسجيلات المريخ اللاعبين مالك إسحق وباسيرو بامبا.
* حاولوا التأثير على اللاعبين باتصالات هاتفية استهدفت إغراءهما بالجلوس مع إدارة الهلال للتفاوض!
* حدث بعد أن نشرت الصحف الزرقاء أخباراً تزعم أن الهلال استغنى عن مالك وباسيرو!
* الصحيح طبعاً أن مالك وباسيرو استغنيا عن الهلال، ولم يفكرا في الانضمام إليه أصلاً!
* الأصل في سوق التسجيلات السوداني أن يسعى أي لاعب موهوب للانضمام إلى المريخ.
* إذا لم يجده يصبح الخيار الثاني الخرطوم الوطني أو أهلي شندي أو مريخ الفاشر أو الهلال!
* إعلام الهلال ما زال مصراً على تصوير ناديه في هيئة المنافس للمريخ في التسجيلات.
* المثير للسخرية أنهم درجوا على تلميع بعض اللاعبين المغمورين، ليزعموا أن الهلال خطفهم من المريخ، وأن المواسير المذكورة رفضت ارتداء الشعار الأحمر وفضلت الأزرق عليه!
* قبل يومين طالعت عنواناً عريضاً يفيد أن غرفة تسجيلات الهلال وجهت ضربة قاضية للمريخ.
* جاء في الخبر ما يلي: (خطفت غرفة تسجيلات الهلال أحمد بشير حارس مرمى نادي بيت المال الذي تألق في مباراة فريقه أمام العباسية، وظل اللاعب في حماية كوماندوز الهلال بقيادة الشاب الهلالي محمد فيصل الذي قام بمجهود مقدر لحماية اللاعب حتى وصل غرفة التسجيلات الهلالية بعد ملاحقة شديدة من المريخ)!
* ضربة قوية للمريخ.. بخطف الحارس أحمد بشير!!
* لو كان المريخ راغباً في ضم الحارس المذكور لما سمح اللاعب نفسه للكوماندوز المزعوم بالاقتراب منه!
* قرأت خبراً آخر بعنوان (الهلال يصر النظر عن تسجيل الحضري) فسألت نفسي: هو الهلال متين فكر في تسجيل الحضري؟
* رجعت للخبر فوجدته يتحدث عن حارس نادي بري عبد الرحمن الملقب (بالحضري)!
* قبل أيام زعم لاعب الهلال خليفة أنه رفض عرضاً من المريخ، وقال (المريخاب جوني في بيتي وعرضوا علي مئات الملايين ورفضت)!
* بعد ذلك قرأت خبراً يفيد أن الهلال عرض 300 مليوناً على خليفة وأن اللاعب رفضها وطلب 400!
* قبل أن أقرأ الخبر كنت أعتقد أن خليفة هو الذي يدفع للهلال وليس العكس!
* مريخ شنو البفاوضك يا خليفة؟
* مد كراعك قدر هلالك!
* بعد إعادة توقيعه للهلال ارتجل خليفة خطبةً نارية، قال فيها: (أنا خليفة ده مهما فاوضوني ناس تانيين ما ماشي من الهلال ده)!
* لذلك أطلقنا عليها اسم (خطبة خليفة البتراء)!
* أمس وقع المريخ إقراراً مع حارس المنتخب الوطني وأهلي شندي عبد الرحمن الدعيع.
* الدعيع يشكل إضافة نوعية لحراسة الفرقة الحمراء.
* بوجود أكرم والدعيع سيتنافس على حراسة عرين الزعيم أفضل حارسين في السودان.
* الدعيع دفعة قوية للحراسة، مالك أفضل مدافع في الدوري السوداني حالياً، وباسيرو محور قوي وماهر.
* تسجيلات نوعية متميزة.
* الدور والباقي على خط المقدمة.
* آخر خبر: نريد خيارات قوية تمنح الهجوم زخماً إضافياًَ وتعوض رحيل الأباتشي كليتشي.
مزمل ابو القاسم – كبد الحقيقة
صحيفة الصدى