– ارتبطت كلمة اللعبة في مجتمعنا باللا جدية أو بالإيحاءات بالسلبية.. مثل الذي يواري ويوارب ولا يقيم وزناً للقيم نقول إنه يلعب على الذقون.. والموضوع الفارغ يقولون لك: ده لعب ساكت.. وكانوا يسمون حفلة الزواج الغنائية اللعبة.. بل في ذلك اليوم يتحول البيت المقام فيه الحفل إلى بيت اللعبة.. والرقص يسمونه لعباً كما في البيت الشهير «الرسول فجولا تلعب» وفجولا تعني فجوا لها.. أي أفسحوا لها الطريق.. وإمعاناً في السلبية يقولون: ده لعب عيال ساكت..
– لذلك فنحن لا نقيم وزناً للعب.. ألاحظ ذلك في غيابنا من الأولمبياد وهنالك «لعبات» يمكننا أن نبرع فيها ببساطة مثل رمي الأقراص.. وكرة الماء وكرة اليد والكرة الطائرة للرجال طبعاً.. والسباحة لا نقيم لها وزناً رغم أنه في كل الأحياء المتاخمة للنهر تجد عشرات «يقطعون البحر» والجري والجمباز.. بل إننا لا نلعب كرة السلة رغم ازدحام وطننا بشباب طولن طول النخلة.
– هل نحن جادون فلا نهتم باللعب.. الغريب أن لدينا ألعاباً شعبية يمكن أن نطورها مثل شد الحبل.. القفز بالشوالات.. سجك بجك وتكتب عند أقوام سكج بكج.. وكديس مين نطاك.. «وهولب لب» وشليل.. وأم الحفر وأم الصلص و«الحجلة» بأنواعها.. بجانب «حرينا».. و«حرينا» على وجه الخصوص يمكننا أن نطورها ونجعل منها لعبة عالمية ذات قواعد وأصول ونسهم بها في رفد الألعاب الأولمبية بمنشط جديد.
– ولأننا لا نحب اللعب فنحن لا نحتمل الهزيمة وبالتالي لا نحتمل النقد.. فإذا كنا نعلي قيمة اللعب فسنعرف أن الهزيمة ضرورة.. وإن النصر عزيمة. وبالممارسة تصبح الهزيمة تجربة نستفيد منها ولا نقيم لها صيوانات بكاء.. مرات ننظر للأطفال بحسد.. ولا نقترب من الأتاري أو الكمبيوتر مع أن الألعاب تغرينا بممارستها لكننا نخشى لأن في عقلنا الباطن قرار بسلبية اللعب.. والمسؤولون عندنا يقتلوك بصرامتهم.. وإذا حاولت أن تمارس رياضة المشي عبر الكوبري أو عبر الخلاء تجد من يسألك إن شاء الله خير أو مالك بي جاي.. فتضطر إلى تقديم محاضرة عن ممارستك لرياضة المشي أو تختصر الموضوع وتكذب بإنو عندك مشوار أو أي كذبة بيضاء طبعاً.
– والآن اشتهرت لعبة المصارعة الشعبية عندنا وأعجبت اليابانيين وأصبح بيننا وبينهم جسر للتواصل بسبب المصارعة ونلمح شراكة ستكون مثمرة في هذا الشأن من «اللعب» أو «الرياضة».
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]