في انتظار المسترجعات ..!!

[JUSTIFY]
في انتظار المسترجعات ..!!

وأنا أنظر في الصورة التذكارية الجماعية لوزراء الحكومة السابقة قلت لابد إن لكل بيت سوداني قريب أو نسيب أو معرفة في هؤلاء الواقفين لأن العدد كبير بدرجة مخيفة فمعقول كل هؤلاء كانوا وزراء ووزراء دولة لبلد انتاجها متوقف وحالتها الاقتصادية تغني عن سؤالها ونسبة الفقر فيها تعدت حد المعقول والممكن..!!! وتصورت لو أن هذه الصورة الجماعية ضمت اعضاء البرلمان والمجلس التشريعي والولاة ووزرائهم والمعتمدين ومجالسهم التشريعية «أمك» دي حتكون الصورة التي تستحق ان تتصدر موسوعة «جينيس» من أوسع أبوابها لأنها الصورة الأكبر والأطول عرضاً وطولاً.. ولو أن الحكاية في الصورة بس لهانت..! لكن هؤلاء كانوا يصرفون رواتب ومخصصات ولكل واحد حرس ومدير مكتب ونثريات سفر وعربات تسير ببنزين الحكومة المرفوع عنه الدعم وبمناسبة العربات دي أتوقع وهذا ما يفترض أن يحدث إن كنا بالفعل نخطو خطوة جادة نحو الشفافية ، واحقاق الحق وتوطين العدل أن تسترد الدولة في اللحظة التي يغادر فيها هؤلاء الوزراء وزاراتهم كل ممتلكاتها لديهم إن كانت منازل حكومية أو عربات وفي حتة عربات دي اتوقع أن تحتاج الحكومة لحوش حدادي مدادي حتى تستوعب هذه العربات التي هي أصلاً ملك للمسؤول طالما هو في المنصب العام والمسؤولية الأخلاقية والذمة المالية تحتم عليه أن يخلي عنها مسؤولياته.. وبالتالي اتوقع أن نشاهد أرتالاً من العربات المستعادة لتكون تحت أمر القادم الجديد بدلاً من أن يطالبوا بموديلات 2014م من خزانة موديل القرن السبعطاشر.. وبالمناسبة المجتمع السوداني ده رغم الفارق الطبقي الواضح فيه الا أن أخبار الطبقة «المرطبة» ليست عصية أو منعدمة عن الناس (اللي تحت) وبالتالي مظاهر الثراء والترطيبة التي تظهر على بعضهم بعد تولي الكرسي الوزاري أو أي مقعد من مقاعد المسؤولية تصبح حديث القرى والحضر..! ودعوني أقص عليكم قصةً لتدركوا كم أن الكرة الأرضية هذه صغيرة لدرجة محيرة اذ جمعتني الصدفة بأحد نساء المسؤولين الكبار في صالون للتجميل من الذي ترتاده النساء.. وحتى هنا والأمر طبيعي وأكتر من معتاد.. لكنني كدت أتجمد من هول المفاجأة والسيدة المعنية هي زوجة لواحد من المسؤولين الذين ظلوا يقنعون الشعب السوداني بجدوى رفع الدعم عن المحروقات..!!! وأن المسألة برمتها تعني تجفيف ما لدى الأغنياء من فائض أموال يصرفونها على عربات فوق حاجتهم من أجل المواطن المسكين..! كدت أتجمد من هول المفاجأة والسيدة ظلت ثلاث ساعات كاملة في هذا الصالون وطفلها موجود في العربة التوسان آخر موديل مع السائق وماكينتها دائرة لزوم التكييف!! فاسقط في يدي كيف يحاول أمثال هؤلاء أن يقنعوا الشعب السوداني انهم يسوسون ما يسوسون من سياسات.. يدعون أنها تطبق عليهم قبل الجميع..! والواقع يقول إن من يأكل حصرمها هم فقط الغلابى والتعابى.. وهم يتمرغون في النعيم!!

في كل الأحوال نحن ننتظر أن نشاهد حوش المسترجعات عياناً بياناً على الأقل لنحسن الظن فيمن ذهبوا وفي القادمين الجدد لعلهم يبدأوا- عهداً ليس بينهم وبين المواطن مسافات!!

ü كلمة عزيزة

مع كل تقديري واحترامي للسيد النائب الأول علي عثمان محمد طه والذي جاء في صحف الخرطوم أمس أنه حمل أوراقه وخرج من القصر مستقيلاً من منصبه.. وهي سابقة لم يسبقه عليها على ما أظن أحد.. كما فعل ذات صباح وهو يعلن عن راتبه من داخل قبة البرلمان..! رغم احترامي لموقفه الا أنني استغرب لأولئك الذين ذهبوا كما قيل للرجل في داره «لتحنيسه» حتى يعود عن قراره وهو لعمري أمر مضحك في الممارسة لا نسمع به الا عند السودانيين.. وكم اخشى أن يكون هؤلاء ليس حريصين على أن يتحلل الرجل من رهق العمل العام والحمل الثقيل بقدر ما أنهم حريصين على مصالح يعرفونها.. إن ظل شيخ علي داخل القصر!!

ü كلمة أعز

صحيح تغيير الوزراء مطلب المرحلة.. لكن صدقوني هذه الوزارات بها ديناصورات «تدور».. أي وزير قادم مهما كان تفتيحة وشايل مفاتيحها وخلوا بالكم من هؤلاء الديناصورات!!

[/JUSTIFY]

عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]

Exit mobile version