الأطباء .. اغراءات القطاع الخاص

دار في الفترة الأخيرة حديث حول ممارسة الأطباء للعمل الخاص في المستوصفات والمستشفيات الخاصة أثناء الدوام الرسمي، مما أثر سلباً على تقديم الخدمة الصحية في المؤسسات العلاجية العامة.
اتفق معظم الأطباء أن بعض التخصصات لا تحتاج الى وجود الإختصاصي الدائم في المؤسسات العلاجية العامة، خاصة الجراحة والتخدير. والبعض أكد أن ممارسة الكوادر الصحية العمل في القطاعين الخيار المتاح حالياً شريطة أن لايؤثر على جودة الأداء. وأشاروا الى أن بعض التخصصات لها برنامج محدد وقوائم عمليات في زمن محدد ولا معنى لوجودهم طيلة الوقت. والبعض اتهم الأطباء أنهم يتركون واجباتهم الرسمية ويبحثون عن مصادر رزق أخرى مما يؤثر سلباً على الأداء في القطاع العام.
وأبدت وزارة الصحة الاتحادية اهتماماً خاصاً بالظاهرة ونظمت ورشاً للوصول الى رؤية محددة للظاهرة. وأصدرت السلطات الصحية بولاية الخرطوم موجهات لعمل الإختصاصيين وذلك بوضع جدول النشاطات الإسبوعي ومتابعة وتقييم أداء الإختصاصيين بالوحدة والالتزام بالتوقيع على دفتر الحضور والانصراف والالتزام بنظم الاستئذان بجانب الالتزامات للإختصاصيين المنتسبين للجامعات.
الدكتور سيد عبد القادر قنات إختصاصي تخدير بمستشفى أمدرمان قال لـ «الرأي العام» الطبيب يحتاج الى التزامات تجاه رسالته وأسرته خاصة أن المرتبات ضعيفة لا تفي بتلبية الاحتياجات الضرورية، وكذلك لابد من العمل الخاص ولايوجد ما يمنع ذلك أثناء الدوام الرسمي إذا قام الطبيب بتأدية واجبه كاملاً، فإختصاصي التخدير توجد لديه قائمة من العمليات وفي حالة الفراغ منها خاصة أنه لا توجد ببعض المستشفيات مكاتب مخصصة للإختصاصيين بجانب عدم وجود استراحات أو كافتيريات أو ترحيل ولذلك لابد من اللجوء للعمل الخاص لمواجهة متطلبات المهنة والأسرة خاصة أن مهنة الطب متجددة وتحتاج الى مواكبة والإطلاع على الدوريات. وأكد ضرورة أن توفر الدولة المعينات اللازمة للأطباء وتحسين الوضع حتى يؤدي رسالته. وأشار الى أنه في حال تأدية رسالة الإختصاصي لايوجد داع لبقاء الإختصاصيين في المستشفى العام.
الدكتور عبد السميع عبد الله استشاري الجراحة وإختصاصي التجميل: لابد من الشفافية في التحدث عن بقاء الإختصاصي أثناء ساعات العمل وحقيقة لا توجد حاجة للاستشاري كل الأوقات ولا تحتاج الوحدة للوجود الفيزيائي للإختصاصي وتحدد له الواجبات وتتم محاسبته في حال التقصير.
ويقول إن الإختصاصي يقود فريقاً في الوحدة وتحدد له ساعات للمرور وقائمة للعمليات وعيادة محولة وفي حالة إلزامه بالبقاء في المستشفى سيقتصر التدريب على الاستشاري ولذلك لابد من الاستفادة من الاستشاريين في تدريب أطباء الامتياز ونواب الإختصاصيين وصغار الإختصاصيين لتعميم الفائدة وتفريخ أجيال من الإختصاصيين الجدد، ولذلك لا مانع من ممارسته للعمل الخاص. وفي انجلترا تحدد إقامة الإختصاصي (52) ميلاً ويتطلب وجود أطباء الامتياز في الميز والنواب في المستشفيات.
مدير طبي بإحدى المستشفيات الخاصة يقول: يواجه القطاع الصحي شحاً في الكوادر الصحية، ولذلك لابد من الاستفادة من العاملين في القطاع العام وفي حال الفصل للقطاعين يؤدي ذلك الى انهيار القطاعين.
الدكتور مصطفى صالح مساعد الوكيل للتخطيط والبحوث بوزارة الصحة الاتحادية قال: عمل الإختصاصيين في القطاع الخاص يعتبر الخيار المتاح حالياً ولذلك لجأت الوزارة الى وضع وثيقة ومبادئ ولذلك في المرحلة الحالية لانتحدث عن فصل كامل وتوجد مصالح متبادلة وضروريات وذلك بممارسة العمل في القطاع الخاص شريطة أن لا يؤثر على جودة الأداء في القطاع العام وخارج ساعات الدوام الرسمي ولا تستطيع الوزارة حالياً الفصل بين القطاعين ويبدأ ذلك تدريجياً.
أماني اسماعيل :الراي العام

Exit mobile version