في مسعى لتأكيد حضورها في القارة الأفريقية وتعزيز التعاون مع المستعمرات السابقة تحتضن العاصمة الفرنسية بأريس غدا الجمعة، وبعد غد السبت أعمال قمة الإليزية لـ(السلام والأمن في أفريقيا) بمشاركة زعماء القارة الأفريقية من أجل بحث المبادرات الأفريقية لإحلال السلام والأمن في القارة وسبل مساهمة باريس في ذلك سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، بجانب القضايا المتعلقة بالأمن في القارة الأفريقية، وخاصة مواجهة الإرهاب والقرصنة البحرية وتأمين الحدود، فضلا عن تشكيل قوة أفريقية للتدخل السريع.
وستفرض الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى نفسها بشدة على أجندة القمة، فقد أعلن عن تنظيم قمة مصغرة حول الوضع الحالي في أفريقيا الوسطى يوم السبت في ختام القمة الأمن والسلام في القارة الأفريقية.
ولكن المتابع للمقاربات الفرنسية لحل الأزمة في أفريقيا الوسطى يجد أنها اعتمدت على تعزيز وجودها العسكري، وهو الحل الذي سعت فرنسا إلى تبنيه من قبل مجلس الأمني، ويرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه لابد من زيادة قوات حفظ السلام هناك من 6 إلى 9 آلاف عنصر حتى تساعد على عدم انزلاق أفريقيا الوسطى إلى حافة الهاوية.
الوضع في أفريقيا الوسطى التي شهدت في مارس الماضي إطاحة متمردي تحالف (سيليكا) بالرئيس فرانسوا بوزيزي وتنصيب ميشال دجوتودي رئيسا للبلاد، الوضع هناك لم يشهد الاستقرار المنشود وبات يقلق المجمتع الدولي بإمكانية الانزلاق إلى حرب إبادة جماعية في ظل ارتفاع وتيرة الفتنة الطائفية بين الأغلبية المسيحية والأقلية المسلمة.
الموضوع الثاني الذي يشغل بال فرنسا والذي يتوقع أن يستحوذ على النقاشات الفرنسية الفريقية هو الوضع في مالي التي بعد التدخل العسكري الفرنسي في أراضيها ونجاحه إلى حد ما في تراجع نشاط الجماعات الإرهابية التي كانت تقسم البلاد إلى شطرين، والتحولات السياسية التي حدثت بانتخاب رئيسا جديد، إلاّ أنّ العملية السياسية فشلت التوصل إلى المصالحة الوطنية بضم الطوراق في العملية السياسية، من المؤشرات الجيدة تصريحات رئيس الوزراء المالي عمر تاتام لي، الأخيرة إن بلاده تبقى (منفتحة أمام المحادثات) مع تمرد الطوارق الذي تخوضه الحركة الوطنية لتحرير أزواد، رغم إعلان الحرب الصادر عن أحد قادتها.
القمة فرصة لاختبار مدى واقعية التصريحات التي أطلقها الرئيس فرانسو هولاند في أول زيارة إلى أفريقيا بعيد انتخابه رئيسا لفرنسا عندما قال في خطابه أمام البرلمان السنغالي أنه “فات زمن ما كان يسمونه في الماضي “فرنسا ـ أفريقيا” فهناك فرنسا وهناك أفريقيا وهناك شراكة بين فرنسا وأفريقيا، وعلاقات قائمة على الاحترام والوضوح والتضامن.. الوضوح هو البساطة في علاقاتنا من دولة إلى دولة.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي