غيمة حزن داكنة طافت أرجاء المحروسة أم الدنيا صباح أمس، بل عمت كل الدنيا بخبر رحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهز 84 عامًا، ليضيف إلى أحزان مصر الراهنة حزنا خاص بفقدان صوت الثورة والفقراء.
ونجم وهوعندي كالنجم تماما لا يحتاج إلى تعريف، ويكفي أنه بات من أبرز الشعراء في الوطن العربي رغم أن أشعاره بالعامية المصرية، ولكن ليس المهم هو اللغة التي يكتب بها الشعر وإنما الموضوعات الكبيرة التي يناولها الشاعر كلما كانت ذات أبعاد انسانية وقومية مشحونة بالنضال كانت أوجب أن يحتفى بها على نحو واسع، كما أن نجم نصير الفقراء والمتلصق بهم من خلال إصراره على العيش في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، وهو الذي يستحق أن تفتح له القصور وتقول له تفضل وتوج نجم التصاقه بالفقراء بأن تشرف بحمل لقب سفير الفقراء الذي أطلقته عليه المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة العام 2007.
ورحل الشاعر الكبير المشهور بلقب الفاجومي الذي ارتبط بالراحل الشيخ إمام حيث شكلا ثنائيا غنائياً واعتقلا أكثر من مرة، ويقول موقع اسكاي نيوز عربية إن نجم ألف العديد من الأغاني، التي تعبر جميعها عن رفضه للظلم وحبه الفياض لمصر واستيعابه الكامل للواقع الأليم، من بين من غنوا أغانيه الموسيقي السوري بشار زرقان الذي ربطته به علاقة عمل استمرت لسنوات، وسجلوا معا ألبوم (على البال)، ومن أهم أشعار نجم كتابته عن جيفارا رمز الثورة في القرن العشرين، فيما حصل الشاعر الراحل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي.
نجم بعد كل هذه السنوات وعذابات الاعتقال لم تخب جذوة الثورة والنضال في دواخله وإن أخذت منه السنين والمرض الكثير، ولكنه كان حاضرا في الثورات الأخيرة بمصر التي أطاحت بحسني مبارك وعزلت محمد مرسي، شاعر الثورات المصرية الذي عرف بالتهكم على الرئيس أنور السادات ومن بعد الرئيس حسني مبارك، الذي دخل السجون المصرية عدة مرات معتقلا سياسيا، قال في آخر أيامه إن “الشعب المصري على موعد مع ثورة ثالثة بعد حوالي شهرين أو أقل”. وخلال حفل تراثي أقيم مساء الجمعة الماضية في العاصمة الأردنية عمان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أضاف نجم “الثورة المصرية الثالثة قادمة والعام القادم ستكون جميع المشاكل قد حلت”.
رحل قبل موعد الثورة الثالثة التي تنبأ بها فى مصر، رحل والثورتان الأولى في 25 يناير والثانية في 30 يونيو لم تنجزا مهامهما بعد، فالفوضى السياسية والأمنية على أشدها.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي