الهندي عزالدين: مغتربات في عمر الزهور من المسؤول عنهن وما يرسله الأهل وما يدفعه الصندوق من (ملاليم) أقل من سعر قنينة عطر صغيرة!!

[JUSTIFY]{ خبر إزالة صندوق دعم الطلاب لخمسة مبانٍ بمجمع داخليات (البركس) بالخرطوم وإعلانه العزم على تشييد أبراج مكانها، وما سبق ذلك من تداعيات مؤسفة إثر إبعاد عدد من الطالبات بالقوة الجبرية بواسطة الشرطة، وما استغلته بعض القوى والمجموعات السياسية المعارضة بالنفخ في (قربة) عنصرية مخرومة سرعان ما انسكبت نتانتها عليها، (فالكذب حبلو قصير).. هذا الخبر دفعني من جديد وباتجاه مغاير إلى سؤال ملح: إلى متى يظل صندوق الطلاب مصراً على بناء المزيد من الأبراج والمدن الجامعية لإسكان الطلاب والطالبات القادمين من ولايات السودان المختلفة؟!
{ إلى متى.. يا سيادة وزير التعليم العالي الدكتورة “سمية أبو كشوة” وسيادة الدكتور “النقرابي” أمين عام الصندوق.. تتكبد بناتنا الطالبات المشاق، معاناة اقتصادية، اجتماعية ونفسية بالقدوم من الفاشر والجنينة والقضارف ومروي والأبيض وبورتسودان وكسلا ليدرسن هنا في الخرطوم بجامعاتها الحكومية والخاصة، بينما تسافر الآلاف من بنات الخرطوم والجزيرة إلى تلك الولايات والسكن بالداخليات هناك عدة أشهر بعيداً عن أهاليهن؟!
{ ما هي الحكمة من ذلك؟ معرفة السودان والتمازج الثقافي؟ لا أظن.. لأنه وبعد نحو عشرين عاماً من انطلاقة ثورة التعليم العالي، ينحدر السودان كله وبجهاته كافة إلى مستنقع (قبلية) و(جهوية) قبيحة ستورد بلادنا وشعبنا الهلاك.
{ فاتورة التعليم العام والعالي هي واحدة من ثلاث فواتير باهظة مع العلاج والمعيشة، تثقل كاهل الأسر في السودان، فلماذا لا تخفف وزارة التعليم العالي عبر إدارة القبول على أهل السودان بإقرار سياسات جديدة (محفزة) لقبول الطلاب بولاياتهم، فتكون قد وفرت عليهم وعلى الصندوق، وبالتالي على الدولة، تكلفة السكن، ثم الطعام والمواصلات ومستلزمات أخرى مكلفة يحتاجها الطالب والطالبة (المغتربة) داخل وطنها، والأهم من ذلك فإن وجود هؤلاء الشباب وهم في سن المراهقة قريباً من آبائهم وأمهاتهم وعائلاتهم يوفر (حماية) اجتماعية ونفسية ذات قيمة عالية.
{ كثير من الانحرافات الأخلاقية المدمرة للمجتمع يكون سببها الضغط الاقتصادي، وغياب الحماية والرعاية والمراقبة لفتيات من عمر (16) إلى (19) عاماً يدرسن بالجامعات في الخرطوم أو غيرها، يقمن بداخليات الصندوق وأخرى خاصة في الأحياء، لشهور طويلة قبل أن تسمح ظروفهن وبرنامج دراستهن بزيارة الأهل لأسبوع واحد!!
{ مغتربات في عمر الزهور بمدن وأصقاع هذا البلد القارة!! من المسؤول عنهن وما يرسله الأهل وما يدفعه الصندوق من (ملاليم) أقل من سعر قنينة عطر صغيرة؟!
{ أوقفوا مشروعات البناء والتشييد، وتشغيل شركات المقاولات وتجار السيخ والأسمنت على حساب مجتمع (ينهار) بانحراف جيل كامل، بينما (تقوم) البنايات والمجمعات السكنية على أنقاض قيم وأخلاق فاضلة!!
{ في (مصر) أم الدنيا، يتم القبول غالباً في جامعات المحافظات، إلا لتخصصات غير متوفرة بالمنطقة الجغرافية، فلا حاجة لسفر طالب من أسوان ليدرس الجامعة في بورسعيد. وبالتأكيد لا معنى ولا غاية من قبول طالبة من كسلا أو نيالا في كلية طب الجامعة الإسلامية أو النيلين بالخرطوم مثلاً، لأن بكسلا ونيالا كليات طب وهندسة وحاسوب كما في القضارف وبورتسودان وشندي والأبيض.

صحيفة المجهر السياسي
ي.ع

[/JUSTIFY]
Exit mobile version