أسئلةً كثيرة، وضعناها أمام الرجل، فأجاب عنها، في ثنايا الحوار التالي:
O تناقلتْ الوسائط الإلكترونية حديثاً لك، بمحمولاتٍ عنصرية، مشبهاً منحك أغنية لملحن لا يُحسنُ تلحينها بـ (الفتاة الحلوة التي تُزوّج لجنوبي). هل صحيح أنّك قلت ذلك؟
– لا، ليس صحيحاً بالمرة، ولا يُعقل أنْ يتفوّه الحلنقي بمثل هذه العبارة. منذ الأمس وأنا في إنزعاجٍ بالغ. للأسف، هذا الكلام لم أقله، ولا يشبهني.
O دعنا نسأل عمّا دار في الحلقة التلفزيونية. ما الذي دار بالضبط؟
– الحلقة التلفزيونية شاركني فيها الشعراء: عبد الله النجيب، سعد الدين إبراهيم، وعبد الوهاب هلاّوي. وقدّمتها المذيعة والصحافية عفاف حسن أمين. وهي مَن سألتني: قصائدك لمن تُعطها للملحنين؟ وكانت إجابتي: أنّ إعطاء الأغنية لملحن غير مقتدر (زي تكون عندك بتْ جميلة وتزوّجها بالقوة).
O أنت قلت ذلك؟
– نعم، وبالنّص.
O إذا كان الأمر ليس صحيحاً، كيف انتشر بطريقةٍ مغايرة؟
– لا أعرف، والله لا أعرف.
O لماذا قيل هذا الحديث؟
– رأيي، أنّ من قال هذا الحديث يبحث عن بطولة أو شهرة مريضة على حسابي. وليس سويّاً. وأسأله بدوري: لماذا فعل ذلك؟
O من تُرى له مصلحة في ذلك؟
– لا أعرف لي أعداء، هذه الشائعة كلّفتني الكثير من الألم والاحتراق الداخلي. هذا مؤلمٌ جداً. (من أمس أنا ما مرتاح)، لأنّي ظللتُ طوال (50) عاماً أزرع الجمال بأغنياتي التي أكتبها، وحصدتُ في الآخر هذا القبح الذي نُسب لي.
O كيف وقع الأمر على أصدقائك ومنْ هم حولك؟
– منزعجون جداً مما حدث، ولمْ يتوّقف هاتفي عن الرنين منذ لحظة إنطلاق الشائعة.
O لماذا انزعجوا في رأيك؟
– لأنّهم يعرفون ومتأكدون جداً أني بعيد عن هذه العنصرية البغيضة. أنا صورة بريئة وجميلة بالنسبة لهم.
O غالب الذين استنكروا ما قلته من الجنوب، باعتبار أنّ الحديث طالهم؟
– يا سيدي، علاقتي بالجنوب وأهله، هي علاقتي بكل أنحاء السودان الذي أحب. لي الكثير من الأصدقاء من الجنوب، وفي آخر زيارةٍ لي زرتْ ضريح الراحل جون قرنق. معرفتي بالجنوب كشعب أنّه جميل ومسالم ومسامح.
O طيب، لماذا تأخرتْ قناة النيل الأزرق عن نشر الفيديو حتى تُبيّن للناس الحقيقة؟
– لا أدري، لكن كنت أتحدّث قبل قليل مع حسن فضل المولى، مدير القناة، وكذلك مدير البرامج، الشفيع عبد العزيز، أكّدا لي نشرها للفيديو حتى يتبين الناس الحقيقة، وكذلك نشر بيان يوضحون فيه الحقيقة.
O هذا عن القناة. ماذا عنك أنت؟
– عني سأقوم باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في مواجهة هذا الشخص.
O هل عرفته؟
– لا، لكن عرفت أنّه عاش فترةٍ بمدينة كسلا، وهو صغير في عمره، من مواليد أواسط الثمانينات.
O ما الذي خرجت به من هذه الحادثة؟
– عرّفتني بمحبة الناس لي، وكذلك عرّفتني ببعض الأعداء للأسف. ، عرّفتني الى أي مدى أنا كبير ومحبوب في دواخلهم. ويقلقون لقلقي.
O كما قلت، هناك الكثيرين الذين وجدوا لك العذر، والتبرير، بحكم معرفتهم بك. لكن يا أستاذ، بالمقابل، هناك الكثير من الأحاديث التي كُتبتْ في مواقع التواصل الاجتماعي لمْ تجد لك العذر؟
– وهذا يؤكد لك أنّ لي أعداء، أو من لا يُحب ما أكتب. مثلي مثل أي شخص.
O لكن يا أستاذ، لمْ تكن لوحدك في الحلقة. لماذا تمّ استهداف الحلنقي دوناً عن بقية الشعراء ضيوفك في الحلقة؟
– والله لا أدري. بالرغم من أني عشتُ طوال عُمري أحب الناس، وأكتب للحب. لا أدري لماذا؟ ما تمّ هو ظلم ضخم بالنسبة لي. لا أتصوّر إنساناً ظلّ يكتب طوال (50) عاماً، عن محبة الناس، ولمحبة النّاس أنْ تتم الإساءة إليه بهذه الطريقة.
O دار منذ أول أمس حديث كثير على مواقع التواصل الاجتماعي، هل قرأته؟
– قرأتْ بعضاً منه، ولم أستطع إكمال ما تبقى. أنا حزينٌ لما حدث. سؤالي لمن قام بذلك: لماذا لمْ يُكلّف نفسه مشقة السؤال عني من الذين يعرفوني، أو يأتي إليّ مثلما أتيتني أنت؟ على الأقل فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته. أليس كذلك؟
O ما هو دليلك على أنّك لمْ تقل بذلك، غير ما أوردتْ سابقاً؟
– دليلي بجانب رأي من شاركوني الحلقة، ومقدمة البرنامج. دليلي الأكبر أنّ التسجيل ما يزالُ موجوداً، تمّ بثه مباشرةً، وأعيد مرةً أخرى. مَنْ أراد أنْ يُشاهده فهو موجود.
O وأخيراً.
– باعتباري شاعراً كتب للجمال منذ خمسة عقود ولا أزال. أقول: الجمال هو المنتصر، وليس القبح.
حوار: موسى حامد- حكايات