هو: قلت ليك للاسف في ناس متخلفين ورجعيين بيعتبروا إنو شرف الأسرة والعيلة كلو محصور في (عذرية) الفتاة.. وإذا انتهكت عذريتها معناها شرف الأسرة ضاع.. والعيلة راسها بقى في التراب.. ودا جهل وتخلف ورجعية ! وللاسف الشديد لا تزال عفة الفتاة السودانية عموما، مرتبطة بحفاظها على عذريتها إلى حين زواجها، ويبقى ذلك الغشاء الرقيق شهادة حسن سيرة وسلوك، يحسم وجوده من عدمه في تصنيف البنات، إما في مراتب الشريفات العفيفات الطاهرات، أو في مصاف المنحرفات، دون التفريق بين من فقدت عذريتها ظلما وعدوانا، نتيجة حادث أو رياضة عنيفة، أو من تقدم شرفها وتسلم عفتها عن سبق إصرار…صدقيني يا (……..) في الغرب الآن مافي حاجة اسمها عيلة ولا في حاجة اسمها قبيلة والبنت أول ما تصل 18 سنة هي حرة تعمل الحاجة العايزاها.. تختار حبيبها.. تنوم معاهو.. تبيت مع أولاد في أي مكان ..تسكر تشرب تعربد هي حرة ..مافي حاجة اسمها شرف ولا قرف.. في حاجة اسمها حرية وبس..وعشان كدا الناس ديل اتقدموا واتطوروا لأنهم عند فهم متقدم وراقي جدا للحرية !!فقالت له ببراءة ونبرة بسيطة هادئة: يعني انا لو هسع مشيت بيّت معاك في غرفة في فندق او في شقة مفروشة او في بيتك وانت عذابي الحكاية دي بالنسبة ليك عادية وما فيها حاجة ؟! فرد عليها والبسمة تعلو شفتيه : طبعا طبعا دي حاجة عادية جدا جدا ما دام انتي رضيانة وانا رضيان وين المشكلة هنا ؟ ومنو الخسران؟ واسرتك سواء أبوك أو أمك حيخسروا شنو ؟ ما دام الحاجة دي عملناها برضانا وبحريتنا وبكامل ارادتنا وعن قناعة وفوق هذا وذاك عن حب حقيقي ورغبة حقيقية واعية ؟!!
فردت عليه: وااااي سجمي دا كلام شنو دا يا ود الناس ؟ يعني لو نحن عملنا الحاجة دي وبعدين اتزوجنا وجبنا بنت وكبرت وعملت نفس الحاجة العملناها دي انت ما حتزعل ولا حتغير عليها ولا حتهتم بالبحصل ليها ولا بهمك كلام الناس ولا كلام اهلك واهلي في البتعملوا بتنا ؟! فرد عليها وقد تعكر مزاجه وتغيرت ملامح وجهه: طبعا حازعل ..كيف ما ازعل دي بنتي وعرضي وشرفي وقرة عيني وتاج راسي ..يستحيل اسمح ليها تعمل حاجة زي دي لانو مجتمعنا مجتمع بدائي لا يزال يقدس القيم الاجتماعية والقبلية ولا يزال يعتبر ان قيمة الفرد فيه تستمد من مدى التزامه بعادات وتقاليد وثقافة المجتمع !!!وهنا الوضع مختلف ! مافي أب برضي انو بنتو تمشي تبيت مع واحد في فندق او في شقة مفروشة !!! فقالت له اسمح اقول ليك انت شخص انتهازي ومربوش ومشوش ومتناقض مع ذاتك ومع معتقداتك وفلسفتك.. انا زولة بسيطة وفهمي الاتربيت عليهو انو ممارسة الجنس خارج اطار الزوجية عيب ..مش عيب بل جريمة وفضيحة .. وانو اي شكل من اشكال التلامس الجسدي والتقارب العاطفي القائم على علاقات جنسية قبل الزواج دي ما علاقة ولا صداقة ولا حب .. دي صعلقة وقلة ادب ودعارة عديل كدا .. ويا ابو العريف انا حرة نعم .. وافهم حدود حريتي .. وانا متحررة نعم .. لكنني لست متحررة من القيم والاخلاق والمبادئ والمثل ..انا متحررة من الجهل والخرافة والمعتقدات البالية .. انا متحررة من كل ما يعوق العقل عن حرية التفكير الايجابي.. انا متحررة ومستنيرة وواعية ومدركة انني اعيش وسط مجتمع له قيمه ومبادئه واحكامه التي تنظم حياته.. صحيح هناك ممارسات وعادات ومعتقدات بالية ينبغي تصحيحها كالخفاض الفرعوني والظار والاسراف في المآتم والافراح ، وتعقيد طقوس الزواج ، وأن هذه العادات والممارسات يجب محاربتها بنشر العلم والمعرفة وتوعية أفراد المجتمع ..! فقال لها مندهشاً وهو يرمقها بنظرة ازدراء وتحقير: إذن إنتي متخلفة ورجعية وللاسف خيبتي ظني فيك ! انا كنت فاكر انك زولة جامعية مثقفة وافكارك تقدمية ومستنيرة !واكتر حاجة بتأسف عليها اني ضعيت لحظات من عمري وزمني الغالي مع انسانة تعيش في القرن الــ21 بعقلية القرن السابع !! وفعلا صدق المثل: القلم ما بيزيل بلم!! يا خسارة يا خسارة !!
تهاني عوض