الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإنني أدلك على جملة أمور فخذ بها واستعن بالله ولا تعجز:
أولها: أكثر من الدعاء بأن يقدِّر الله لك الخير، وسل الله العافية، واعلم أن كل شيء عنده بقدر؛ فلو شاء لك الزواج بفتاتك فإن ذلك كائن إن شاء الله، وإن لم يشأ فلن يكون وإن رضي أبوك
ثانيها: أكثر من الاستغفار؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)
ثالثها: عليك بتقوى الله في أمرك كله، وأول ذلك المحافظة على الصلوات المكتوبة مع جماعة المسلمين؛ فإن تقوى الله سبب لكل خير، وقد قال رب العالمين عز وجل (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقال (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)
رابعها: أطع أباك والزم غرزه، واستعن عليه بمن يستطيع التأثير فيه كعمومتك ومن كان مثلهم من أترابه في السن، وممن لهم مكانة عنده من أهل الدين والفضل؛ ليذكِّروه بالله، وبقول مولاه (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) ويخوفوه من عاقبة محادة أمره وتعطيل شرعه
خامسها: إياك إياك أن تلجأ إلى الاتصال بهذه الفتاة على غير ما شرع الله، فإن من تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه، أنزلها منزلة أختك، وانظر ما تحب أن يعامل الناس به أختك فعاملها به، ولا يزينن لك الشيطان لقاءها أو مهاتفتها بدعوى أنك تعينها على الخير ـ كما ورد في سؤالك ـ فإن ذلك مزلة أقدام وسبب للكوارث والآثام، وأسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان ويرضيك به؛ إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
ي.ع
[/JUSTIFY]