أهملت جميع القطاعات الحيوية، زاد الوقود وأيضا نسبة انكماش الاقتصاد، ارتفع الدولار وأيضا معدلات التضخم، توقفت القروض الخارجية فزاد العجز في الميزانية، ارتفعت معدلات البطالة والهجرة، و…..إلخ. وفي كل هذه العلل يوجد مبررات للفشل ويتم تحميل المواطنين ثمن الأخطاء والعجز في الإدارة.
في أي دولة في العالم يزيد دخل الفرد مع تقادم السنين، إلا في السودان، فالمرتبات التي كانت قبل أربع وثلاث سنوات تصل إلى 400دولار، فإنها تعادل اليوم بعد تراجع الجنيه 150 دولار (سبحان الله أي حاجة عندنا معكوسة).
بلد قيل أنها سلة غذاء العالم، وأي مشروع زراعي فيها يفشل (الجزيرة، الرهد، السوكي، حلفا وغيرها) يتم استيراد تقاوي فاسدة، ويحمل المزارع مسئولية سوء التخزين، نستورد القمح والسكر والبرتقال والتفاح والبصل، وهناك أعذار لأي تقصير وفشل.. يتحدثون عن نجاح مشروع القطن المحور وراثيا (التقول بقينا نلبس منو).
رغم أن موارد المياه لدينا تتكون من مياه الأمطار والأنهار والمياه السطحية والجوفية، لكن للقائمين على أمر المياه في بلادنا رأيا آخر، بعد أن قرروا رفع الدعم عن المياه عام 2014، مطمئنين أن أسعارها ستظل الآن مستقرة حتى إشعار آخر!.
يعلنون أن أولى اهتماماتهم القطاع الصحي وينعدم مع هذا الاهتمام توفر الأدوية المنقذة للحياة وتمتنع (31) شركة أدوية عالمية عن التعامل مع السودان لحين سداد المبالغ المؤجلة.
يتساءلون ماذا يعني تقليل الإنفاق الحكومي؟ وكم سيقلل من الميزانية العامة؟ وما فائدة إزاحة مخصصات وزيرين أو ثلاثة وتقليل امتيازات الدستوريين؟ ألم يدروا أن تقليل الإنفاق يعني وقف الأموال التي تخرج من المالية إلى منظمات الشهيد فلان، ومراكز السيد (علان) والمجالس القومية للشباب، والذكر والذاكرين، و….. والقائمة تطول!.
هذه المراكز والمجالس يمكن أن تقوم بأعمالها أي وحدة أو إدارة في أي وزارة، ولكنه عبث الإنفاق من مال الدولة!.
يسافرون شرقا وغربا لجذب رؤوس الأموال، ويتحدثون عن تهيئة البيئة المناسبة، ولا نرى استثمارا يذكر، بل إن قصصا مأساوية يحكيها أهم المستثمرين من السعودية.. يقول أحدهم قبل أيام “تفاجأت عندما استوردت سيارة لاستخدامها في الاستثمار بمطالبة السلطات بدفع ضريبة 80% لعدم مطابقتها لسيارات الاستثمار” ويحكي آخر “كلما أردت تحويل أموال يقولون إنه لا توجد لديهم دولارات”.. هذه أبسط المقومات لا تتوفر لدينا.
يقولون إنهم أنشأوا مئات الشوارع (المسفلتة) وما دروا أنها تمتلئ بالحفر بعد شهرين من افتتاحها لتصيب السيارات بعاهات شبه مستديمة.
الزميل محمد علي يوسف، حينما لا يعرف من أين يبدأ المجادلة، من هذه النقطة أم تلك، وحينما يستكثر الوقت في النقاش يقول للشخص الذي يتحدث معه “ياخ قوم لف”.. وأنا أيضا لا أجد ردا مناسبا لما يحدث حولنا سوى أن أقول “قوموا لفوا”.!!
لأجل الكلمة – لينا يعقوب
صحيفة السوداني