وبعد مرور عام عين العقيد عبد الرحمن مساعداً للرئيس في عام 2011م، وهو ما قابله الكثيرون بالذهول والحيرة والتأويلات الكثيرة، واتهم البعض والده بمباركة تعيين نجله عبر اتفاق مبطن بينه وبين الحكومة عقب لقاءات عديدة جرت بين الحزبين كان يقف وراءها عبد الرحمن، الأمر الذي أحدث زلزلة في صفوف حزب الأمة. ولكن المهدي سرعان ما نفى ذلك، وطفق يمجد نجله واصفاً إياه بأنه فارس خدم القوات المسلحة بإخلاص وقال إن قرار عزله من الجيش كان ظلماً.
وأشار إلى أن عبد الرحمن انقطعت علاقته بحزب الأمة منذ عام 2010م، وقال إن تعيينه مساعداً للبشير لا يمثل حزب الأمة بأي شكل من الأشكال، ولا يتقاطع مع موقف الحزب المعارض. وفي أول تصريح له عقب تعيينه مساعداً للبشير، أشار عبد الرحمن إلى أنه قبل المهمة من موقعه كضابط للقوات المسلحة، حرصاً على المصلحة الوطنية وأنه سيسعى على تحقيق السلام الشامل والعادل والتحول الديمقراطي الكامل والنهج القومي ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
هذه الربكة التي أحدثها تعيين عبد الرحمن في الحكومة وسعي والده وشخصه لنفي أية علاقة لهما ببعض من الناحية السياسية، وصفها القيادي بحزب الأمة القومي عبد الرحمن الدومة «عضو الهيئة المركزية بالحزب»، بأنها غير حقيقية، ورأى الدومة في حديثه لوكالة أنباء الأناضول أن تعيين عبد الرحمن جاء وفق اتفاق بين المهدي والبشير. وتقلد عبد الرحمن، منصب مساعد البشير، أدخل أفراد أسرته خاصة شقيقاته رباح ومريم التي تشغل منصب نائبة والدها في الحزب، المعروفتين بمناهضتهما لنظام الخرطوم، في موقف حرج، وساهمت في فتور العلاقة بينه وأسرته، وبات عبد الرحمن لا يتواصل بشكل دائم مع أسرته، وروى عبد الرحمن لمقربين منه، أنه بات في الفترة الماضية، يتواصل معهن عبر مجموعة خاصة بالأسرة على تطبيق التواصل الاجتماعي «واتساب».
وإن كانت السياسة فرقت السودانيين الى صفوف مختلفة، فأجبرت عبد الرحمن على السكن بعيداً عن عائلته بمدينة أم درمان واختيار السكن في حي آخر، ورغم مغازلة عبد الرحمن للسلطة ردحاً من الزمان، إلا أن غالبية أنصار حزب الأمة يراهنون على أن المهدي يعمل على تجهيز نجله عبد الرحمن لتولي رئاسة الحزب خلفاً له، ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين أسامة زين العابدين أن أسرة «المهدي» ظلت تتقاسم الأدوار وتوزيع أبنائها في المعارضة والحكومة، واستشهد زين العابدين في حديثه للوكالة الأناضول، بوجود عبد الرحمن في الحكومة وشقيقاته مريم ورباح في المعارضة. غير أن عبد الرحمن واجه ضغوطاً نفسية حادة عند اعتقال والده، مما جعله يتردد عليه في محبسه بسجن كوبر العتيق، بشكل يومي، وكشفت تسريبات صحفية، عن عزوف نجل المهدي عن مباشرة مهامه فى القصر الرئاسى لنحو أيام، ودخل في حالة شبيهة بالعزلة، لم يخرج منها إلا عقب إطلاق سراح والده بعد نحو شهر، ولم يجد عبد الرحمن مفراً من إرضاء والده عندما أفرج عنه سوى الترجل من سيارته إلى باب السجن ومعانقة والده والذهاب معه إلى منزل الأسرة بضاحية الملازمين بأم درمان غربي الخرطوم، لمشاركتهم فرحة إطلاق والدهم.
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]