تناقض وارتباك: تصريحات جوبا السالبة لم تتوقف منذ الانفصال.. لكن ربما كان لـ”بنيامين” رؤيته الخاصة

[JUSTIFY]وفقاً لبعض المراقبين فإنَّ هناك تضارب وتناقض حول التصريحات التي يطلقها مسؤلو دولة جنوب السودان، فبعض منهم يطلق تصريحات على الهواء الطلق ويتهمون الحكومة السودانية بأنها تدعم المعارضة الجنوبية بزعامة رياك مشار نائب رئيس دولة الجنوب السابق، وأنهم يملكون الدليل على ذلك. انزلقت تلك الاتهامات تارة على لسان فيليب اغوير الناطق باسم جيش جنوب السودان، كما أنها جرت أيضاً منذ وقت على لسان وزير الدفاع بدولة الجنوب، الأمر الذي فندته حكومة السودان على لسان الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة السودانية أكثر من مرة، وكان يؤكد باستمرار أنهم لا يدعمون المعارضة الجنوبية، وأنهم يسعون دوماً للعمل على استقرار دولة الجنوب, وأن أمن الجنوب يعني أمن السودان، وكانت تلك الاتهامات تزعج الخرطوم، وتعتبرها عارية من الصحة، كما أن الخرطوم كانت تشكو كثيراً من استمرار حكومة الجنوب في دعم المعارضة السودانية ما يعرف بالجبهة الثورية.

آخر تلك التصريحات التي تصب فى هذا الصدد كانت في إعلان الجيش الشعبي بجنوب السودان بأنه قام بنشر قواته على طول الحدود مع السودان، وقال حينها “إن هذه الخطوة جاءت بسبب حدوث هجمات متكررة عل أراضيه من قبل المتمردين”. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي بجنوب السودان العقيد فيليب أغوير- فى تصريحات صحفيه سابقة- إن القوات التي تم نشرها على الحدود السودانية تأتي تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل قوات المتمردين بزعامة رياك مشار، مشيراً إلى أن نشر القوات كذلك جاءت عقب محاول المعارضة المسلحة اجتياح مدينة “الرنك” بولاية أعالى النيل، وحقول النفط خلال الأيام الماضية. وقال أغوير، “إن لديهم تقارير بأن حكومة الخرطوم قامت بنزع سلاح المعارضة عقب هروبهم فى محاولتهم السيطرة على مدينة الرنك”، مشيراً إلى أن المتمردين شوهدوا يرفعون أعلام السودان عند تحقيق الانتصارات فى المنطقة، كما عرض تليفزيون جنوب السودان صوراً لأسرى يرتدون الزي العسكري السوداني.

ولكن في نفس الوقت نجد هناك تصريحات مناقضة من قبل حكومة الجنوب تنفي فيها ما وصفته (بالادعاءات) غير الدقيقة التي تتهم حكومة الخرطوم بدعم المعارضة الجنوبية.

حسناً نجد برنابا بنجامين وزير خارجية جنوب السودان نفى خلال حوار أجرته معه صحيفة (الشرق الأوسط) ما وصفها بـ(الادعاءات) التي تشير إلى أن السودان يدعم المتمردين في دولة الجنوب، واعتبر أنها ادعاءات غير دقيقة، لكون أن الرئيس البشير لن يفعل ذلك على حد تعبيره، وقال برنابا إن ما يحدث ظواهر فردية ليست مبيتة أو مدعومة من حكومة السودان خصوصا وأن هجوم المتمردين يأتي عادة من الشمال.

كما لم ينسَ برنابا بأن يرحب بأي لقاء يتم بين المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وسلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب خلال وجود الرئيسين في القاهرة خلال زيارة متوقعة لهما، كما أنه وصف العلاقات بين الخرطوم وجوبا بأنها تسير بشكل طيب، وأكد برنابا أن الرئيسين على اتصال دائم يوم بعد يوم على الهاتف، وأشار إلى أن جوبا تعمل على تنفيذ اتفاقية التعاون المشتركة وفق اتفاقية السلام الشامل والتي تتضمن بعض البنود التي لم تنفذ بعد كمسألة الحدود وفتحها وترسيمها وموضوع تحرك المواطنين بين الدولتين، إضافة إلى التعاون التجاري والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، بجانب مسؤولية والتزام دولة الجنوب بدعم اقتصاد دولة السودان من خلال مبيعات نفط الجنوب بملغ يقدر بنحو مليار دولار، وقال إن بلاده تعتزم التحرك لإسقاط ديون السودان.

وبحسب مراقبين استنطقتهم (اليوم التالي) أن اتهامات جوبا للخرطوم لم تتوقف منذ حدوث الانفصال, وكلما كان هناك تقارب بين الحكومتين يظهر ما يعكرها من تصريحات سالبة، في وقت ظلت خلاله الخرطوم تؤكد مرة تلو الأخرى من اتهاماتها لجوبا بدعم المعارضة المسلحة (الجبهة الثورية)، رغم أن الاتفاقية الأمنية بين البلدين تنص على أن يلتزم الطرفان بعدم الدعم والإيواء.

وقال المراقبون إن تصريحات برنابا التي جاءت مناقضة للتصريحات التي يدلي بها الجيش الشعبي يؤكد عدم التنسيق بين القيادة الجنوبية وكلاهما يصرح من عنده، وأضافوا ربما جاءت تصريحاته الأخيرة لـ(الشرق الأوسط) تمهيداً للزيارة للقاء الذي سيجمع الرئيس البشير وسلفاكير ميارديت, واللذان ريما يلتقيان في الخرطوم أو القاهرة حسب تصريحات وزير خارجية جنوب السودان، وأن بعضاًمن المسؤولين في حكومة الجنوب وعلى رأسهم وزير الخارجية مصممون إنجاح اللقاء المرتقب لكسب عطف الخرطوم التي يرون أنها الدولة الوحيدة التي ستسهم في حل الصراع الدائر في الجنوب، وأشاروا إلى أن اللقاء الذي جمع علي كرتي وزير الخارجية وبرنابا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك قد يكون تتطرق إلى قضية الاتهامات التي تطلقها جوبا على الخرطوم بدعم المعارضة، مما دفع برنابا في أول تصريح له أن يتبرأ من هذا الاتهام؛ لكسب ثقة الخرطوم مجدداً.

إما فيما يتعلق بلقاء الرئيسين بالقاهرة فقد استبعد المراقبون أن يتم اللقاء في القاهرة، وقالوا إن مصر ليس لها تأثير في صراعات شرق أفريقيا، كما أنها كانت لفترة قريبة بعيدة عن ملف جنوب السودان، وأضافوا كون مصر ترتب لكي تتزامن زيارة الرئيس البشير وسلفاكير إلى القاهرة في وقت واحد هذا يدل على أنها تريد أن تختطف منبر التفاوض من أديس أبابا الذي فشل فى حل أزمة الجنوب.

اليوم التالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version