بذكاء شديد يتعامل الكاتب والمخرج بيتر ساتلر مع الأحداث الروائية لفيلمه المثير للجدل معسكر أشعة إكس CAMP X – RAY.
ويتناول الفيلم حكاية تجمع بين مجندة أميركية وأحد سجناء معسكر غوانتانامو في حرفية سينمائية تتجاوز حدود العلاقة والموقف العدائي بين الشخصيات، إلى فيلم يمثل أهم ما قدم حتى الآن عن معسكرات غوانتانامو في السينما الأميركية والعالمية على حد سواء.
المحور الأساسي للعمل الفني يدور حول التحاق مجندة أميركية شابة – كرستين سيتوارت – بمعسكر “أشعة إكس – إكس رأي” في خليج غوانتانامو، لتجد نفسها محاطة بعدد من الشخصيات المتهمة بالإرهاب والتطرف، وكم من الممارسات العدوانية القاسية التي يتعرض لها السجناء
وتتطور علاقة، على طرفي النقيض، بين تلك المجندة وأحد المتهمين من الشرق الأوسط اسمه “علي”، ويقوم بدوره النجم الإيراني بيمان مهدي، الذي شاهدناه عالميا في الفيلم الإيراني “الانفصال” الحائز على أوسكار أحسن فيلم أجنبي.
وتبدأ أحداث الفيلم على نشرة أخبار باللغة العربية عن سقوط برجي التجارة في نيويورك، يوم الحادي عشر من سبتمبر، ثم مشهد رجل مسلم في فجر اليوم التالي وهو يستعد لصلاة الفجر، حيث يوضع كيس على وجه ليعزل، وينقل إلى قفص انفرادي من الصلب في غوانتانامو، والدماء تسيل من وجهه.
وتكمن أهمية هذا الفيلم في ابتعاده عن السياق التقليدي في السردي وتطور العلاقات، حيث إنه يتجاوز دراما العداء إلى البعد العالمي للعلاقات الإنسانية.
وجميع الأحداث في الفيلم تنطلق من وجهة نظر امرأة أنثى وهي من المرات النادرة التي نشاهد فيها فيلما عن الإرهاب والمعسكرات من هذه الزاوية، عبر أداء متميز للنجمة كرستين ستيوارت، التي تمثل ولربما للمرة الأولى بهذا المستوى المتميز عن جهة أعمالها السابقة.
كما يترسخ حضور الممثل الإيراني بيمان مهدي بدور “علي”، مؤكداً مقدرته على التنويع في الأداء، والتطور في تقديم مراحل العذاب أولاً، ثم مراحل تطور العلاقة التي يحسمها بجملة صريحة يقولها للمجندة: “أنت وأنا في حالة حرب”.
ورغم أن الفيلم ينتهي على دلالات مفتوحة، وتأكد المجندة من أنه لا يوجد اتهام مباشر لشخصية السجين الشرق أوسطي في معتقل غوانتانامو، فإن الفيلم حينما نغادر صالة العرض يظل يلاحقنا بأسئلته، وبالذات تلك التي تتعلق بالعدالة.