المهم.. فاصحاب الأعمال.. أو قل بعضهم لئلا يغضبوا علينا وإذا غضبوا علينا فسيكون حالنا مثل الظرف الذي قال فيه إبن الحمداني: (لكن اذا هم القضاء بامرئ.. فلا بر يقيه ولا بحر)….. فكل صاحب مال في بلادنا هذه هو مثل القدر…
اليوم نعطيكم نموذجاً حياً للتصرفات المثالية لاغلب أصحاب المصانع والشركات…
عفواً فقد نسيت صفة مهمة يمتاز بها أصدقاؤنا هؤلاء فتقريباً كل واحد منهم يحمل لقب (رجل البر والإحسان) وفق السجلات الورقية في الدولة وحسب التبرعات المتتالية التي تظهر في أجهزة الإعلام.
أقرأوا معي: الزمان.. هذا الشهر من هذا العام.
والمكان: الخرطوم عاصمة السودان، ويطلق على الخرطوم عند البعض ممن يسكنونها: حيث اررئيس بنوم والطيارة بتقوم…
أحد معارفي.. فالأفضل هو تحديد ذلك الشخص لك عزيزي القارئ فأقول بأنه صديق لي…
وصديقي هذا يبدو أنه سيتحمل (خطأ) اعتقاد عند وعندك وعندي… او فاعتقاده واعتقادك واعتقادك صحيح لكن إذا كنا لا نملك حق الظهور بنفس الطريقة التي يتحدث بها رجل البر والإحسان فالنتيجة واحدة.
وأما الاعتقاد الذي لم اتيقن بعد من خطئه وصوابه فهو الاستقالة من عمل….
ولزيادة معلوماتك اكثر حتى نعرف من هو صاحب الاعتقاد الخاطئ.. فقد ظن صديقي ذاك بأنه يكفيه فترة عمل امتدت لفترة أربع عشرة سنة ظل فيها يتنقل من شركة حديد إلى ألمونيوم إلى إسلاك وغيرها من شركات رجل الأعمال الكبير الذي يكفيه فخراً قيامه بتوفير طلاء النادي الأمدرماني الشهير..
المهم صديقي قام بكتابة ورقة تحوي كلمات تفيد باستقالته من الشركة مشكورة على الفترة السابقة التي عمل فيها معهم.. والشركة بدورها قبلت الاستقالة..
وحتى هنا فكل الأمور تسير على ما يرام…
إلا ..أن القبول بالاستقالة لا تعني عند القائمين بأمر إدارة تلك الشركة.. لا يعني القبول بصحة الخطوة جملة وتفصيلاً وليس لديهم اعتراض على الاستقالة إذا كانوا هم المبادرين بطرد العاملين، فالصحيح عندهم هو أن يستغنوا عمن يريدون الاستغناء عنه.. ولا يفرق عندهم…. الأهم في هذه القصة كلها ان صديقي هذا صار امامه خياران احدهما مر تم وضعه بوضوح وبعبارات صريحة بدون مواربة: إما عليه التنازل عن حقوقه طوال الـ 14 عاماً لينال التأمينات أو ينال التأمينات ويفقد الحقوق.. وللقارئ الكريم فإدارة الشركة عندما تتصرف هكذا ليست لأنها تجهل القانون.. ولا بسبب أنها لا تستطيع دفع المبالغ المطلوبة دفعها للموظف السابق في التأمينات وفوائد ما بعد الخدمة: لكنها تريد إيصال رسالة لأي فرد آخر يتجرأ ويتجاسر على كتابة استقالة حتى لا يغري الآخرين المطالبين بتحسين الوضع.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1168- 2009-2-12