وأحزنني ما شاهدته وسمعته، رغم أنني أعرف أن السودانيين يقصدون ببول الخروف ال”بايل” bile، والاسم أصلا يخص جزءا من جسم الانسان ومعظم الثدييات له دور في عملية الهضم، في أمريكا يحبون اللحم نصف استواء ويتسبب ذلك في 900,000 حالة وفاة سنويا، ويكلف علاج من يصابون بأمراض بسبب أكل اللحوم غير المطبوخة جيدا الخزينة الأمريكية 12 مليار دولار سنويا، ولك بعد ذلك ان تقدر مدى خطر “المرارة السودانية” على الصحة، ورجاء لا تصرخ: لي 25 سنة باكل مرارة وما جاتني عوجة.. الله يحفظك وهناك أناس دخنوا التبغ لستين سنة وما جاتهم عوجة ولكن هناك من مارس التدخين عشر سنوات وأصيب بسرطان الرئة، واللحوم النيئة تحتوي على كوكتيل من الباكتيريا، وإذا تذكرنا الصواني التي نضع عليها لحم الذبيحة، وملامسة الكبد للكرشة والفخذ للفشفاش (الرئة) يمكننا تخيل انتقال باكتيريا من هذه لتلك. ثم نأتي للبول/ البايل وهو سائل إما شديد الخضرة أو مائل للاصفرار وبه حتما فضلات لا يحتاج اليها الجسم، وفي الدول الغربية يتم صنع صابون من بايل الحيوانات لإزالة البقع المستعصية عن الملابس، وأنت حر إذا أردت أن تأكل شيئا أقوى من الصودا الكاوية caustic soda التي هي العنصر الاساسي في الصابون العادي
فإنني اقترح سن قانون يمنع أكل بشكير كرش البقر (أم فتفت) باعتبار ذلك شروعا في الانتحار
عندنا أشياء كثيرة نمارسها ونأكلها بحكم “العادة” ونقول دائما “من خلى عادته قلّت سعادته”، فهل لو أقلع إنسان أو عائلة عن افتتاح اليوم بكأس عرقي سيؤدي ذلك الى تعاسته، وهل لو رفضت ترقيص عروسي خلال مراسيم الزواج لن أنعم بالسعادة الزوجية؟
معليش الدنيا عيد ولكن دعوني أقرف عيشتكم زيادة: هل تعلم أن اللوح الخشبي او البلاستيكي الذي يستخدم في كثير من المطابخ والمطاعم لتقطيع الخضار واللحم به من الباكتيريا أكثر مما هو موجود على مقعد دبليو سي؟ وبعد هذا فلو أردت أكل المرارة فكان الله في عونك[/JUSTIFY]
جعفر عباس