في عيد الأضحى “أرزاق” ومهن في انتظار الانتعاش

[JUSTIFY]أقبل العيد وازدهرت الأسواق بمهن غابت عن الساحة طويلا، انتعشت هذه الأيام بجانب وجود سلع كثر الإقبال عليها استعدادا لقضاء العطلة وسط الأضاحي وواجباتها ذات الصبغة الشعبية، غير أن هذه الأرزاق وفي ظل الغلاء الذي طال معيشة المواطن تعرضت لبعض التغييرات في الأسعار، بجانب الركود الذي خيم على أسواقها في ظل توقعات بأن تمارسها غداً والذي يصادف وقفة العيد.

(أرزاق) وقفت على حقيقية مهن العيد وسلعه والمتغيرات التي طرأت على الأسعار.. وجابت أسواق بيع الجلود، ووقفت على عوامل الإقبال على الخضروات ومكونات (الشربوت) وعلف الأضاحي، ولم تنس أن ترى توقعات أسعار الذبح خلال هذا العيد.

** وفي عيد الأضحى تنتعش تجارة بيع جلود الأضاحي التي تعد من المهن التي تزدهر بصورة ملحوظة في فترة العيد بسبب وفرة الجلود ورغبة المواطنين في التخلص منها ببيعها.

محمد إبراهيم، تاجر في مجال بيع جلود الأضحية بشرق النيل، قال إنه بدأ هذا العمل منذ صغره، وكان يساعد والده الذي كان في الماضي يجمع جلود الأضاحي من الأحياء والمواطنين الذين كانوا يعطونه هذه الجلود بالمجان، لذلك كانت الفائدة كبيرة على حد قوله، ويقوم هو بدوره ببيعها لبعض الشركات التي تعمل في مجال المصنوعات الجلدية بأسعار بسيطة جدا، وكشف أنه جمع الجلود لفترة لصالح الدفاع الشعبي والمجهود الحربي، وأكد إبراهيم لـ(أرزاق) أن عيد الأضحى يعتبر موسما من المواسم الرائجة لبيع الجلود أكثر من أية فترة سابقة، لذلك تتركز تجارتي على الأحياء القريبة والمجاورة، مشيرا إلى أنه يجوب هذه الأحياء لجمع الجلود وبيعها لمدبغة أم درمان، إلا أنه اشتكى من ظهور مجموعة من الشباب والأطفال بدأوا بمنافسته في هذه المهنة بجمع الجلود وبيعها لجهات مختلفة، وقال إن هنالك أشياءً كثيرة مضحكة ومثيرة في مهنة الجلود، ولكن في الغالب الأعم يرغب أكثر المواطنين في التخلص من الجلود من خلال إعطائها لجهة ما، وأشار إلى وجود جهات تتربص بالتجارة عبر صغار الأطفال الذين يزعجوننا بمشاركتنا لهذه التجارة، ولكن على طريقتهم وبحكم سكنهم داخل الأحياء أصبحوا يلجأون لجمع الجلود من الجيران، ومن ثم يقومون ببيعها لنا بمبالغ زهيدة، ففي العام الماضي كنا نشتري منهم كميات كبيرة وفي كل مرة تظهر أطماعهم وتزيد بعدة أشكال، وتتراوح أسعار الجلد الواحد بين (10- 15) جنيها، ونقوم بدورنا بجمعها في (بكاسي) تباع لمدبغة أم درمان بالطن على أساس سعر الجلد الواحد (12) جنيها، متوقعا ارتفاع أسعار الجلود في هذا الموسم إلى (50) جنيها كسعر للبيع في المدابغ.

1

الأعلاف.. ارتفاع وإقبال

تجارة الأعلاف هي الأخرى تشهد انتعاشا في غضون هذه الأيام، وهذا ما أكده إدريس حسن، تاجر أعلاف، أن عيد الأضحى يعد موسم انتعاش تجارة الأعلاف والردة، لجهة أنها الغذاء الأساسي للضأن، وقال لـ(أرزاق) إن سوق الأعلاف شهد في الفترة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في الأسعار مقارنة مع الفترة الماضية الذي كان فيها سعر العلف أقل بكثير ومتوفرا في المراعي. أما الآن، فهنالك ندرة في الأعلاف مع ارتفاع الأسعار، الأمر الذي انعكس على قطاع الماشية، وهو السبب الرئيسي في غلاء أسعارها، وأوضح أن الأسعار كانت تتراوح في السابق ما بين(1- 3 – 4) جنيه لوقت قريب، وكانت الكمية كثيرة تكفي حاجة الماشية ثلاثة أيام، أما الآن لا يوجد علف بأقل من سعر (10) جنيهات خاصة (البرسيم والردة). وهذا سعر وجبة واحدة من الصباح حتى المساء، وهذه الأسعار متحركة وغير ثابتة وتختلف من مكان لآخر.

2

هاجس الركود

رغم اقتراب أيام العيد إلا أن الركود مازال يخيم على سوق الماشية والأضاحي. ويقول حمدالنيل إدريس، تاجر مواشي بسوق الزرائب في حلة كوكو، رغم وجود وفرة في الماشية إلا أن هناك ركودا مخيفا يخيم على هذا السوق، بجانب عزوف المواطنين عن دخول هذه الأسواق، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالقلق خاصة وأن الأسعار عادية مقارنة مع أسعار العام الماضي في ظل وجود إرهاصات بارتفاعها خلال الأيام القادمة أكثر مع اقتراب فترة العيد سيما مع دخول أنواع كثيرة للخراف التي تختلف أسعارها وفقا للمنطقة التي يأتي منها، إلى ذلك تتفاوت الأسعار حسب نوع الخروف ووزنه، موضحا أن الخراف الكباشية تتراوح أسعارها ما بين (1100- 1200-1700) جنيه، والحمرية يبلغ سعر الخروف ما بين (1250- 1300-1500) جنيه، والخروف الزغاوي بلغ (1050) جنيها، فيما يبلغ سعر الخروف (القرج) (1000_ 800) جنيه، والوشيشية يتراوح سعره بين (750 800- 950) جنيه، وأبدى إدريس تخوفه من حالة الركود الشديد في كافة أسواق ولاية الخرطوم، وأكد أن الأسعار مناسبة وتناسب قدرات المواطنين المالية، وقال إنهم يأملون في أيام العيد أن تنتعش الأسواق سيما أسواق الماشية، متوقعا ارتفاع الأسعار لتصل إلى أقصى حد، وقد يصل لضعف السعر الحالي. أما التاجر الصديق، قال في عيد الأضحى الأسعار تصبح خرافية في كل عيد، وهذا العيد سوف تكون غير متوقعة للجميع، ويرجع ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكلفة الأعلاف التي ازدادت بصورة غير طبيعية خاصة وأن سعر البرسيم كان في السابق (30) جنيها والآن أصبح سعره (70) جنيها هذا بالنسبة للبرسيم الذي يأتي من المزارع، وهناك برسيم مخلوط يبلغ سعره (50) جنيها، وفي السابق كان البرسيم من المراعي الطبيعية والآن أصبح يضغط بماكينة البرسيم حتى يصبح سهل الأكل للحيوانات، بجانب أن جوال البذرة أصبح سعره (450) جنيها، إضافة إلى سعر المياه، حيث بلغ سعر البرميل (50) جنيها، وكان السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار هو الكلأ، وأتوقع أن يبلغ سعر الخروف خلال العيد (200- 3500) جنيه، وتغزي هذا السوق الخراف التي تأتي من غرب السودان وسهول البطانة ومن قندهار. وقال إننا لا نسعى إلى زيادة الأرباح، بل نرضى بالربح القليل الذي لا يتعدى الـ(40 – 50) جنيها، وأكد التاجر علي خيري أن عملية ارتفاع الأسعار ناتجة من التصدير للخارج، لذلك تقل الكمية المعروضة في السودان، ونحن كتجار نعاني كثيراً من ارتفاع الأسعار، وينعكس ذلك على المواطن الذي ليست له القدرة المالية لشراء الخراف المرتفعة الأسعار.

3

تذبذب أسعار الخضروات

تعد الخضروات إحدى الوجبات الأساسية في عيد الأضحى. ووقفت (أرزاق) على أسعارها خاصة تلك المتعلقة بمقبلات صينية الطعام كالليمون والشطة والتوابل. ويقول تاجر الخضار، عثمان حسن عبدالله، إن أسعار الخضروات غير مستقرة وهي في تزايد مستمر، لافتا إلى أن التجار أنفسهم صاروا يندهشون عندما يأتون اليوم التالي ويجدون أسعار السلع مرتفعة بنسبة (10%)، وأوضح أن الليمون من الأشياء المهمة جداً في عملية الضحية وغيرها، وأشار إلى وجود نوعين من الليمون الأصلي يكون حجمه كبيرا ولونه أخضر وسعره (100) حبة منه يتراوح ما بين (45) إلى (47) جنيها، وسعر الليمون العادي يتراوح سعره ما بين (25) إلى (30) جنيها، والليمون الأخضر (40) جنيها. وأضاف أن العجور يباع بالجوال وسعره يتراوح ما بين (30) إلى (33)جنيها، وهذا أرخص أنواع الخضار. وأما الجزر يبلغ سعره (10) جنيهات للربطة، وسعر كيس الفلفلية (50) جنيها وهي أغلى أنواع الخضار، وسعر الأسود الجوال يبلغ (50) جنيها وهو قابل للزيادة، وزاد أن الشطة أكثر الخضروات التي يحتاجها الناس خصوصاً في عيد الأضحى. وهي نوعان، (دنامي) ويبلغ سعر الرطل الواحد (20) جنيها وهي صغيرة الحجم ويأتون بها من الجبال، والنوع الثاني هي الشطة (البخ) وهي العادية، ويسمونها شطة البحر، يأتون بها من الجزيرة، ويبلغ سعر الرطل الواحد (15) جنيها. أما الشطة الخضراء فتعبأ بالجوال والقفة، وسعر الشوال يبلغ (300) جنيه، وأضاف أن البصل هو الذي يزداد يوماً بعد يوم وهو ثلاثة أصناف؛ الأخضر وهو الآن شبه معدوم، والأبيض الأكثر حاجة يأتي بالكيس ويتراوح سعر الكيس من سبعة إلى (10) جنيهات، وأما سعر البصل الأحمر يبلغ الربع (25) جنيها، والطماطم تباع بالصفيحة ويتراوح سعرها من (60) إلى (70) جنيها، وزاد قائلاً إن سعر السلطة كاملة يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة جنيهات.

ويقول التاجر إبراهيم أحمد محمد عن التوابل التي نحتاجها في عيد الأضحى: الكسبرة يبلغ سعر الرطل (18) جنيها، والشمار يتراوح سعر الرطل ما بين (25) إلى (30) جنيها، والثوم يبلغ سعر الرطل منه (20) جنيها، والفلفل (80) جنيها، والحرجل يستخدمونه للهضم ويبلغ سعر الرطل (8ـ 9) جنيهات، أما الشيح يبلغ (30) جنيها، ويقول إن الفول السوداني هو أكثر البقوليات قابلية لعملية (الدكوة)، ويأتون بالفول مقشورا ويقومون بسحنه بكمية حسب حاجة المشتري وبكل الأسعار وهي نوعان أبيض وأحمر.

4

“الشربوت” مشروب العيد

هو من أهم المشروبات في عيد الأضحى المبارك، ويعتمد عليه الناس اعتمادا كليا في عملية الهضم، ويتكون من البلح ويتراوح سعر (الملوة) من (15) إلى (20) جنيها، والجنزبيل يبلغ سعر الرطل (35) جنيها، والعرق الأحمر يتراوح سعر الرطل منه (30) إلى (32) جنيها. أما القرفة يبلغ سعر رطلها (25) جنيها، والخميرة هي أكثر أنواع التوابل غلاءً وأصبح سعر الرطل (10) جنيهات، وكان في السابق سعر الرطل يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة جنيهات.

5

“الضباحين”.. انتظار المواسم

مهنة الذبح التي يمارسها عدد من الأشخاص في أيام عيد الأضحى، من المهن اللصيقة بالأضحى. ويقول الجيلي سعيد زكريا، (جزار)، إنه في اليوم الأول من أيام عيد الأضحى، يذهب إلى الزبائن الذين يعرفهم ويتعامل معهم منذ فترة طويلة، ويقول إن سعر (الضبيحة) في حدود (50) إلى (70) جنيها، حسب الزبون.. ونقول له (ما بنختلف)، وأضاف أن الجلود ليست من الأشياء التي يأخذها (الضباح) فهي تقدم كدعم للمساجد، و(أحياناً ناخذ الباسم أو راس الخروف)، وأوضح أنهم في بعض الأحيان يقومون بعملية نظافة (العفشه) وهذا خارج نطاق (الضبيحة). ونذبح في اليوم الأول حوالي خمسة خرفان، والفائدة التي نكسبها في ذلك اليوم تتراوح بين (250) إلى (300) جنيه. وفي اليوم الثاني نجلس في السوق حتى يأتوا إلينا الناس الذين يريدون ذبح أضحيتهم، وفي هذا اليوم يكون عدد الذبائح ما بين ثلاث إلى خمس ذبائح، واليوم الثاني أرخص من الأول، وهناك من يقول ليس لديه ثمن الذبح.

ويضيف عبدالمنعم عثمان أنه يكون موجودا في السوق من اليوم الأول.. والذي يأتي إليه يذهب معه، وهناك من لا يعطي شيئا، ويقول ليك (ماعندي)، وأنه يذبح ولا يخجل أحدا، وأحياناً يعطونك بعض لحمة و(الرس).. وفي اليوم الثاني الشغل ليس بحجم اليوم الأول.. الشغل يكون خفيفا، وهذه مناسبة جميلة لكسب الحسنات والأجر.

6

ملبوسات الأطفال

ورغم أن عيد الأضحى المبارك يركز على الأضاحي ومستلزماتها دون السلع الأخرى.. الآن ملبوسات الأطفال تشهد بدورها انتعاشا ظاهرا في العيد. وقد بلغ سعر بعض ملبوسات الأطفال ما بين (100- 300 جنيه) كحد أقصى رغم عدم وجود قوة شرائية كبيرة، ولكن هنالك بعض الناس يقبلون على الأسواق لشراء ملبوسات العيد. وقال الحاج أحمد، تاجر بسوق أم درمان، إن القوة الشرائية ضعيفة جدا في هذه الفترة، وأضاف: (الناس دي مفلسة شديد ما عندها عشان تشتري ملابس العيد.. بس ربنا يسترنا والأطفال ما بتعذر.. عشان كده لازم الزول يجيب ليهم الملابس والخروف), وأوضح أن سعر الملبوسات غير مستقر في هذه الفترة, ولكن الأسعار مرتفعة وما تزال توالي الارتفاع، وأقل سعر للملابس الأطفالية ما بين (80 إلى 100) جنيه وبعض الملابس الأطفالية تصل (200 إلى 500) جنيه سوداني، حسب دخل الأسرة. وأيضا هناك ارتفاع ملحوظ في الملبوسات الرجالية والنسائية، مثل الثوب السوداني الذي شهد ارتفاعا ملحوظا وسعره ما بين(180 إلى560) جنيها. أما ملبوسات البنات، فالاسكيرت سعره ما بين 65 إلى 120 جنيها, و”التي شيرتات” سعرها ما بين (50 إلى 80) جنيها، والطِرَح ما بين(20 – 45) جنيها، والعبايات من(180 إلى 250) جنيها حسب القماش. والملابس الرجالية، القميص الرجالي بين (90- 170) جنيها سودانيا, و”البنطلون” (110 إلى190) جنيها, و”الجلابية” “على الله” من (200-230)جنيه، والجلباب حسب الخامة (150 إلى200) جنيه، والشال حسب الخامة من (80 إلى 100). ومن المتوقع أن تحدث زيادة في الملبوسات بصفة عامة، ويشهد السوق ركودا وزيادة في كل السلع التجارية, والآن هنالك زيادة متوقعة في بعض الأواني المنزلية، مثلا كالسكاكين والسواطير والشوايات والصاج وشيالات الحلويات.

اليوم التالي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version