> خبر صغير
> وفي بعض شواطئ المغرب مقاهي على حيطانها صور
> كل من يتجه إلى زورق الهجرة يلصق صورة له على حائط المقهى.. تنزع بعد اخطار بانه وصل إلى الشاطئ الآخر.
> والصور التي تغطي الحيطان الواسعة تبقى هناك
> والأدب يسكت لأن الواقع أكثر وجعاً من الخيال
> والأخبار في الصحف تكتفي بكلمات قليلة عن الجثث لأن الجثث تسيل من شاشات التلفزيون كل يوم
> والكتابات التي تبحث عن الحلول تسكت لأن
: الحق الآن للقوة.. فقط وهذا يجعل البحث عن الحلول نوعاً من الحمق
> نتنهد ونصمت أسبوعاً
«2»
> وكل عام وأنت بخير
> ولما كنا نكتب الشعر كتبنا قبل عشرين سنة
«يا آخر جيل في السودان عليك السلام»
> هل تذهب في التاريخ غداة الغد؟
ـ أم هذا العام؟!
ـ يا فجر اليوم السابق يا أندلس
يا فجر دخول الفونس
لا خزرج فيها يوم الذل ولا من اوس
ما حمحم فرس عربي
ما صلصل سيف عربي
لم يزدحم الحراس
لم يرزم في أنحاء الدار نحاس
لا تجمع أرض بين الرقص وبين السيف وبين الحور
شتان ثغور.. وثغور
يا آخر جيل في السودان توضأ
> وأقرأ.. رتّل.. هذا اللوح وقل
لا تجمع أرض بين اللوح وبين الذل
«3»
> لما كنا نقرأ كنا نتبع مصطفى محمود
> ومصطفى محمود كان عنده باب يسمى «اعترفوا لي»
> واحدهم يكتب إليه يائساً بعد أن فقد ساقيه.. ويريد ان يموت
> مصطفى كتب إليه ليقول
: وانا اعيش بصمام صناعي وانتظر الموت في كل لحظة
: ان ركضت.. مت.. وان التفت سريعاً.. مت.. وان ضربني احد.. مت
> والشعور بالموت القريب هذا جعلني انتبه إلى حقيقة غريبة
> حقيقة انني كنت.. ميتاً.. فأنا لأول مرة انظر بانتباه للناس والحياة والأهل والأشياء التي نراها دون ان نراها
: الآن ليس عندي وقت للكراهية.. ولا عندي وقت لتأجيل الأشياء
> وليس عندي طمع فأنا لا أعيش كثيراً حتى أكنز
> هذا.. جعلني أعيش.. أعيش
«4»
> ولما كنا ننبش تاريخ السودان.. وتاريخ «السوداني» الغريب كنا نجد حكايات مثل
> وفي أم درمان الستينات.. شيوعي في أم درمان له كل صفات الذئب
> جائع.. شرس.. حقود
> واخوه حين يدفع اليه مبلغاً من المال ينظر اليه هذا نظرة لها مذاق الكرباج.. ثم يقول ساخراً
: مازلت تصر على ان تشعر بأنك خير ومحسن ومنقذ؟؟
.. أنا اقبل المبلغ هذا لاحقق لك هذا الشعور البرجوازي القذر.. النذل.. فقط
> الحكاية عندما شاعت في أم درمان كان بعض الشيوعيين يقول للآخرين
: هذا هو الشيوعي الحقيقي.. فهو قد اغتسل من لزوجة المشاعر التي تهدم العقل
قال آخر
: لا…. الا تراه يقدم خدمة لأخيه حين يحقق له ما يطلب من شعور برجوازي
> قالوا عن السوداني هذا
: الإنجليز وغيرهم.. ما دخلوا بلداً الا اقاموا فيه المواخير و«الكباريهات» ما عجزوا الا في السودان
> لماذا؟؟
> لأن السوداني.. مهما كان فاسقاً.. يبقى فيه شيء من الكرامة
> والكرامة بذرة تنبت الدين
> نشرع بعد العيد في «عصر الفكك»
> فالناس الآن تصرخ بأنها عرفت ما يكفي مما يدبر لها
> وما يبقى وما لا يذكره أحد.. بحرف هو
: الحل .. كيف..
ومتى وأين
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]