المصاهرة بين الشعبين السوداني والمصري هي الأكثر بين كل الشعوب العربية والمواطن السوداني يجد نفسه مرتاحاً من كل النواحي عندما يسافر لمصر فهي بالفعل أم الدنيا وحلاوتها، ويكفي أنها ذُكرت في القرآن الكريم وهي بلد الأنبياء والصالحين..
لا تتأثر علاقة الشعبين بما يحدث في عالم السياسة، وحتى إذا كان حكام البلدين مختلفين ومتخاصمين، فإن العلاقة بين الشعبين كما هي عسل على لبن بلغتنا..
سعدنا غاية السعادة بالمبادرة الإنسانية والشهامة المصرية الأصيلة خلال مأساة السيول والفيضانات الأخيرة التي ضربت بلادنا، وأدت إلى وفاة العشرات وتشريد آلاف الأسر، ورغم الصعوبات، وتولي حكومة المشير عبد الفتاح السيسي، لمقاليد الأمور في الشقيقة مصر في فترةٍ قليلةٍ جداً حتى الآن، ومجابهته بحرب ضروس من الإرهابيين، والذين يحاولون هدم البنية المتماسكة للشعب المصري بكل سِحناته.
تكرّم الرجل مشكوراً بمد جسر جوي من الطيران المصري، محمل بمواد الإغاثة والأدوية، وكل مُعينات الحياة، والهدية ليس بقيمتها المادية ولكن بالمعنوية..
هذه البادرة كنا نتمناها أيضاً من دول تدّعي صداقتنا وحبنا، ولكننا وجدناهم يستمتعون بإدارة مؤشرات الريموت كنترول لمعرفة آخر تطورات هذه الكوارث الطبيعية، والتي نحمد أنها من رب الوجود والذي نرضى بكل أحكامه لأنه هو الحكم الوحيد في هذه الدنيا.
التحية للأعزاء بسفارة جمهورية مصر العربية الشقيقة بالخرطوم وعلى رأسهم سعادة السفير أسامة شلتوت، والقنصل وئام عبد الله سويلم، وملحق الدفاع سعادة العميد أركان حرب عمرو البكري، والمستشار الإعلامي الجميل عبد الرحمن ناصف.
وكلنا ثقة أن الأوضاع في مصر الشقيقة بدأت تعود كما كانت قوية وآمنة ومطمئنة بفضل العدد الكبير من الأولياء الصالحين بها.
حاجة أخيرة
أقولها بصراحة أنني على المستوى الشخصي أحب مصر من بين كل الدول العربية، لأنني أجد فيها الراحة الروحية والنفسية، وفكرت كثيراً في الاستقرار بها.
مبارك البلال- الدار السودانية