أوردت صحيفة “السوداني” يوم الجمعة 22 نوفمبر الجاري خبرا مفاده أن سيدة طالبت بالطلاق من زوجها على خلفية أنه يعاشرها جنسيا 16مرة في اليوم، الصحيفة وضعت الخبر فوق رأس د. البوني الذي يكتب يوم الجمعة “سمعت.. شفت وجابو لي” كأن الصحيفة تريد أن تقول للبوني “جبنا ليك”!
القضية مرفوعت من السيدة البالغة من العمر 21 عاما ضد زوجها البالغ دور ال16 بمحكمة الحاج يوسف ولم يصدر القضاء فيها حكما، يجبر كسر الزوجة وضررها بلجم ذلك الفحل بتلبية مطلبها القاضي “بأبغض الحلال” أو يُبقي على عش زوجيتها بحل وسط !
يبدو أن هذه الظاهرة انتشرت في الآونة الاخيرة، بما يؤكد أن “رفع الدعم” لم يتسبب في “انخفاض الهمة” بل رفعها، فقد اتصلت إحدى ضحايا الهمة المرفوعة ببرنامج تلفزيوني وشكت لمقدمة البرنامج وشكت زوجها الذي يعاشرها اربع مرات في اليوم، غير أن مقدمة البرنامج وصفت ذلك “بالنعمة” على الهواء مباشرة” وحرصت “جاحدة النعمة ” على تقديم زوجها لمقدمة البرنامج فتحدث بأربع جمل فقط!!
اللافت أن هذا الإفحال المنفلت يحدث في ظل ارتفاع الأسعار، ونقص زنة الخبز، وتصاعد أسعار السمك، والانقسامات المتعددة في الأحزاب السياسية، وفساد التقاوى، وقلة التقوى، كأنما هذه الظاهرة منقولة تماما عن المجرى الرئيسي لحياتنا الباهتة.
كأن هذه الظاهرة تريد أن تؤكد أن الأزمة العامة تحول الجنس من تلاحم جسدين يفرزان رائحتهما الخاصة، إلى مجرد تسلية مكرورة تنتهي بالمحاكم وبرامج البث المباشر!.
هنالك في الطب وفي شقه المتصل بالأمراض التناسلية ظاهرة “الهايبر ليبدو” التي تعني “الشهوة الزائدة” وهو ليس من الأمراض العضوية، إنه مرض ينشأ ويتفاقم ويجري على أرضية نفسية بحتة، هذا المرض، نفسي المنشأ، عضوي الوسيلة، لا يتحقق عمليا الا عبر شعور نفسي مهجوس، وطرف مقصود ومستجيب.. من تجلياته أنه يتمحور حول امراة واحدة ولا يتعداها لاخرى كأنها تميمة هذا المرض وركنه الذي لا يكتمل إلا بها، وكان أحدهم من كتاب الشعر والقصة أصيب به وهو على مشارف الستين فدبت فيه حياة جديدة ، فاستيقظ بغتة حين رآها وتزايدت يقظته بسماع صوتها، لكن ذلك لا يحدث لاي سواها وهذا “الهايبر ليبدو” هو ما يعانيه الزوج الذي بلغ دور الـ16، أما ذلك الذي بلغ دور الـ4 فهو المربع الذهبي كما يسمونه في منافسات كرة القدم، فهو ليس مرضا، إنه عَرَض وجدير بأن يسمى “مرض النعمة”!.
لا أدري كيف سيتصرف القضاء في هذه القضية هل سيتم التفريق بين الزوجين على أساس الضرر البدني الحادث للزوجة، أم يتجه القضاء لحل توفيقي بعد استشارة كبار اختصاصيي علم النفسي التطبيقي؟ وماذا سيكون عليه الوضع قبل النطق بالحكم؟!!.
[/JUSTIFY]
أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني