> والنميري.. عام 1975.. الذي يرسل اتفاقية النفط إلى عبد الله الطيب لمراجعة ألفاظها.. راجع صحيفة الخرطوم أمس.. لم يكن يعلم أن العام ذاته كان يشهد مخطط أمريكا لابتلاع نفط العالم.
> والحكاية يحملها أشهر كتاب في العالم «الاغتيال الاقتصادي للأمم.. جون بيركتر»
> وشيفرون في العام ذاته تنظر إلى زجاجة النفط التي يعرضها النميري في شارع القصر.. وتغلق الآبار.. وتذهب.. حتى اليوم.
> وإيران أمس الأول التي تظن أنها أفلتت من حبل المشنقة هذا.. والسودان الذي ما يزال يفرفص وآخرون وأخريات كلهم يظل في زريبة «الأخوات السبع»
> والأخوات السبع هي شركات النفط التي تدير العالم وتكسر عنق من يقلّ أدبه
«2»
> وآاآح يا حبيبي آاح
> وخذ قلمًا واحذف كلمة «حب» من العالم.. بعدها محطات إذاعات العالم وتلفزيوناته والسينما .. و.. كلها تتوقف.
> وخذ قلمًا واحذف كلمة «نفط» من العالم.. بعدها كل الحياة في العالم تتوقف.
> حتى أغنيات ااح.. ااح تتوقف لأن الناس يغنون ويرقصون بعد الطعام.. ودون نفط .. لا طعام
> والحقيقة هذه هي ما يجعل معركة النفط الآن هي التي تدير العالم كله
> ولخمسين ساعة في اليوم
> قالوا له: خمسين ساعة في اليوم؟
قال رئيس فنزويلا
:نعم .. أربع وعشرون هي ساعات اليوم وستة وعشرون هي ساعات القلق
«3»
> ونحدث عن احتكار شركات تنقيب سودانية.. لا هي تحفر ولا هي تطلق الناس لخشاش الأرض.
> وأهل النفط يحدثوننا ليقولوا
: لا احتكار.. وثلاث شركات تنقيب تتحد الآن في واحدة
> وشركات روسية وبرازيلية تهبط مطار الخرطوم الآن
> وأحاديث عن عالم النفط تجعل للرياضي بلايموث عذراً كاملاً
> وأيام الدراسة حين نسمع من معلم الرياضيات أن بلا بلايموث ينتحر حين يفشل في حل معادلته
نتنهد في راحة..
> ونحمد الله على أنه لم يطلق معادلة أخرى
«3»
> لكن بلايموث السوداني ينظر الآن ويجد أن
: مخازن السكر تتدفق بإنتاج العام الماضي والإنتاج الجديد يقترب… و… لكن المالية تسمح باستيراد السكر.
> والمالية تحدث أمس في البرلمان عن أن
: ما يكسر ظهر السودان هو مليار ونصف المليار لاستيراد النفط
> وخبير النفط عبد الرحمن محمد الأمين يرسل دراسة للدولة تقول
> مصفاة الجيلي والأبيض الآن.. كلتاهما يجعل السودان يخسر «110»% من إنتاج النفط.
> 110%.. نعم
قال 45% هي فاقد البرميل بعد المصفاة..
> وترحيل الفيرنس للخرطوم يتكلف ضعف الإنتاج و…
> قال: بينما تصدير «خام» النفط السوداني يعني «150» ألف برميل في اليوم.. وهذه تعني خمسة عشر مليون دولار
> وهذا يعني خمسة مليارات ونصف المليار سنوياً.
> و.. بعدها نصل إلى كلمة «فائض» بدلاً من كلمة عجز
> لكن وزير المالية .. لكن وزير المالية
> والسودان ينظر إلى المؤتمر الاقتصادي الذي ينفضّ أمس الأول عن عشرين توصية.. ليس من بينها «توصية» تحمل معنى «توصية»
> وأحد أكبر مديري بنك السودان يقول
معاناة الناس سببها نحن
> عدييل!!
«4»
> وكاريزونا اكينو حاكمة الفلبين في الثمانيات ،التسعينات حين ينتحر الناس بإحراق أنفسهم أمام بابها تقول بهدوء
: حتى النفط الذي يحرقون به أنفسهم.. مستورد.. لماذا لا ينتظرون الإنتاج المحلي؟
> قالوا
: لو كان هناك إنتاج محلي هل كانوا ينتحرون
> وامرأة تسأل الكاتب «شو» عن العالم..
قال: غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع
> كان يصف السودان
> وسيرة «شو» والمشروعات شديدة الذكاء تأتي بحكاية المرأة.. التي كانت شديدة الغباء والجمال والتي تقول له
: «شو» تعال نتزوج.. لننجب أبناء في جمالي وذكائك
قال: أخشى أن ننتج أبناء في جمالي وذكائك
>وكأنه يصف النوايا الجميلة في السودان التي تتزوج الأفكار البلهاء وتنجب نتائج في جمال «شو» وذكاء «فلان».
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة