دخل المجلس الأعلى للقبائل في أفغانستان (لويا جيرغا) على خط الأزمة الراهنة بين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وواشنطون، بسبب التوقيع على اتفاق أمني مهم مع الولايات المتحدة سيمهد السبيل لبقاء القوات الأميركية في البلاد إلى ما بعد العام 2014، وكان كرزاي طلب من مجلس لويا جيرغا الاجتماع لمناقشة الاتفاق وصوت المجلس بالموافقة ونصح المجلس كرزاي بتوقيعه.
لكن كرزاي بدا في كلمة ختامية وجهها إلى الاجتماع الذي استمر أربعة أيام متمسكا بموقفه السابق، وهو أنه لن يوقع على الاتفاق، إلا بعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل. وتصر واشنطن على ضرورة الموافقة على الاتفاق بنهاية هذا العام.
وكان كرزاي يأمل في حشد اللويا جيرغا إلى صفه في معركته الأخيرة ضد حلفاء الأمس الذين قال إنه لم يعد يثق فيهم ولا هم يثقون فيه، وظل كرزاي يماطل في التوقيع على الاتفاقية التي قال وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والدفاع تشاك هيغل ومسؤولون أميركيون آخرون إنه يجب التوقيع عليها بنهاية هذا العام لبدء ترتيبات للوجود العسكري الأميركي بعد العام 2014، ويتضمن نص الاتفاق عدم مساءلة الجنود الأميركيين المتبقين بعد 2014 قانونيا ومماطلة كرزاي كانت تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة من اجل القيام باجراءات من شأنها تحقيق السلام والاستقرار أولا وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أبريل المقبل قبل التوقيع على الاتفاقية الأمنية، وفى المقابل سعت الولايات المتحدة إلى تخويف الشعب الأفغاني بأن الفشل في توقيع الاتفاقية ويعني انسحابا كاملا للقوات الأميركية لتترك أفغانستان وحدها في مواجهة تمرد حركة طالبان التي نددت من جانبها بقرار المجلس واعتبرته خيانة للبلاد.
كرزاي الذي بدا غاضبا من تصويت المجلس لصالح الولايات المتحدة، وهو مجلس منتخب من قبل إدارة كرزاي رغم أن قراراته غير ملزمة كالبرلمان، ولكنه لديه تأثير كبير على الرأي العام كونه المجلس القبلي الكبير، ورصدت وسائل الإعلام المحلية أمس مشادة كلامية بين كرزاي وأحد أعضاء اللوياجيرغا، حيث شدد كرزاي على حاجة أميركا لتحقيق السلام لأفغانستان أولا قبل أن التوقيع على الاتفاق الأمني، مضيفا أنه مع انعدام السلام فإن هذا الاتفاق سيجلب المصاعب لأفغانستان. وقال كرزاي إن السلام هو الشرط المسبق الذي يتوجب على واشنطن تحقيقه.
اللافت أن المعركة بين كرزاي وإدارة أوباما ليس في تفاصيل الاتفاق على ما يتضمنه من بنود ترهن أفغانستان مستقبلا للويات المتحدة، ولكن الخلاف الرئيس هو أن كرزاي يشترط تقديم الولايات المتحدة ضمانات بشأن مشاركتها في عملية السلام مع طالبان ووقف عملياتها العسكرية ضد المنازل الأفغانية قبل التوقيع على الاتفاق الأمني معها.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي