البشير في أول ظهور له بعد تماثله للشفاء: لن نتحالف مع الجبهة الثورية أو نوقع معها إلا وفق خارطة طريق الحوار الوطني

[JUSTIFY]في أول ظهور له في المؤتمرالعام لولاية الخرطوم أمس بعد تماثله للشفاء عقب إجرائه عملية وضجت القاعة بالتكبير والتهليل عندما قدمه والي الخرطوم وعادت شعارات الإنقاذ القديمة (سير سير يا بشير، وأنت الرئيس سلما عيسى) وبدا رئيس الجمهورية عمر البشير أكثر إصراراً وتمسكاً بالمضي قدماً في مبادرة الحوار الوطني التي أعلنها منذ يناير الماضي، وأعلن في خطابه أمس بقاعة الصداقة أمام المؤتمر العام للخرطوم أن الحكومة لن تتحالف مع الجبهة الثورية ولكن ستتفاوض معها للانضمام للحوار الوطني وخارطة الطريق، ونفى تعرض الاقتصاد السوداني للانهيار باعتبار أن أهم ملامحه ندرة السلع وتوقف الخدمات ولكنه أقر في الوقت ذاته بالمشكلة الاقتصادية وأرجعها لانفصال الجنوب وفقدان 80% من موارد النقد الأجنبي وقال إن الخبراء المحليين والدوليين توقعوا انهيار الاقتصاد، لكنهم تفاجأوا بتحقيقه لنمو إيجابي، وحسم الخطاب الجدل بشأن مستشفى الخرطوم بكلمة البشير التي قال فيها نقول لحميدة مبروك امشي في طريقك وتكراره لعبارة إن المستشفى ليست صنماً لنعبده. مشاركة الشعبي:

واعتبر القيادي بالمؤتمر الشعبي وممثل الأحزاب آدم الطاهر حمدون أن أهمية المؤتمر تأتي في استغلاله للتوافق السياسي بالولاية للتوصل للحد الأدنى من العمل المشترك وتحقيق قضايا الوطن الكلية والالتفاف حولها والتماسك بها شريطة ألا تكون مجالاً للتنافس السياسي وأن تكون الفرصة للقوى السياسية كافة لتدخل معها وبرامجها للتتفق على آليات المشاركة دون تمييز، حمدون نعيش أجواء الحوار الوطني الذي يتطلع إليه الجميع حكومة ومعارضة لإخراج البلاد من نفق الأزمات وبسط الثقة بين ألوان الطيف السياسي السوداني، ووجه رسائل شديدة اللهجة للمؤتمر الوطني لتحقيق الثقة لكافة القوى السياسية وطالبه بالتأكيد على أن الحوار مشروع استراتيجي وليس تكتيكا لكسب الوضع ودعا القوى السياسية التي قبلت بالحوار الوطني مخرجاً لأزمات البلاد الالتزام بالصدق ودفع المشروع الى الأمام للوصول إلى غاياته واصطحاب مصلحة الوطن والخروج به من نفق الأزمة مشدداً على تسريع خطوات الحوار لجهة أن وضع البلاد لا يحتمل مزيداً من التسويف والتلكوء من قبل القوى السياسية المتحفظة وأضاف: ولا أقول الرافضة.
منطقية مطالب المعارضة:

وقال القيادي بالشعبي حمدون مخاطباً المعارضة: نتفق معكم على معقولية بعض مطالبكم ولكنه اشترط أن يتم عرضها داخل الحوار ونوه إلى أن استفحال الأزمة يتطلب من الجميع التواطوء والحفاظ على ما تبقى من الوطن، ووجه رسالة للحركات المسلحة وقال إن ما أهدر من دماء يكفي لأن يكون منضم لوطن العزة والتراضي وطالبهم بالمشاركة في طاولة الحوار للإجابة عن سؤال الدائم كيف يحكم السودان؟

توقعات الشعبي لنتائج الحوار: وتوقع حمدون أن يتضمن الحوار مشروعاً استراتيجياً شاملاً واسع المدى ومشروعاً إصلاحياً شاملاً يطال السياسات والتشريعات والبرامج والمناهج والأشخاص والهياكل وكافة المجالات بما في ذلك القوانين ورد الحقوق ورفع المظالم وقال: لابد من الإصلاح الشامل لنصل إلى دروب آمنة تؤدي إلى تكتل سياسي قوي وواسع لتوسيع فرص التماسك الوطني حتى يضعف فرص التدهور ويسد المنافذ أمام أي قوة تنازع البلاد من أطرافها أو تسعى لتجزئتها أو تمزقها، وشدد على مشاركة الجميع للحفاظ على العقيدة وعلى البلاد، ونوه الى ضرورة تجاوز المرارات مخاطباً الرئيس وقال إن التسامي على الجراحات في هذه المرحلة لم يعد اختيارياً، بل أضحى واجباً دينياً وإنسانياً ووطنياً يثاب فيه الفاعل ويؤثم عليه الضال، وأضاف أن التاريخ شهد أفكاراً ومبادئ منها الصالح والطالح، ولحظات الاختيار الصعبة من تاريخ الأمم والشعوب مواقف نبيلة تسابق فيها الفرقاء لتجاوزالأزمة من أجل الأسمى، وأشاد بموقف الرئيس ودعوته للحوار الوطني وأضاف: نقول للبشير أحسنت بالدعوة للحوار ونتوقع إتباعها بقرارات رئاسية تؤدي إلى مقاصد الحوار، وزاد: (نحنا في دارفور نقول للكبير تمبل وللصغير سمبل والأوساد تروح والكبير باقي)، واعتبر أن أول الخطوات تهيئة المناخ وتعزيز الحريات العامة وإطلاق مزيد من الحريات وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسين وإسقاط العقوبة عن المحكومين في الخارج والعفو العام وبرر مطالبه بأنها تعزز من الثقة والأمن وشدد على فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحروب فضلاً عن منح ضمانات كافية لحملة السلاح لتمكينهم من اللحاق بطاولة الحوار.
مسؤولية اختيار مرشح الوالي:

من جهته أكد والي ولاية الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر مساندته للإصلاح ومبادرة الحوار الوطني وقال إن المبادرة تدل على سلامة رؤية القيادة وحصافتها وحث الخضر قيادات حزبه اختيار 5 مرشحين لمنصب الوالي واشترط أن يكون اختيارهم نابعاً من واقع رؤيتهم وعقولهم باعتبار أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبهم وأضاف: كل منا يقول كلمة سيحفظها له التاريخ وسيلقى الله عليها، ونحن نقدم النموذج للتجمعات السياسية الأخرى والفولة بكرة بتنملي والبقارة بجوا).
قفشات البشير:

تميز خطاب البشير بالقفشات رغم حسمه لكثير من الملفات حيث داعب ممثل الشعبي حمدون مرتين مرة مرة حينما أكد تمسكهم بإجراء الانتخابات قائلاً له: مستعدين يا حمدون ومرة أخرى حينما قال له رداً على مطالبته بالضمانات للحركات المسلحة وقال: سنوفرها كلمهم يا حمدون، ومرة حينما داعب القيادي بالوطني الأمين دفع الله قائلاً: العندو مكيف داير إسبلت (مشي كدا يا الأمين دفع الله ويا جماعة الناس ماشة لي قدام).

ظروف استثنائية:

وقال البشير إن أهمية المؤتمر العام تأتي من أن الخرطوم العاصمة القومية وهي رأس الدولة ولابد أن تكون سليمة وأي صداع يؤثر في بقية الجسم وأكد متابعته لحملة البناء بالولاية، ووصفه بالعمل الكبير، واعتبر أن الوصول لهذا المؤتمر يؤكد أن الوطني هو الحزب القائد في كل أنحاء البلاد وأضاف: مؤتمراته القاعدية مشت زي الساعة، واعتبر أن أهم ما فيها تجديد القيادات الذي تم بنسبة 70% خلال الدورة الماضية ووصفها بالعالية وأضاف: كنت أطمع في 40% لكن ذلك يؤكد أن الحزب ملئ بالكفاءات القادرة على قيادة البلاد الى الأمام وباهى البشير بتجربة حزبه أمام الأحزاب الأخرى وقال: من يتحدثون عن الحرية والديمقراطية فإنها هي التي يقدمها الوطني الآن وأضاف: لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لافتاً الى أن الشورى وجلساتها المفتوحة تم فيها تثقيف عضوية الحزب من خلال مداولاتها، وتحسر على أن الحكومات المتعاقبة لم تنجز دستور دائم للبلاد بالرغم من نيل السودان لاستقلاله كأول دولة أفريقية جنوب الصحراء وأضاف: دائماً نتحدث عن حكومة انتقالية ودستور انتقالي، وشدد على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي باعتباره يضمن الاستقرار الاقتصادي والأمني، وطالب كل القوى السياسية المشاركة فيه، وأكد أن دعوة الحوار لم تأتِ من ضعف وسخر من حديث بعض الذين يتحدثون عن أن الوطني خارت قواه وقال: ظنوا أننا فترنا والحبل ضاق في رقبتنا ودايرين نتخارج، وأضاف: نحن كالنخل نموت واقفين، وأشار إلى أن مبادرة الحوار بمحاورها الأربعة بالإضافة إلى المحور الخامس وأبان أنها استهدفت كل الناس، واستدرك قائلاً: هناك بعض من وجدها فرصة لتنفيذ كل الأجندة لتغيير النظام من خلال الحوار أو الدعوة إلى الحريات وتساءل: هل الحرية ليس لديها سقف، وحذر من أن الحوار والحرية بدون سقوفات ستوصلان البلاد إلى انشقاق وما وصلت اليه دولة اليمن، وأكد أن السودان لن يكون صنعاء، وأضاف: نحن فتحنا الدعوة للحوار بطرح كل القضايا وبدون سقوفات لكنه عاد ليؤكد أنه لا توجد شروط مسبقة، وشدد على ضرورة مراعاة أن البلاد تمر بظروف استثنائية لوجود حملة السلاح والمتمردين لافتاً الى أن الشباب من أبناء السودان موجودين في الخنادق وأضاف: يسقط منهم شهيد تلو الشهيد ولابد من مراعاة معنوياتهم لأن أي شيء يمشي بالمعنويات

لا تحالف مع الجبهة الثورية

وقطع البشير بأن الحكومة لن تتحالف مع الجبهة الثورية واعتبر أنه لا يأتي مع الحريات أصلاً واستدرك قائلاً: نعم دعوناهم للحوار لكن لم ندعوهم للعمل السياسي داخل الخرطوم ولا التحالف أو التوقيع معها في أي وثيقة إلا وثيقة الحوار وخارطة طريق الحوار الوطني، واشترط منح الحرية لكل من وضع السلاح لممارسة العمل السياسي، وأضاف: من يحمل السلاح ويأتي الخرطوم ويعمل عملاً سياسياً أو أي شخص فيها يتحالف مع حملة السلاح لن نسمح به وقال إن رسالته هذه لرئيس حزب الأمة الصادق المهدي.

شروط عودة المهدي:

واشترط البشير لعودة المهدي للبلاد أن يتبرأ من إعلان باريس وقال: نرحب بعودته متى ما شاء ولكن عليه أن يتبرأ من إعلان باريس وبرر مطالبته لأنه وقع مع حركة برنامجها العمل المسلح لتدمير النظام وأضاف: أي زول داير يجي للنظام بالعمل السياسي نرحب به وأضاف: (بكرة الفولة بتتملي والبقارة بجوا)، وجدد تمسك الحكومة بإجراء الانتخابات في مواعيدها في أبريل المقبل ونوه إلى أنها ليست مفاجأة، وقطع بعدم السماح بحدوث فراغ دستوري أو فوضى، وأضاف: كان أمام الأحزاب خمس سنين للاستعداد للانتخابات ووجه البشير حديثه إلى ممثل المؤتمر الشعبي قائلاً: مستعدين يا حمدون؟

إعادة تشكيل الحكومة

وأبدى البشير استعداده لإعادة تشكيل الحكومة في فترة إجراء الانتخابات وزاد: (عشان كل الأحزاب يكونوا ممثلين فيها)، وأقر بأن آثار الانفصال السياسية والاقتصادية لفقدانها 80% من النقد الأجنبي و40% من الموازنة لافتاً الى أن كل العاملين في القطاع الاقتصادي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي توقعوا انهيار الاقتصاد بعد شهرين من وقف عائدات البترول والحكومة لكنها لم تنهار بجانب توقعاتهم بأن النمو سيكون سالباً بنسبة 11% واعتبر أن ما حدث بالنسبة للنمو الإيجابي مفاجأة للمراقبين، ولكن البشير عاد ليقر بأن هنالك مشكلة اقتصادية ونفى وجود انهيار باعتبار أنه ليس هناك ندرة في السلع أو توقف في الخدمات الأساسية، وأقر بتفاقم مشكلة الغلاء والتضخم واعتبر أنه شيء طبيعي، وقال إن ما تحقق بجهد الرجال وأننا أدركنا أن الأرزاق وتوزيعها بيد الله وأضاف: فقدنا البترول بي جاي طلع الذهب ما اجتهدنا فيه كحكومة.

علاقات السودان بالخارج:

وحول مسار العلاقات الخارجية نفى الرئيس اعتمادهم على مبدأ الانتهازية وقال: نحن أهل مبادئ ولم نتعامل بالانتهازية واستشهد بموقفهم من حرب العراق وقال: وقفنا ضد غزوها ونسفها وكانت النتيجة ذهب العراق وسوريا والتهديد ماشي لبقية الدول واعتبر أن غزو العراق كسر للبوابة الحارسة للدول العربية، وزاد: نحن نقف مع المبادئ ولا نقف انتهازيين ولا نبحث عن دعم أو غيره واستدرك قائلاً: ضاعت العراق، وأشاد بموقف دولة قطر ومؤازرتها للبلاد في الأزمة الاقتصادية وكل ما واجهته من تحديات واستشهد باستضافة الدوحة لمفاوضات دارفور لثلاث سنوات وأضاف: أبناؤنا من دارفور يسكنون فنادق الدوحة وتحملوهم وصبروا عليهم حتى تم التوصل لوثيقة الدوحة مؤكداً أنها نهائية وليس هناك تفاوض جديد إلا للالتحاق بها، وقطع بعدم وجود منبر واحد للتفاوض مؤكداً استمرار منبر الدوحة لحل مشكلة دارفور مبيناً أن قضايا المنطقتين سيتم فقط فيها العمل على إضافة إعادة الدمج والتسريح فقط وفقاً لما ورد في اتفاقية السلام الشامل، وجدد البشير دعوته لكافة حاملي السلاح أن يضعوا السلاح وينضموا لمسيرة الوطن والمشاركة في الحوار وتعهد بتقديم الضمانات اللازمة لهم وقال: عليهم يجوا يشاركوا في الحوار ولو رفضوا يضعوا السلاح عليهم أن يأتوا للخرطوم ونؤمنهم من لحظة دخولهم حتى خروجهم إن لم يتم التوصل معهم لاتفاق، وأبدى استعداده للاستماع لكل من لديه قضية وعاد ليؤكد أن الحرية لديها سقف حتى لا تمس الأمن القومي ولا تضرب معنويات القوات المسلحة واعتبر أنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولا تعني الفوضى وما وصلت إليه اليمن.

رضا الرئيس عن الوالي وحميدة

وأشاد الرئيس بمجهودات الولاية في الخدمات والطرق والكباري وخص وزير الصحة بروفسير مأمون حميدة بإشادة خاصة قائلاً: نقول لحميدة مبروك أمشي في برنامجك وما يهمنا هو راحة المواطن ولا نريد أصناماً تعبد لافتاً إلى أن مستشفى الخرطوم في السابق كان يقع في طرف العاصمة التي تنتهي آنذاك بالسكة حديد وأضاف: عندما وزعنا نمرة اتنين الناس قالوا ما بسكنوا في الخلا وهسه سكنوا الكلاكلة والفتح 1، 2، وأكد حرص الحكومة على نقل الخدمات للمواطنين في مناطقهم وأضاف: نحنا ما دايرين المواطن يتلتل ويتكل دايرين الخدمات تجيهم في محلهم، وطالب الأطباء أن يكونوا صادقين وينقلوا عيادتهم من شارع المستشفى إلى المناطق الطرفية، وقال ما بذلناه في إعادة المباني في مستشفى الخرطوم بعد يومين ثلاثة نجده انهار لأن المستشفى لا تعمل بطاقتها الكاملة بسبب العيادات المجاورة لها، وأضاف: (نحنا عايزين يا بروف مأمون المواطن بي رجلينو يصل للخدمات ولا يحتاج لمواصلات أو مرافق).
قطوعات الكهرباء:
وتطرق الخطاب لقطوعات الكهرباء التي تعاني منها بعض أجزاء الولاية وقلل منها قائلاً: الكهرباء الناس ما تنسى والنسى قديمو تاه وزمان كانت تنسق بالأيام (الصحافة يوم والحاج يوسف يوم) وعاد ليقول إن الحكومة ستعمل على
زيادة التوليد المائي في الفترة المقبلة بإدخال نهر ستيت وعطبرة في الطاقة الكهربية والتوسع في محطة كوستي لتوفير الكهرباء لزيادة الإنتاج لمقابلة التوسع في الاستهلاك وأضاف: (العندو مروحة طلب مكيف، والعندو مكيف طلب إسبليت ونحنا بنحاول نوفر كهرباء لكل مواطن) مؤكداً على أهمية ذلك باعتبار أنها أضحت طاقة أساسية، وأشاد بالولاية للمرة الثانية وأضاف: حققت إنجازات في كل المجالات واستدرك قائلاً: (لكن تطلعات الناس ما بتقيف).

صحيفة الجريدة
سعاد الخضر
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version