د. ناهد قرناص: المشفر يطلق على المدام شتى المسميات …أخفها درجة اسم (الحكومة)…و أعلاها تنتهي ب(هتلر ) وموسوليني
ناهد قرناص
(التشفير) ..هو مصطلح نتداوله نحن النساء العاملات ونطلقه على زملاءنا الذين دخلوا القفص الذهبي وتغيرت معاملتهم لزميلاتهم في العمل بعد الزواج….ونقول فلان (شفروه) وذلك للدرجة العادية من التغيير ..اما التغيير الاعلى درجة فهو (فلان اتشفر والكود مفقود)….جو العمل المكتبي يفرض نوع من الألفة والتعود على اؤلئك الذين يقاسمونك الزمان والمكان وصحن الفتة ..فيصبحون جزءا لا يتجزا من اليوم …وبعد مرور فترة من الزمن تجد ان هناك نوع من الزمالة وصل الى درجة الصداقة البرئية وتقاسم الهموم اليومية … أذكر انه وفي احدي محطات عملي الكثيرة كان يشاطرنا المكتب زميل دمث الاخلاق ..رفيع الذوق ..كان من ذلك النوع المرح في التزام ….ومستعد لخدمة الجميع بلا استثناء ..وكنا جميعا نكن له من الود أكثره …عندما أعلن عن زواجه باحدى قريباته فرحنا وقمنا جميعا بتهنئته ومن ثم اتفقنا على ان نجمع مبلغا من المال ونشتري هدية قيمة لزوجته ..نقدمها لها عندما تستقر في مسكنها الجديد..تمت الزيارة بنجاح وقدمنا لها الهدية وتجاذبنا اطراف الحديث معها ..وقد كانت والشهادة لله لطيفة المعشر وطلقة الوجه …استودعناها الله وخرجنا وهي وزوجها معنا حتى باب المنزل ..وثم …كان هذا اخر عهدنا بعاصم …تغيرت معاملته تماما واصبح يتحاشى مشاركتنا في أي شئ …ومن ثم طلب نقله الى السلخانة وهي منطقة رجالية ممنوع اقتراب النساء منها والتصوير …عندما قدم طلب النقل ..قالت سميرة متحسرة (عاصم شفروهو والكود مفقود)…وكانت قد بانت عليه علامات التشفير الثلاث ..فمن ظهرن فيه فهو مشفر كامل الدسم ومن بدأت فيه خصلة منهن فهو تحت مسمى جاري التشفير ….العلامات هي .أولا ..تحاشي الحديث مع الزميلات ….ثانيا…لا يحضر زوجته معه في اللمات والمناسبات …ثالثا لا يشارك في الصناديق والختات …واحيانا تكون هناك علامة رابعة اختيارية وذلك للمشفر الذي يبدي تململا من التشفير وجهاز التحكم عن بعد ..وهي ان المشفر يطلق على المدام شتى المسميات …أخفها درجة اسم (الحكومة)…و أعلاها تنتهي ب(هتلر ) وموسوليني ….لا ادري لماذا يخضع بعض الرجال لسياسة التشفير ؟ هل لشئ في نفس يعقوب ؟ ام متحرفا لقتال أو منحازا الى فئة؟ …هذا شئ اريد ان يفسره لي بعض أؤلئك الذين انضموا لحزب التشفير بطوعهم وكامل ارادتهم….في المقابل لا ادري في ماذا تفكر الزوجة التي تضيق الخناق على زوجها الى هذه الدرجة ؟؟؟؟ هل تريد ان تشعر بالامان؟؟؟ هل تريد ان ترضي غاية في نفسها بانها المسيطرة؟؟ ..بالأمس ..التقيت عاصم بعد سنوات طويلة ..فوجدته قد (هرم) ..واختفت حيويته وروحه المرحة…اتي الى المعمل ليكمل الجزء العملي من رسالة الماجستير …لم أعرفه حتى عرفني بنفسه…فتساءلت في نفسي عندما رأيت بؤس حاله …ما الذي استفادت منه تلك الزوجة؟ بان تعيش مع بعض انسان ؟ لماذا لا تترك النساء لازواجهن بعض المساحة من الخصوصية؟ اتركيه يتنفس قليلا وتاكدي انه سيعود كل يوم طائعا مختارا الى بيته الصغير ليرتاح فيه..فقد اختارك أنت من بين كل النساء بكامل قواه العقلية ..فلا تفقديه عقله الذي أختارك به ولا تفقدي أنت روحه الجميلة التي أحببتها فيه ..وانت ايها الرجل يمكنك بكل بساطة وفي بداية الأمر ان تفهم زوجتك بان تعاملك مع زميلاتك في المكتب لا يتعدى حدود الزمالة الراقية ولا تشوبه شائبة ..فتتوقف هي عن القلق وتفتيش جوالك بين الفينة والاخرى ….أرفع درجة الشفافية ليسود الأمان العاطفي وتختفي الشكوك …..في هذا الصباح أهدي عاصم الزميل المشفر وكل المشفرين رافعي الراية البيضاء تحت شعار (دع الأمور تسير.. واشتري دماغك ) ..اهديهم أغنية الصباح (ما كنت مفتكر السنين ..زي أي زول بتغيرك )..
وصباحكم خير