دنيا الوطن تابعت قضية السفينة منذ الاعلان عن اللحظات الاولى لحالات الغرق وتابعت الروايات التي اشيعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي واعتمدت على الخطاب الاعلامي الرسمي سواءا من السفارات الفلسطينية في ايطاليا واليونان ومالطا ومركز الاورومتوسطي لحقوق الانسان والمتواجد ايضا في اوروبا ولكن هذه المرة خاطبت دنيا الوطن احد الناجيين من سفينة الموت شادي الجبري والمتواجد حاليا بإيطاليا واستفسرت منه بشكل موسع عن تفاصيل الحادثة.
سفينة الموت
ابحرت سفينة الموت من الاسكندرية الى ايطاليا في السادس من سبتمبر الجاري حاملة على متنها قرابة 450 شخص بينهم عدد قليل من المصريين والفلسطينيين الذين انتقلوا الى مصر هربا من سوريا وعدد قليل من السودانيين والاغلبية عليها من الفلسطينيين وتحديدا من سكان قطاع غزة.
السفينة عبارة عن طابقين يوجد بهما غرف احتلها العائلات والنساء والاطفال وجلس عدد من الشباب على مقدمة السفينة والبعض الآخر على سطحها وبعضهم تسلق البرج حبا في الاستطلاع والاستكشاف وبحسب الشاهد الناجي من السفينة كانت ضيقة عليهم بحيث كانوا ينامون بوضع الجلوس والعائلات ايضا في غرف السفينة ايضا كانت ضيقة عليهم بحيث تم تجميع كل النساء والاطفال فيها وذلك بحسب روايته.
الوصول لإيطاليا
يصف الجبري ما حدث بالتفصيل لـ”دنيا الوطن”: لم يكن الوصول عبر البحر سهلا ,فقط ساعتين كانت تفصلنا عن الوصول للمياه الاقليمية الايطالية وذلك بحسب القراصنة والمهربين وقرابة 22 ساعة للوصل الى الحدود البحرية الايطالية والتي يتواجد عليها خفر السواحل الايطالي ,فجأة قدم الينا قارب صغير “متهالك” عليه عدد من المهربين وطلبوا منا ترك السفينة والانتقال الى سفينة اخرى ,فرفضا الخروج من مركبنا للمركب الاخر كونه صغير وتعالت اصواتنا على المهربين وقلنا لهم :”نحن دافعين فلوس ,وجئنا لنركب سفينة محترمة توصلنا ,نحن نازلين البحر بفلوسنا ,مش هيك كان اتفاقنا الاحسن رجعونا على مصر ” وقمنا بحجز طاقم السفينة واخبرناهم انهم محتجزين ورهائن لدينا.
الكارثة
وبالإشارة الى تفاصيل الحادثة والتي صنفت بالكارثة الفعلية واصل الجبري سرده للقصة لدنيا الوطن: “سارت السفينة عدة ساعات وكانت الوقت حينها بعد الظهر وبعضنا خلع سترة الغرق من شدة الحر ,حتى قدمت سفينة أكبر متجهة بسرعة فائقة باتجاه السفينة التي كنا على متنها ,وكان اعتقادنا ان المهربين قدموا الينا بسفينة أكبر ولكن الفاجعة الكبرى ان السفينة الكبيرة والتي كانت متجهة نحونا بسرعة فائقة قامت بضرب سفينتنا المحملة بالعائلات المهجرة من الوسط ,وكنت جالس حينها على مقدمة السفينة واذا بالسفينة المحملة بالناس تميل على جنبها فقفز من كان يجلس اعلى السفينة وعلى مقدمتها وبقت لعائلات والاطفال كما هم داخل الغرف .
واضاف: تحديدا من قفز منا الى البحر يقدر بحوالي 80 شخصا فقط غالبيتهم من الشباب وكنا ننظر الى السفينة وهي تغوص الى داخل البحر وبدأ البحر يجذبها الى داخله حتى انها “شفطت” اثناء جذبها لقاع البحر من كان بجانبها.
وسط البحر
وبعدما اغرقت السفينة بالكامل قال الجبري لـ”دنيا الوطن”: توزعنا لعدة مجموعات وكنت برفقة 5 اشخاص بعضهم مصريين وسوداني وبجانبنا قرابة 50 شخصا ممسكين ببعضهم البعض على شكل دائرة في وسط البحر دون أكل او شرب وكنا على امل ان يخرج من السفينة ناجيين او ان يخرج البحر بعض الجثث ونعمل على انقاذهم.
واضاف في سرده لتفاصيل الحادثة: اختلف الشباب على خط السباحة في البحر وكل منهم سبح في اتجاه مختلف حتى اقبل الليل وكان بجانبي شاب سوداني وما ان اقبل الصباح حتى رأيته ميتا ,وترامى على نظري ممر سفر السفن المائي ويبعد عني قرابة 5 ميل وحاولت السباحة في هذا الاتجاه وقبل ان اقترب منه قطعت الطريق بجانبي باخرة شحن تايلندية واشرت وصرخت مستنجدا بها واذا بها قرابة 450 شخص انقذتهم من على متن سفينة اخرى هم من اجبروها على الوقوف لانتشالي من عرض البحر وسلمتني بإيطاليا.
ايطاليا
وفور وصوله الي ايطاليا قال الجبري : قدم الينا اثنين طاقم السفارة الفلسطينية بإيطاليا وهم سمير حمام وربحي القدومي والتقوا بنا وسألونا عما حدث واستمعوا الينا وطلبوا منا ان نكتب لهم احتياجاتنا وقمنا بذلك ولم يلبوها حتى اللحظة .
واشار الى انهم متواجدين في مركز لجوء قديم جدا واشبه ما يكون بمستشفى قديم على حد وصفه برفقة زميله الناجي ايضا خميس بربخ ومجموعة من الافارقة.
واشاد بدور الحكومة الايطالية في المعاملة الحسنة وحسن الاستقبال .
ووجهة الجبري رسالته الى الجميع : لا تصدق ما يقال ما تحمله سفن الموت هو الموت بعينه لا الحياة ,نحن عناية الله هي التي انقذتنا ,يجب اخذ مزيد من الاجراءات الصارمة من اجل منع الشباب من السفر ,كفاية موت وضحايا وكوارث”.
يشار الى ان سفينة الموت حملت على متنها قرابة 450 شخص غالبيتهم فلسطينيين من قطاع غزة وبحسب رواية الشهود انهم قضوا جميعا في حادثة السفينة التي حدذت في وسط البحر ولم ينجى منها سوى ثمانية اشخاص هم على التوالي شكري العسولي وعبدالمجيد الحيلة ومحمد راضي باليونان ,ومحمد وابراهيم عوض الله بمالطا ,وشادي الجبري وخميس بربخ بايطاليا ,بالاضفة الى جثتين وصلتا مالطا واحدة لطفلة من عائلة بكر والاخر رجل سوري مسن.
دنيا الوطن
[/JUSTIFY]