أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، أمس الأحد، عن أسفه لإبرام اتفاق حول الملف النووي الإيراني في جنيف، معتبرا أنه يشكل “أكبر انتصار دبلوماسي لإيران، الواقع أن الاتفاق فعلا انتصار للدبلوماسية وليس فقط الإيرانية بل العالمية، فهذا الاتفاق واتفاق جنيف السابق بخصوص السلاح الكمياوي السوري جنبا العالم كوارث كبيرة وأظهر الاتفاقان حرصا دوليا على أن يكون العالم منطقة خالية من التهديد بحيازة واستخدام الأسلحة الفتاكة للبشرية جمعاء دون استثناء لدولة معنية كما هو الحال مع إسرائيل التي تنتقد بشدة اتفاق جنيف مع إيران، وتقول إنها غير مقيدة ما جاء فيه وإن من حقها الدفاع عن نفسها، ومنذ متى وإسرائيل تلزم نفسها باتفاق دولي وأرشيف الأمم المتحدة يحتفظ بعشرات القرارات الدولية ضدها.
عموما بعيدا عن السجال الإيراني الإسرائيلي، وهو قديم ومتجدد فإن الاتفاق الذي وقع فجر أمس بين إيران ومجموعة خمسة زاد واحد يعتبر تطورا مهما في مسار عودة العلاقات بين أيران والغرب إلى طبيعتها، فإذا تجاوزنا التفاصيل الفنية في الاتفاق نستطيع القول من الناحية السياسية هو أهم تطور في علاقات إيران بالغرب منذ قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران، وهو تتويج لحسن النوايا التي أبداها الرئيس الجديد حسن روحاني في الانفتاح نحو الغرب، وإعادة بناء جسور الثقة مع الغرب وستكون لهذا الاتفاق ثمار جيدة على المستوى الاقتصادي، حيث يمهد لرفع الحصار عن إيران، كما أن الاتفاق نص على دعم مالي كبير من الغرب لإيران لمساعدتها.
الاتفاق كذلك سيكون له تأثره على جهود التسوية السلمية للأزمة السورية التى تتقاطع مع أزمة إيران مع الغرب، حيث يدشن هذا الاتفاق تدريجيا العودة الطبيعية لإيران إلى المسرح الدولي بوصفها لاعبا إقليميا في الكثير من الملفات منها الملف السوري وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي تجتهد بلاده في قيادة التحضيرات لانعقاد مؤتمر جنيف 2 من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السورية صرح الوزير الروسي لوكالة أنباء نوفوستى الروسية أمس الأحد وهو يعدد حزمة الإيجابيات التي خرج بها العالم من الاتفاق الإيراني بقوله “بالإضافة إلى الإيجابيات المتعددة لهذا الاتفاق، أشعر بالأمل بأن يعود أيضا هذا الاتفاق بالفائدة على الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية، وذلك من خلال انضمام إيران إلينا بالعمل البناء من أجل عقد جنيف -2”.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس الأحد يمثل خطوة إلى في طريق طويل وشاق يتطلب من الأطراف كافة بذل المزيد من الجهد بغية التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامج إيران النووي الذي عقبة كؤود أمام محاولات تطبيع علاقات إيران مع الغرب وغض النظر الجدل الراهن كون الاتفاق اعترف بحق إيران في البرنامج النووي أو حقها في التخصيب، فهو يعد خطوة مهمة ومشجعة.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي