محمد العريان «المستثمر المصري الأكبر» يترك عالم المليارات من أجل عيون ابنته: لم أحضر 22 مناسبة لها

وأوضحت الصحيفة أن «العريان» 56 عاما، استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «بيمكو»، أكبر صندوق استثماري في العالم، وقال المستثمر والممول المقيم في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في المقابلة التي جرت معه بمقر وكالة «رويترز» البريطاية، في نيويورك، الاثنين، إنه يدرك أن الخطوة التي قام بها تعد «كليشيه»، لكنه أراد قضاء المزيد من الوقت مع زوجته «جيمي»، التي تعمل محامية، وابنته.

وقال «العريان» إن فتاته الصغيرة كتبت أن والدها لم يكن موجودا معها في يومها الأول في المدرسة، واحتفالات عيد الرعب أو الـ«هالوين»، ولم يحضر أول مباراة كرة القدم لها في العام، واجتماع أولياء الأمور في المدرسة، والعديد من الحفلات، لأنه كان مشغولا جدا في العمل.
واعتبرت أن الصحيفة «العريان» .وصفته بـ«المعلم الروحي للاستثمار في العالم الذي حقق بمفرده أكثر من 100 مليون دولار في عام 2011». صدم العالم المالي باستقالته، مشيرة إلى أنه قال في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إن ابنته وزوجته كانا نصب عينيه لحظة اتخاذه القرار.

وقال في مقال لمجلة «وورث» الاقتصادية، في يونيو، «قبل نحو عام، طلبت من ابنتي عدة مرات أن تفعل شيئا بسيطا، وهو أن تغسل أسنانها بالفرشاة، لكنها لم تفعل شيئا، وعندما سألتها عن السبب، توجهت إلى غرفتها وأحضرت ورقة مكتوب فيها 22 حدثا مهما في حياتها كنت غائبا عنهم بسبب التزامات العمل، وشعرت أن هذه دعوة للاستيقاظ».

وأضاف «العريان»: «ابنتي كان عندها حق، لأنني لم أكن أوزان بين عملي وحياتي، وهذا كان يقضي على كل فرصة لي مع ابنتي، ووقتها قررت الخروج من هذه المتاهة وإصلاح الضرر الذي ألحقته بابنتي، لأنني بالفعل لم أكن أجد وقتا كافيا لقضائه مع معها».

وتابع «العريان» وفقا للصحيفة: «لم اكن أجد وقتا لأنام وكنت دائما مرهقا، فمثلا كنت أنام الساعة الـ9 مساء وأستيقظ في الـ1 صباحا، لأبدأ في كتابة عمودي، ثم أتوجه إلى مكتبي لأكون فيه قبل الساعة الـ9 صباحا.

ووفقا للصحيفة، ولد «العريان» في نيويورك، ونشأ وتربى في مصر قبل أن يعود والده للعمل في الأمم المتحدة.
وفي مقاله الأخير، اعترف «العريان» أنه كان يقضي الكثير من الوقت بعيدا عن المنزل عندما كان يعمل لصالح شركة «بيمكو»، وقال: «حاجتي لأكون أبا جيدا أكبر من رغبتي في أن أكون مستثمرا جيدا».

وأشار «العريان»، وفقا للصحيفة، إلى أنه منذ استقالته، يتناوب هو وزوجته في إعداد وجبة الإفطار لابنتهما، واصطحابها إلى المدرسة، وقال إنه يخطط بنفسه أيضا قضاء عطلة مع ابنته.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عين «العريان» رئيسا للمجلس الأمريكي للتنمية العالمية في 2012.

وأوضح «العريان» أنه بدلا من العمل بدوام كامل، قرر الاشتراك في عدة أدوار لكن بدوام جزئي، ما يمنحه وقت أكثر لحياته.
وقال المستثمر، الذي تلقى تعليمه في جامعتي «أكسفورد»، و«كامبريدج» في المملكة المتحدة، أنه سعيد لأنه يتمكن الآن من اصطحاب ابنته من المدرسة.

ومنذ أن ترك «العريان» شركة «بيمكو»، أصبح كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة «اليانز» للتأمين وهي من أهم وأكبر شركات التأمين على مستوى العال، حيث يقضي فيها حوالي 50% من وقته، كما أنه كاتب عمود في صحيفة «بلومبرج» الأمريكية، ويكتب أحيانا في صحيفة «فاينانشال تايمز» الأمريكية، وشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.
[/JUSTIFY]