ü على مقعد خشبي في الصالة الخارجية لمصلحة الأراضي جلست انتظر دوري لمقابلة المدير وأنا طالب في المرحلة الجامعية..
ü كان من السهل مقابلة المسؤول- أيما مسؤول- في ذياك الزمن (الوسيم)..
ü الوسيم أناساً ومدناً وتعاملاً وعلائق و(تلفزيوناً) و (فناً) و (خدمةً مدنية)..
ü وأنا في لحظات الإنتظار تلك إذ نُودي عليّ لمقابلة مدير الأراضي (كرار)..
ü كان الغرض من تلكم المقابلة هو الاستفسار عن السبب الذي جعل أرض الوالد تؤول ملكيتها إلى شخص آخر..
ü وبوسامة (تعاملية)- لا تفرق بين صغير «فنطوط» ولا مسؤول كبير- إهتم الراحل بالقضية حتى إذا ما خرجت من عنده هُرِعت إلى البوستة (أشدُّ) برقيةً لحلفا أبشر الوالد فيها بأن الأرض قد عادت إليه تجرجر أطرافها..
ü وفرحتي بـ(الإنصاف) هذا لم تكن تقل عن فرحة أخرى خلال لحظات الإنتظار بالصالة الخشبية..
ü فقد استرعى انتباهي توقف عربة مرسيدس (كحلية) اللون ليترجل منها مطرب كنت- وما زلت- أعشق أغنياته بقدر عشقي لـ(الديمقراطية)..
ü ثم ذُهلت حين قدم نحوي المطرب (الوسيم) يحييني وكأنه كان يعلم أنني أحفظ أغنياته عن ظهر قلب- من شدة إعجابي بها- في ذياك الزمان ذي (الوسامة)..
ü إنه عميد الفن السوداني أحمد المصطفى الذي أدين لوسيم (معتق) آخر بفضل اجتثاثنا من (ذا الزمان)- لساعتين- كيما أكتب كلمتنا هذي من وحي الذي (مضى)..
ü فقد كنت طالباً بالجامعة- كذلك- حين (تسمَّرت) أمام شاشة التلفاز أشاهد حلقة من برنامج (أسماء في حياتنا) استضاف فيها الرائع عمر الجزلي صاحب (الدويتو) الغنائي الشهير مع المطربة اللبنانية صباح..
ü وقبل يومين (تسمَّرت)- أيضاً- أشاهد الجزلي نفسه وهو يخصص سهرة عن أحمد المصطفى بعنوان (أجيال) يستضيف فيها ابن العميد عز الدين..
ü وتخللت السهرة المذكورة أغنيات لأحمد المصطفى من حلقة (أسماء في حياتنا) تلك شدا فيها بـ(راحل مقيم) و (في سكون الليل) و (أنا أمدرمان)..
ü كان (وسيماً) في مظهره وملبسه وغنائه وحديثه تماماً كما كان رصفاؤه- ومن هم بعده- وردي والكابلي وزيدان وعثمان حسين ومحمد الأمين وحمد الريح وعبد القادر سالم..
ü ثم خلف من بعدهم خلف جسدوا القبح بكل معانيه؛ شكلاً ومظهراً وملبساً و (سلوكاً) وغناءً..
ü إنهم رموز لزماننا (الدميم) هذا…
ü ويبقى أحمد المصطفى رمزاً (وسيماً) لزمان (الوسامة)..
ü وشكراً (الوسيم) الجزلي في زمان القبح (التلفزيوني)!!!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة