لأنهما الهلال والنصر فالمواجهة (أية مواجهة بينهما) لا يقتصر الاهتمام بها على السعوديين فقط… فهذه القمة تحظى بشغف عربي مثلها مثل قمم الأهلي والزمالك في مصر، والرجاء والوداد في المغرب، والأهلي والعين في الإمارات..
وزاد الشغف مساحةً بعد اختراع وسائل التواصل الاجتماعي من «تويتر» و«فيسبوك» و«كيك» والتي يشكل السعوديون عصبها الأول عربياً بحسب كل الإحصاءات… وكلنا يعرف قصة الوسم «# متصدر- لا – تكلمني» التي أزعجت حتى رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي فقال في لقائي معه عبر «صدى الملاعب» إن العبرة في البطولة وليست في صدارة مراحل منه، فما الفائدة أن تكون متصدراً ثم تخسر المتر الأخير؟
والهلاليون الذين استعادوا الصدارة في المرحلة الأخيرة اخترع محبوه وسماً «# متصدر – كلمني»، وأنا شخصياً لست ضد المماحكات اللطيفة بين جماهير الأندية بشرط أن لا يكون فيها تجريح أو إساءة أو مستوى هابط من الكلام، فكرة القدم حلاوتها في عشق جماهيرها، ولكنني أتحدث عن العشق المستند إلى ثقافة واحترام الآخر وتنافس شريف بعيد عن الشخصنة والشتيمة والأحقاد والحساسية المرضية التي أوصلتنا إلى إطلاق مبادرة «لا للتعصب».
اليوم الإثنين هو يوم القمة المرتقبة بين «كلمني» و«لا تكلمني» وأعتقد أنها ستكون مفصلية في مسيرة الفريقين ولو نفسياً على الأقل، لأنها في النهاية مباراة ثلاث نقاط مثلها مثل أية مباراة أخرى، فما نفع أن تفوز على النصر أو على الهلال ثم تخسر بعدها من الشعلة أو الاتحاد؟
القمة ستثير الكثير من التعليقات والوسوم والتغريدات والتصريحات والتصريحات المضادة، وقيل إن الأمطار الغزيرة قد تسهم في تغيير موعدها، يعني حتى الأحوال الجوية دخلت طرفاً في المواجهة التي أراها على رغم أهميتها الكبيرة لكونها على الصدارة، أقل حساسية من لقاءات سابقة على الأقل من ناحية التصريحات المسؤولة من رئيسي الناديين ومن الأطراف المفصلية فيها، وللأمانة فإدارة النصر غيرت طريقة تعاطيها الإعلامية مع كل القضايا وباتت تركز في شكل أكبر على ما يحدث داخل المستطيل وليس خارجه، وإدارة الهلال تعتمد ترك المساحة والقرار لسامي الجابر ليقرر هو آلية التعاطي الإعلامي، وهو حتى اللحظة حازم حاسم في منع لاعبيه من التصريح والظهور درءاً للضغوط أو الإحراجات التي قد تسبب تبعات لا داعي لها من وجهة نظره، وسواء أختلفنا معه أم اتفقنا فتبقى للرجل وجهات نظره وطريقته وأسلوبه التي يجب أن نحترمها.
شخصياً أتمنى أن نشاهد قمة تليق باسم وسمعة كبيرين وأيضاً بالوهج الجديد الذي عاد إلى الكرة السعودية ليس بعد النتائج اللافتة في تصفيات أمم آسيا ولكن بعد الشخصية الجاذبة للمنتخب الذي عادت إليه بعض من هيبته المفقودة خليجياً وعربياً وآسيوياً.
[/JUSTIFY]