هذا الشعب … ذكي وواع جدا … يا حكومة ..!

[JUSTIFY]
هذا الشعب … ذكي وواع جدا … يا حكومة ..!

في الطائرة العائدة إلى الخرطوم … عدد مقدر من السودانيين الطيبين جدا وهنالك أسرة “ممزقة” بين عدد من المقاعد … وبسبب بعض إطلالاتي التلفزيونية هنالك من يعرفني ويسلم علي بالاسم … وصاحبنا يجتهد في جمع شمل اسرته بتبديل الأشخاص بين الكراسي ويطلب مني التحول من مقعد إلى مقعد (استاذ مكي معليش ممكن … بالله انت ما في البزنس كلاس) وأتحول بناء على طلبه ولكن شخصين يعرضان عليه فرصة أفضل ويفسحان له المجال … اعود للحركة مرة أخرى للمقعد القديم (معليش يا استاذ) ويتحول هو للمقاعد الثلاثية … ولكي اتسلل إلى مقعدي يقوم شخصان وادخل ثم يجلسان وهكذا …

احدهم ظريف للغاية يعلق ضاحكا … يا استاذ ما عملتوها “تشكيل وزاري” عديل كدا … ويضحك البعض بسبب سرعة الفهم … ويضحك بعضهم بعد الشرح …!

ويضحك الجميع … ويشرع الجميع في ونسة سياسية …. ومن خلال الونسة يتبدى أن الرأي العام مع فلان وعلان وضد فلان وعلان إلى حد “التشنج” عند ذكر الاسم … والآراء متطابقة أو متقاربة للغاية ويستمر النقاش … وعندما تهبط الطائرة كان هنالك تشكيل وزاري جاهز أو “ترشيحات ممتازة” … نحن شعب يحب السياسة ويعشقها … نحن شعب واع وصريح وشجاع … نحن شعب من القادة … والحكومة عندنا هي الرعية ..!

في الطائرة ونسة أخرى … الدولار بكم .. والأرقام مفزعة للغاية والتوقعات مفزعة للغاية والله المستعان .. ويدلف الجدل لذكريات المغتربين عن “السوق الحر” … اللهم ارحمه رحمة واسعة واسكنته فسيح جناتك مع سودانير والسكة حديد والحبوب الزيتية وشركة الأقطان!

رجل سبعيني … كان يعمل مصرفيا خارج السودان وتتفلت من حديثه عبارات ذات لهجة خليجية تؤكد إقامته في الخليج لفترة من الزمان وهو يعلق على حديث الرئيس البشير “في المؤتمر الصحفي الشهير قبل أحداث سبتمبر” عن إنفاق المغتربين المبالغ فيه في الغربة والإنفاق عن الهدايا ويعضد رؤية البشير ولكنه يعترض وينتقد … لماذا لا تستفيد الحكومة من القوة الشرائية العالية للمغتربين وتعيد افتتاح سوق حر محترم يمتص الكثير من السيولة؟ … في فترة من الفترات كان الشراء من السوق الحر عند هبوط الطائرة صفة ملازمة للمغتربين وذلك هروبا من الوزن الزائد في العفش …!

والحديث يدور ويدور ويعود للتشكيل الوزاري … والقلق في أعين الناس خوفا من تكرار بعض الأخطاء … وربنا يستر …
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version