من جانبه أكد ممثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي التزام الأمم المتحدة بتحقيق المبادئ والأهداف الإنسانية. وقال: انطلاق هذه الحملة تزامن مع الاحتفال الثلاثين لليوم العالمي للسلام الذي يجئ هذا العام تحت شعار (حق الشعوب في السلام)، ويتزامن مع الاجتماع رقم (694) من جمعية الأمم المتحدة احتفالاً بقمة التواصل في كل العالم تحت شعار (فلنتواصل جميعاً في بلد للجميع)، مذكراً بأن برنامج الأمم المتحدة الانمائي ظل يقدم الدعم الانمائي في السودان رغم استمرار النزاعات التي من شأنها أن تعرض كل العملية السلمية إلى الخطر.
مدير جامعة الخرطوم بروفيسور”صديق حياتي” أكد أهمية تضافر جهود كل الشركاء من أجل مناهضة الحرب، مطالباً بوضع أفكارهم في خطة واحدة لتنفيذ برنامج الحملة الوطنية لمناهضة الحرب حتى تضع الحرب أوزارها، ووقوفهم خلف هذا المشروع إلى أن يتكلل بالنجاح. وقال: نحن شعب طيب إذا تعاملت معه بالطيبة لكن لايقبل هضم الحقوق، لذلك كل ما هضمت مضى في اتجاه أخذها بالقوة.
فيما اعتبر دكتور “الطيب حاج عطية” الحملة بمثابة مشروع متواصل ومسعى لتحقيق الوفاق وبناء السلام في السودان، واصفاً الحرب بالعنف المنظم. وتحدث “الطيب” عن وجود علاقة بين السودان والحرب على مدار الحقب السياسية المختلفة. وقال إذا نظرنا إلى تاريخ السودان من مملكة كوش مروراً بالمهدية والحكم البريطاني المصري إلى الحكومات العسكرية حتى استلام سلطة الإنقاذ للحكم بالقوة عن طريق الانقلاب العسكري، نجد أن السودان عرف الحرب من وقت بعيد وفيه مسلسل مرتبط بالعنف. وقال من حسن الطالع أن البلاد تتحدث عن الحوار الوطني فدعونا نتمسك بالحوار باعتباره الخطوة الأولى في الطريق السلمي، خاصة أن مفاتيح الحلول التي تقوم على احترام حقوق الإنسان موجودة في ديننا ووموروثاتنا لذلك لابد من تثبيتها في عقد يجلس له الجميع، لإعادة صياغة الدستور السوداني وتوضيح الحقوق وبناء هياكل مستندة على برلمان منتخب وحكومة منتخبة. ويكون هناك إعلام حر في إطار نظام ديمقراطي ومقبول يقوم على الدستور والقوانين، ويكون ذلك مسعى دائماً لتحقيق شعار لا للحرب نعم للسلام ولا للعنف في الحياة الاجتماعية كلها، ونعم للتوافق والمشاركة واحترام الآخرين. وهذا ينبغي أن يحدث بصورة يومية ويترجم عملياً في المدارس والمنابر العامة، وإذا لم يحدث ذلك ستعود الحرب مرة أخرى.
والجدير بالذكر سبق أن أطلقت جامعة الخرطوم معهد أبحاث السلام مبادرة للحوار وشارك فيها عدد من الأكاديميين كان من بينهم دكتور “الطيب حاج عطية”، والتقوا خلالها ببعض القيادات الحزبية، ويبدو أن هذه الحملة تأتي في سياق توحيد الجهود لتحقيق الوفاق.
وفي ذات الصعيد شكلت جامعة الأحفاد والمركز الإقليمي للجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان حضوراً مميزاً من خلال مشاركة الدكتورة “بلقيس بدري” في تدشين هذه الحملة التي ثمنت دور جامعة الأحفاد في هذا الجانب، واعتبرتها من المؤسسات الرائدة في هذا المجال، وأبدت سعادتها بفكرة مناهضة الحرب التي طرحتها الحملة، وسألت عن سبب عدم انطلاق مسيرات لوقف الحرب، في بلد تعيش بعض أجزائها في نزاعات. وقالت: حان وقت القول كفى للحرب، ومضت في تشريح أسباب الحرب في السودان، مشيرة إلى أن المسلحين يقدمون مطالب مشروعة لأهل السلطة لكن هناك عقلية ترفض هذه المطالب، بحجة أن مثل هذه النعرات تؤدي إلى تفكيك الدولة لذلك تضطر المجموعة التي بدأت بمطالب سليمة إلى حمل السلاح ومحاولة تقوية موقفها التفاوضي عبر تحقيق مكاسب على الأرض، والحكومة حتى لا تكون في موقف الضعيف تدخل مع هؤلاء في نزاع مسلح. وهذا النمط من التفكير ظل سائداً منذ الاستقلال وعبر الحقب المختلفة، وظللنا ندور في هذه الدائرة الشريرة وانعكس ذلك على أوضاعنا الاقتصادية والمعيشية. وطالبت بصحو الضمائر والإحساس بما يعانيه قاطنو المعسكرات. وقالت: (علينا أن تعتذر إليهم لأننا لم نقم بالواجب أو نقل كفى للحرب)، مشددة على الدعوة لوقف الحرب. وفي خواتيم حديثها بعثت “بلقيس” برسالة للحكومة والمعارضة مفادها لافائدة من الحرب لأحد، أما السلام ففوائده تعود على الجميع بالتنمية والأمن والاستقرار، وفي ذات الوقت ناشدت الأحزاب السياسية ومجتمعات المجتمع المدني والإعلام والمؤسسات الأكاديمية بالعمل الجماعي لمناهضة الحرب. ووجهت دعوة خاصة إلى مدير جامعة الخرطوم بروفيسور “صديق حياتي” الذي كان جالساً في المنصة إلى جانبها، طالبته فيها بالعمل على إشاعة روح السلام بين الطلاب ومن ثم الخروج إلى قطاعات المجتمع لندير صراعاتنا بصورة سلمية. وأبدت استعدادها أن يكون احتفال جامعة الأحفاد بالمرأة القادم عن وقف الحرب.
فاطمة مبارك: صحيفة المجهر السياسي
ي.ع