لندن (رويترز) – قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إن أمر التوقيف الدولي الذي صدر ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور يأتي في اطار مؤامرة ضد السودان ونفى المسؤولية عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى هناك.
وذكر في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بثت يوم الخميس أن القتال بمنطقة دارفور بغرب السودان بدأ كعصيان مسلح وأنه كانت عليه مسؤولية ارسال قوات لقتال المتمردين هناك.
وقال إن معظم القتال دار بين قبائل محلية وان المزاعم بممارسة قوات الحكومة والميليشيات المدعومة من الحكومة القتل على نطاق كبير عمل اعلامي عدائي.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من هولندا مقرا لها قد أصدرت أمرا باعتقال البشير لارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور.
وقال البشير إن قرار المحكمة الجنائية باطل وأضاف أنه يعتبر قرار المحكمة قرارا سياسيا واصفا الاتهامات التي وجهت له بأنها أكاذيب.
وأضاف أنه لا يعترف بالمحكمة ويرفض التفاوض معها ولن يسلم اي أحد من مواطني السودان. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت أمري اعتقال ضد اثنين من المسؤولين السودانيين البارزين ورفضت الخرطوم ارسالهما الى لاهاي لمحاكمتهما.
وتابع البشير “نتحدى من يقول ان الجيش الحكومي قام باي عملية ضد المواطنين” في دارفور.
ورفض تقديرات الامم المتحدة لعدد القتلى في صراع دارفور .
وقلل البشير من شأن نطاق العصيان المسلح في دارفور قائلا ان الاقليم الصحراوي يسوده الآن السلام بنسبة 90 في المئة.
وقال إن حركات التمرد لا تمثل الا اثنين في المئة من سكان دارفور ودعاها الى القاء السلاح والاستعداد للانتخابات التي تجري العام القادم.
وذكر أفراد من قوة حفظ السلام المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي يوم الاربعاء انهم رأوا طائرة سودانية حكومية تقصف ما يشتبه أنها مواقع للمتمردين في بلدة ام بارو بشمال دارفور لكن القوات المسلحة السودانية نفت وقوع أي قصف.
ونفى البشير المزاعم ضده بوصفها مؤامرة غربية للاستيلاء على النفط والغاز والموارد الطبيعية الاخرى في السودان اكبر دولة في افريقيا.
وقال البشير انه يتحمل المسؤولية كاملة عما يحدث لمواطنيه غير أن ما قيل أنه حدث في دارفور لم يحدث بالفعل بل ما حدث في دارفور كان تمردا.
وأضاف أن الدولة عليها مسؤولية قتال المتمردين وأن اي دولة في العالم وأي حكومة مسؤولة سوف تقاتل من يحملون السلاح ضدها.
ولدى سؤاله ان كان سيخوض الانتخابات لفترة رئاسية أخرى العام القادم قال البشير ان الشعب السوداني هو الذي سيقرر. وأضاف أنه اذا كان الشعب يدعمه فمن يستطيع أن يقول له أن يرحل.
والبشير هو أول رئيس في سدة الحكم توجه له المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها اتهامات منذ انشائها عام 2002 .
ورد البشير على قرار المحكمة بأن أصدر قرارا بطرد عشر منظمات اغاثة اجنبية من السودان وقام بسلسلة من الزيارات للدول التي تعارض توجيه المحكمة الدولية اتهامات له ومنها قطر واثيوبيا ومصر.
وبدأ الصراع في دارفور حين حمل متمردون معظمهم من أصول غير عربية السلاح ضد الحكومة عام 2003 . واتهموا الخرطوم بالتمييز ضد المزارعين من ذوي الاصول غير العربية في دارفور لصالح القبائل العربية.