رمضان كريم يا “شعيرية”
ومن مدهشات (برلماننا) العجيب هذا، أن (ينتقد) رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بالمجلس الوطني دعم القمح “بأكثر من مليار دولار في العام”! بل وصلت به (قوة العين) أن يصف ذلك بأنه “لا مبرر له” وأنه “انكسار واستسلام” عديل كدا وبلا خجلة!
ولمّا يجف مداد مطالبتي بتسريح هذا البرلمان (بغير إحسان)؛ ها هو يرفع عني حرج مطالبتي تلك بمثل هذا التصريح الذي يأتي في باب (رمضان كريم وكدا) الذي تعذبنا به الباب- حكومته كل عام. وحتى لا أكرر ما قلته من قبل، وحتى لا تنفجر (مرارة) الواحد فينا، نسأل البرلمان الموقر ولجنته (بتاعة الانتقاد والانكسار) وغير ذلك؛ نسأل عدة أسئلة تتركب في النهاية- كلها لتصبح سؤالاً كبيراً محيراً هو: “إنتو موديننا وين بالله؟”.
وأول هذه الأسئلة هو: يا برلمان يا موقر، ما هي مهمة الدولة التي (ينتقد) رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية دعمها لقمح الناس بـ(مليار دولار في السنة)؟ أليس من مهامها أن تدعم معاش هؤلاء المبتلين بها؟ وهب أنها الدولة- رفعت دعمها عن هذا القمح الذي يحول الآن بين الناس وموتهم، فهل يضمن لنا السيد رئيس اللجنة أن يذهب هذا (المليار) إلى حيث ينبغي به، وهل يضمن ألّا نسمع في العام المقبل أن (جملة) الاعتداء على المال العام (زادت) مليار دولار عن العام الفائت؟
ثانياً: يا سيدي البرلماني، هلّا أوضحت لنا كيف أن (عدم) رفع الدعم هو (انكسار واستسلام)! انكسار من، لمن؟ واستسلام من، لمن؟ هل الحكومة في حرب ضد مواطنها لذا فهي تكابر حتى لا (تنكسر) أمامه أو (تستسلم) له؟ إن كانت هناك حرب سيدي البرلماني- فشكرا لإبلاغنا بها، وشكراً لأنك أوضحت إلى جانب من تقف أنت وبرلمانك العجيب هذا، و… سمحة البتوري!
ثالثاً: والله ووالله لقد سئمنا من الطريقة (الخضرية) التي تقوم على (الحُجا) بالوعود الـ(ساي) على أمل انشغال الناس بها و(تغفيلهم) ليجدوا الفأس في ما تبقى من الرأس، لذا سيدي البرلماني- أعفنا من الهترشات من نوع: “لدينا أراض ومياه في الجزيرة والرهد يمكن أن نزرع فيهما مليون فدان”، و: “بعد تعلية الروصيرص لا مبرر لعدم زراعة (2) مليون فدان من القمح وإذا بدأنا بالبرنامج الثلاثي خلال عامين نوفر (2) مليون طن”! يا راجل! سنتين بس؟! مش شوية!
رابعاً: إن كان وزير المالية (بتاع الكسرة) لم يتقدم بطلب إلى البرلمان لرفع الدعم عن المحروقات والسلع، كما تقول، فـ(المزعلك شنو؟). أما إذا كان الوزير (فعلها) و(خجلان منها) فلا داعي سيدي البرلماني- تشيل وش القباحة براك، إذ تخيل أن أكثر من عشرين مليون مطحون سوف يلعنون المتسبب في رفع الدعم وجعل الرغيفة بـ(كذا جنيه)، وحين يتلفتون سوف يعرفون أن هناك رئيس لجنة بالبرلمان (حرّش) الدولة لرفع الدعم بعد (زوغة) الوزير، تخيل كم مرة سيلعنك الواحد منهم ثم اضرب الرقم في عشرين مليوناً ثم (خم وصر).
أجدد مطالبتي بتسريح هذا البرلمان البلا فايدة، وأزيد بمطالبة جديدة، هي أن تُفرض غرامة على كل نائب برلماني تدفع للشعب (بدل نيابة) وتعويضاً عن الأذى.
اللهم اخز أعداء عبادك من ظهر منهم ومن لم يظهر.. آمييين.
رسالة بريئة:
اللهم إني صائم.
أثر الفراشة – صحيفة اليوم التالي