فالانفصال فكرة لم تعد منتجة في بلاد الاتحاد الأوربي، وظلت تجربة “يوغسلافيا” نقطة سوداء في ثوب (الاتحاد الأوربي) الناصع البياض!
صوت الاسكتلنديون بنسبة (55%) بـ(لا) للاستقلال عن بريطانيا، بينما قال (45%) نعم للانفصال والتمتع بمواردنا الذاتية وامتلاك قرارنا السياسي ليصدر من “أدنبره” بدلا من أن يتحدد مصيرنا في “لندن”!!
هكذا كان يعبئ الانفصاليون شعبهم في اسكتلندا، ويحرضونه على الانعتاق من ربقة (الإنجليز)، والغريب أنهم قرروا البقاء تحت التاج الملكي البريطاني ورعاية الملكة “إليزابيث” ورابطة دول (الكومنولث) في حالة الانفصال!!
ودائما (الانفصاليون) في كل مكان، مندفعون وعاطفيون وحمقى. فقد قالت مواطنة صوتت للوحدة: (لا نعرف ماذا ستكون عملتنا بعد الاستقلال وكيف سيكون حال اقتصادنا..).
وهكذا أعلن رئيس وزراء اسكتلندا زعيم تيار الاستقلال عن المملكة المتحدة “أليكس ساموند” (59) عاماً، عزمه تقديم استقالته عن الوزارة وعن رئاسة الحزب القومي الاسكتلندي، بعد هزيمة الشعب لتياره ودعوته الحمقاء غير المؤسسة، تماماً كدعوة “سلفاكير” و”مشار” و”باقان” و”دينق ألور” الذين قادوا شعب (جنوب السودان) إلى المجهول، إلى المذابح والضياع، ثم لم يستقيلوا كما سيفعل “أليكس سالموند” الذي اعترف بالنتيجة، وأقر بالهزيمة. وأعلن الانسحاب من المسرح السياسي رغم أنه لم يبلغ (الستين) من عمره بعد!! عندنا يتجاوز السياسيون والتنفيذيون (السبعين) و(الثمانين)، ويفشلون ويفشلون ثم لا يستقيلون !!
هذا زمن الاتحاد . . زمن الاندماج، لا زمن (تقرير المصير) و(المشورة الشعبية) وغيرها من مصطلحات التحايل وألاعيب صناع الاتفاقيات الملغومة لاستهداف وحدة الدول واستقرارها.
مبروك للمملكة المتحدة انتصارها واتحادها المستمر.
مبروك لدعاة الوحدة في كل مكان وكل زمان .
صحيفة المجهر السياسي
ي.ع