القرار
يقول نص القرار الإداري رقم (28) لسنة 2014م، عملا بأحكام المادة (16) من قانون جامعة الخرطوم لسنة 1995، والصادر عن مدير الجامعة ما يلي: أولا: تجميد النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي داخل حرم الجامعة إلا بإذن من عمادة شوؤن الطلاب، وذلك إلى حين تهيئة الظروف المناسبة لممارسته.
ثانيا: على الجهات المختصة وضع القرار موضع التنفيذ مع تطبيق لائحة سلوك ومحاسبة الطلاب الذين تثبت مخالفتهم هذا القرار.
أسئلة كثيرة تطرأ في هذا الخصوص، كيف سيقابل الطلاب حرمانهم نشاطاتهم… هل سيسهم هذا القرار في إصلاح الجامعة وتقنين نشاطاتها.. وكيف تستطيع الجامعة احتواء طموح أبنائها وانفعالهم مع قضايا الوطن.؟؟
خلفية تاريخية :
11 مارس؛ خرجت مظاهرات حاشدة تندد بأحداث دارفور مات إثرها الشهيد “علي أبكر” رحمه الله، وتم إغلاق الجامعة لأجل غير مسمى، 28 أبريل تم فتح أبوابها، وبادر طلابها باعتصام من أجل تحقيق مطالب عادلة كما يرون أبرزها تحقيق القصاص، وبعد أسبوعين تمت مصادمات بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها ثم أغلقت الأبواب على التوالي في سنة واحدة لأجل غير مسمى.. سمي الأجل أخيرا 1 سبتمبر، وتم إصدار هذا القرار الأربعاء 10 سبتمبر .
قتل إرث وتاريخ :
يقول أحد الطلاب الذين مارسوا النشاط الثقافي والسياسي والاجتماعي بجامعة الخرطوم، إن حظر تلك النشاطات يعتبر إرث وتاريخ سوداننا الحبيب، فبفضلها خرّجت الجامعة ساسة وأدباء قادوا الوطن ولكن الإدارة تحاول أن تصنع نعشا تدثر به مواصلة استفزازها لعقول الجامعة. وأضاف: قد يكون هذا البيان محاولة مبهمة لجرجرة الجامعة وطلابها لصراع آخر مع الإدارة وذلك بانتهاج أسلوب الإضرابات والاعتصامات، ثم ختم: إن هذا القرار لم يصدر منذ تأسيس الجامعة وهو إجحاف في حق طلاب الجميلة ومستحيلة أولا، وبعراقة الجامعة التي كانت منبعا للوعي والفكر والحر.
رأي آخر:
يرى الطلاب الإسلاميون أن هذه القرارات تعمل على تنظيم ومراقبة النشاطات الثقافية والسياسية والاجتماعية، كما يمكن لأي شخص يريد مزاولة النشاط الذي يرغبه فقط بعد إخطار الجامعة بماهية هذا النشاط وأخذ إذنها.
كما أنهم يرون أن الأحداث الفائتة أثبتت أن الطلاب غير مؤهلين لاستخدام ما نص عليه الدستور من حرية الرأي وحرية التعبير عنه، فاستخدام العنف لفرض الرأي إنما يدل على عدم أهليتهم لممارسة السياسة داخل الحرم الجامعي. !
ثم ماذا بعد!؟
ممارسة النشاط السياسي، الثقافي أو الاجتماعي داخل أسوار الجامعة هو ما يميز جامعة الخرطوم عن الأخريات، بالإضافة إلى التأهيل الأكاديمي. هو ما يصنع الطالب، يعطيه أبعادا أخرى ومن ثم يهيئه للتعامل مع الحياة بعد الجامعة، باختصار هي روح الجامعة! يبقى الاستفهام حائرا.. إلى أن تجيب عليه الأيام المقبلة، كيف ستكون صورة الجامعة بعد انتقاص ثلاثة معايير منها والتركيز على الأكاديمي فقط.؟!
بتول المسلمي : صحيفة اليوم التالي