إن ما قدمه الباشمهندس”مكاوي” من بشريات طمأنت الشعب السوداني والميزانية السودانية التي عجزت بسبب خروج النفط بعد انفصال دولة الجنوب، لذا فإن الأمل الوحيد لمعالجة الاقتصاد السوداني ورفعه إلا عن طريق النفط والذي تؤكد كل الشواهد بمعظم ولايات السودان المختلفة، إن كانت في شرق دارفور، وفي منطقة الجزيرة في آبار (أبو جن)، أو في منطقة شندي أو بولاية البحر الأحمر.
إن الاقتصاد السوداني لم يشم العافية إلا بعد إنتاج النفط بعد العام 1999م، حينما أبحرت السفن من ميناء “بشائر” وهي تحمل خام النفط السوداني إلى الموانئ العالمية. ومنذ ذاك التاريخ دخل السودان دائرة الاهتمام العالمي بل بدأت المكايدات تبرز على السطح، لأن إنتاج النفط ووجود مياه بكميات كبيرة وأراضٍ خصبة كلها سوف تعمل على زعزعة الدول الكبرى.. فدولة من دول العالم الفقير تتوفر لها كل تلك الإمكانيات بالإضافة إلى الوعي والعلم والأدب والأخلاق والدين، كلها تجعل دول العالم الأول أن تعمل له ألف حساب، ولذلك بدأ الصراع وبدأ الطرق على تقسيم الوطن، فكان الجنوب بداية لمخطط وعندما مضت الست سنوات للتعايش السلمي ومن ثم الاستفتاء، كانت الأزمة والشاكوش والإزميل كلها أدوات بدأ الطرق والحفر في إنسان الجنوب إلى أن جاءت لحظة الصفر وهي الإدلاء بأصوات الإخوة الجنوبيين للتخيير ما بين الوحدة والانفصال، فكانت الصفوف الراغبة في عملية الانفصال أكثر من صفوف الإخوة الجنوبيين الراغبين في العيش بسلام مع الدولة الأم.. وظهرت نتيجة الاستفتاء بأكثر من 99%) لصالح انفصال دولة الجنوب عن الشمال، وكان البترول أحد أدوات ذلك الانفصال، فهلل وكبر الإخوة الجنوبيون بأنهم أصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى، ومدوا ألسنتهم إلينا معلنين مافيش حد أحسن من حد، فنحن أصبحنا معكم في مربع واحد، ولكن هؤلاء البسطاء لم يعلموا أنهم كانوا نتيجة مخطط لتقسيم دولة السودان إلى دويلات. وهم كانوا البداية دون أن يعوا أن إنتاج النفط أو الحقول الجديدة التي ستدخل إلى دائرة الإنتاج هي بشريات لابد أن نفرح بها، بشرط أن نكون قد تعلمنا من الدرس السابق حينما لم نستثمر النفط بالطريقة الصحيحة، وها قد جاءت الفرصة للمرة الثانية فيجب أن نستغلها من أجل هذا الوطن ومن أجل رفعته ونهضته.
المجهر السياسي
خ.ي