حتى لا تغضب عليه الولايات المتحدة الأميركية أكثر مما هي عليه الآن اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إلغاء مشروع بناء عشرين ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حذر من أن (إسرائيل تعلن نهاية عملية السلام) في حال مضت في تنفيذ هذا المشروع التوسعي الاستيطاني الذي يقف خلفه وزير الاسكان أوري أرييل الذي ينتمي إلى حزب البيت اليهودي القومي الديني المدافع عن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، نتنياهو الذي أمر بإعادة النظر في المشروع وصف خطوة وزير الإسكان بأنها ضارة بالاستيطان وبمحاولات إيران اقناع المجمتع الدولي فرض عقوبات على إيران، وبات واضحا أن تراجع نتنياهو عن مشروع بناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة ليس نابعا من قناعة بأن الأمر يضر بعملية السلام كما ظل الجانب الفلسطيني على الدوام يحذر من أن تنامي النشاط الاستيطاني يقابله تآكل فرص التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل، ولكن خطوة نتياهو الأخيرة كان دافعها بحسب ما يفهم من تصريحات نتياهو إجراء صفقة مقايضة مع الولايات المتحدة تتراجع بموجها إسرائيل عن مشروع الاستيطان لفسح المجال أمام المفاوضات التي ترعاها وتراهن عليها واشنطون وفي المقابل تتراجع الولايات المتحدة عن النهج الناعم الذي بدأت تتعامل به مع إيران.
وكان وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد قد كشف أن العلاقات مع واشنطن متوترة على خلفية الملف النووي الإيراني، بينما قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان العائد إلى منصبه أن الوقت قد حان لـ(تهدئة الأمور) مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني.
ويبدو أن أولى خطوات تهدئة الأمور التي أشار إليها ليبرمان العائد في ثوب الحمل الوديع هذه المرة، هي خطوة نتنياهو في التراجع عن مشروع الاستيطان الجديد تحت وطأة الضغوط الدولية التي كان يرغب نتياهو أن تصوب تجاه برنامج إيران النووي وليس مشروع الاستيطان.
والأزمة الجديدة بشأن الاستيطان كشفت عنها حركة السلام الآن التي تراقب الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن المشروعات المحتمل إقامتها تتضمن إنشاء 19786 وحدة سكنية في الضفة الغربية و4000 وحدة في القدس الشرقية.
وفي حال نفذ هذا المشروع سيشكل تهديدا للسلام لأن فكرة مشروع السلام في الشرق الأوسط الذي ترعاه الولايات المتحدة قائم على الحل على أساس الدولتين، وهذه التوسع الرهيب في المستوطنات لن يترك لفلسطين مساحة تكفي لإقامة دولتها المستقلة في المستقبل.
وقبيل تراجع نتنياهو أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أن القيادة الفلسطينية تدرس خلال الساعات القليلة المقبلة، خيار التوجه إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية، إذا لم تتراجع إسرائيل عن هذه القرارات الاستيطانية الجديدة.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي