قطبي المهدي: الأزمة مع ليبيا مفتعلة وتوجد جهات تريد توريط السودان

[JUSTIFY]* تتمسكون بالدستور في عدم تأجيل الانتخابات، وماذا في حالة إعادة ترشيح الرئيس والدستور ينص على عدم السماح لأكثر من دورتين والرئيس قد اتمهما بالفعل؟

– من الناحية الفنية والدستورية ليست هذه هي المرة الثالثة، لأن الرئيس انتخب على أساس هذا الدستور، وبالتالي أخذ فترة واحدة فليس هناك إشكال من الناحية الدستورية، ولكن الرئيس يرى أنه حكم ربع قرن ولذلك لا يريد التجديد.

* وما رأيك في المواصفات التي وضعت لشخص الرئيس؟

كانت للولاة بالدرجة الأولى، ولكنها أيضا تنطبق على الرئاسة..

* وما تعليقك على هذه الصفات؟

أعتقد أنها صفات موضوعية وليست مفصلة لشخص معين، بطبيعة الحياة السودانية نركز على القيم والصفات الأساسية ولا نركز على الشهادات العلمية، أصلا إذا لم تصل إلى درجة علمية معينة لم تستطع إدارة الدولة، ولكن الأمانة وغيرها من الصفات الإنسانية تأتي كأولوية.

* هل لك إضافة عليها؟

أضيف عليها معرفته بالسياسة الخارجية، وانفتاحه على المجتمع السوداني بكل اتجاهاته.

* دكتور هل تصلح أنت لرئاسة السودان؟

– (بسرعة)… لا..

* لماذا؟

– (صمت).. تقدمت بي السن.

* وهل تحدد سنا للرئيس؟

– الحد الأقصى 65 في تقديري.

* ما هو تعليقك على صمت الدكتور حسن الترابي في وقت يستوجب فيه حديث واسع منه؟ هل هذا متفق عليه؟

– لا.. هذا يرجع لحزبه، ولا أعتقد أنه متفق عليه مع المؤتمر الوطني، ولكنه لا يريد أن يظهر في تقديري وكأنما الحوار هو الشخص الوحيد الذي يتبناه.

* وفي تقديرك لماذا قبل الترابي الحوار معكم بعد هذه الفترة الطويلة من المعارضة؟

– لأنه جرب المعارضة وأعتقد أن حزبه وصل إلى طريق مسدود في ذلك، ووجد نفسه في جبهة ليس جبهته منها الحزب الشيوعي وقطاع الشمال ولم يجد نفسه في المعارضة رغم كل مراراته مع النظام الحالي، ولكن في النهاية شعر أن الحوار أتاح له مساحة من التحرك، واغتنم هذه الفرصة، لكنه الآن حريص على أن ينجح هذا الحوار، ولا يريد أن يظهر حتى لا يفسر أنه حوار بين الوطني والشعبي.

* وهذا الحوار.. أليس حوارا بين الشعبي والوطني؟

– (ضحك عاليا)… لا… ليس كذلك لأن المؤتمر الوطني يحاور كل القوى السياسية.

* ولا تتوقع حوارا ثنائيا بينهما للعودة مرة أخرى؟

– لا أتوقع… أتوقع مزيدا من التنسيق بينهما.

* حتى على صعيد توحيد الحركة الإسلامية؟

– هذا يعتمد على شخصية الترابي نفسه.

* والمؤتمر الوطني؟

– ماذا سيفعل الترابي بعد العودة هل سيكون رئيسا؟… (ضحك).

* وعلى مستوى الحركة الإسلامية؟

– لا أعتقد أن الحركة يمكن أن يكون لديها مشكلة، أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك تنسيق لأبعد الحدود. وتجدين مثلا في منظمات الدعوة بها ناس من المؤتمر الشعبي.

* وما رأيك في حديث البعض بأن ما حدث لإخوان مصر هو ما جعلكم تلجأون لهذا الحوار؟

– لا أعتقد أن موضوع مصر له أي أثر على الأوضاع بالسودان، أرى الحوار في إطار متطلبات داخلية.

* ما تعليقك على طريقة اختيار الولاة؟

– لأول مرة ـ وهذا جزء من وثيقة الإصلاح والتي رسمت المحددات والشروط لاختيار الولاه بمعايير معينة، منها تحديد دورتين فقط للوالي، ومنها شروط معينة يجب أن تتوفر في المرشح، كلها تأتي بغرض قدر كامل من الكفاءة والأمانة وفي نفس الوقت قيادات جديدة، وأعتقد أن المؤتمرات نفسها حتى الآن سارت بصورة جيدة، مما يؤكد على أن الممارسة الديمقراطية داخل الحزب تسير بصورة جيدة، وأعتقد أن مؤتمرات الولايات محكومة بهذه الضوابط، وبالتالي المركز عليه مسؤولية كبيرة جدا لأنه يختار مرشحي الولايات عليه تطبيق هذه الموجهات التي نزلت للولايات، والأهم من ذلك أن يخرج المؤتمر بموجهات سياسية تخاطب المرحلة بشكل جيد وتخاطب المستقبل وتساعد في خروج السودان من كل أزماته.

* دعنا ننتقل لملف آخر.. ما تعليقك على إغلاق الحكومة للمراكز الثقافية الإيرانية بالبلاد وطرد موظفيها؟

– الموضوع له جانبان: ديني وسياسي، نحن في السودان نعاني من مشاكل إثنية وقبلية كبيرة جدا وتسببت في كثير من المشاكل الأمنية، وإذا أضيفت لذلك صراعات طائفية، ونحن نرى ما يحدث من حولنا في البحرين والعراق وسوريا ولا نريد أن نضيف عاملا آخر، فالدين في السودان عامل توحد بين الإثنيات المختلفة، والسلاح الوحيد لدينا هو الوحدة الوطنية، ولا يمكن أن نعرض ذلك لمعترك.

* هل كنت مع اتخاذ القرار بهذه الحدة والمفاجأة؟

– بحكم العلاقات مع إيران كان يجب على الحكومة ألا تفتح جبهة من هذا النوع، لكن أعتقد على مدى السنين الماضية حدث حوار كثير حول ذلك، وتم الحديث حول الملحقية الثقافية والغرض من المركز الثقافي هو التعريف بما يجمع بيننا، وهناك أشياء كثيرة، فنحن شركاء في حضارة هم أسهموا فيها إسهاما كبيرا، فلماذا لا يتحدثون عن إسهام بن سينا وأبوبكر الرازي وغيرهما؟ ولماذا التركيز فقط على الجانب الديني والشيعي بالتحديد؟، واضح أنهم لم يستوعبوا هذا الحديث، مما خلق احتجاجا من المؤسسات الدينية. القرار لم يكن مفاجئا إذ سبقه حديث طويل والحكومة كانت لها مبرارتها في اتخاذه ونحن نؤيدها فيه، لدينا علاقة مع إيران نريد أن تكون إضافة للعلاقات الإسلامية وهي ليست ضد أي ضد دولة أو أي معسكر آخر.

* وهل تعتقد أنها تصب في مصلحة العلاقات السودانية السعودية على وجه التحديد؟

– هناك قطاعات في السعودية رحبت بذلك ترحيبا كبيرا جدا خاصة السلفيين.

* وما تعليقك على ظاهرة داعش وتحليلك لبروزها بهذا الشكل؟

– كان هناك فشل كبير في نظام التعليم العربي والذي أفرز هذه الأشياء، لم تكن هناك توعية كافية، ويقال إن بعض الجهات تستخدم هذه الظاهرة استخداما سياسيا وخاصة في سوريا، فمجيء داعش أثر على موقف المعارضة هناك، وواضح أن النظام كان سعيدا بذلك، وربما كان هناك دعم مباشر أو غير مباشر لهذه الظاهرة، وكثير من البلاد التي تريد تشويه صورة الإسلام، وتريد مبررا للدخول في المنطقة قد تكون خلف هذه الظاهرة.

* هناك اتهام بأن السودان يدعم المتشددين في ليبيا؟

– هذه أزمة مفتعلة، فحادث الطائرة الأخير، معروف أن هذه أشياء متفق عليها مع الحكومة الليبية، وتم اتفاق معها لحراسة الحدود حتى لا يتم تسرب أي سلاح إلى ليبيا أو إلى السودان بقوة مشتركة، لم تكن إمدادا لحركات، بل تم ذلك بعلم المسؤولين وهي عملية مستمرة لإمداد القوات الموجودة في الحدود، ولكن جهات معينة تريد أن تورط السودان في مسائل من هذا النوع، على الرغم من أن السودان سياسته واضحة جدا مع كل دول الجوار بألا نتدخل في الشؤون الداخلية.

* كلما ذكرت محاولة اغتيال مبارك ذكر اسم قطبي المهدي والذي سهل مهمة تهريب المتهمين من طهران وكنت سفيرا وقتها في إيران إلى ماليزيا ومنها إلى أفغانستان؟

– أول مرة أسمع هذا الحديث.. ولكن محاولة اغتيال مبارك أصبحت واضحة جدا، كنت مجرد دبلوماسي في إيران في تلك الفترة، وربما زج باسمي لأنني أتيت بعدها لرئاسة جهاز المخابرات، وأتيت بتكليف محدد، فما حدث معروف، والرئيس أطاح قيادات الجهاز، فقد ذهب لحضور القمة الأفريقية في أديس في عام 95 دون أن يطلع على ما يتم، ولذلك تم تغيير قيادات الجهاز، وبعدها توليت، ولا يمكن أن آتي وأنا متعاون في القضية، أتيت بمهام محددة أن أحدث تغييرا كبيرا في الجهاز وفي وضع الأجانب الموجودين وإخلاء البلاد منهم تماما، ومحاولة استعادة العلاقات مع مصر وإثيوبيا ونجحنا في هذا نجاح كبير.

* وكيف ترى العلاقات مع مصر الآن؟

– أعتقد أن الحكومة السودانية اتخذت خطوات موفقة جدا للعلاقات مع مصر، العلاقات مع مصر يجب أن تكون جيدة أيا كانت التحديات، فلا مفر من ذلك، وبالتالي كان القرار السوداني بعدم التدخل في شؤون مصر والتعاون معها، وهذه من الثوابت لدينا، وعكس ما كان متوقعا تحسنت العلاقات أكثر من أي فترة سابقة فهناك زيارات متبادلة وافتتاح للمعبر البري والتعاون في ملف مياه النيل، وانتصرت إرادة القيادة السياسية في البلدين، وهذا يشجع على تطور العلاقات بصورة أكبر، نحن لدينا خبرة طويلة في التعامل مع الآخر بغض النظر عن الأوضاع الداخلية، وكل بلد من حقه اختيار من يقوده، المهم احترامه لسيادة الآخرين والعلاقات بينهما.

* وتظل حلايب؟

– رغم أن السودانيين حاربوا في الجنوب 50 سنة لم يثوروا ويرفعوا سلاحا ضد انفصال الجنوب، وحلايب أرضنا جميعا، ولا أعتقد أنه ستكون حولها مشكلة، صحيح أتت في لحظة انفعال، ولكننا الآن نتجاوز هذه المشاعر، وفي النهاية صوت العقل هو الذي يحكم.

صباح موسي: صحيفة اليوم التالي
ي.ع

[/JUSTIFY]
Exit mobile version