نظام حاسوبي جديد لضبط سرعات المركبات دون مخالفات

في الوقت الذي تحاول فيه الأجهزة الأمنية بمختلف بلدان العالم أن تفرض مجموعة من النظم والقواعد المرورية المشددة التي ترمي من ورائها إلى ضبط السرعات التي يسير بها سائقو المركبات بمختلف أنواعها على الطرقات السريعة، سعيا ً وراء تخفيض معدلات الحوادث التي تؤدي إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى كل عام، تم الكشف مؤخرا ً عن نموذج أولي لنظام حاسوبي مبتكر يمكن تركيبه بداخل السيارات، حيث يعمل على ضبط سرعات المركبات ويحول دون إقدام أي من السائقين على تجاوز السرعات المحددة. وقالت تقارير صحافية أن هذا النظام الجديد الذي قام بتصميمه باحثون إنكليز يتمتع بالقدرة على الكشف عن حد السرعة، كما يمكنه القيام أوتوماتيكيا ً بإبطاء السيارة بصورة تدريجية في حالة تجاوز قائدها للسرعات المقررة بشكل كبير.

ويستطيع النظام أيضا ً تحديد المكان الذي تتواجد فيه المركبة بدقة عبر الأقمار الاصطناعية، كما يتمتع بالقدرة على الوصول إلى قاعدة البيانات الخاصة بحدود سرعات جميع الطرق لتحديد السرعة التي لا يجب أن تتجاوزها المركبة. هذا وقد تم الإعلان بشكل رسمي اليوم عن هذا النظام الحاسوبي الذي أطلق عليه مصمموه اسم ” نظام تأقلم السرعة الذكي”. من جانبها، كشفت صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية عن أن هذا النظام قد تم اعتباره كمسودة لبرنامج وطني من الممكن أن يضيف ما يقرب من 500 إسترليني إلى قيمة السيارة.

لكن في المقابل، ادعي منتقدون أن النظام الجديد يشكل دليل آخر على تدخل الدولة، وقالوا أنه يعمل على تقويض حرية سائقي المركبات، وقالوا أنه قد يعيق أكثر مما يساعد فيما يتعلق بزيادة الناحية الأمنية للطرق. هذا وقد قامت هيئة النقل الخاصة بالعاصمة لندن والتي تعرف اختصارا ً بـ ( TfL ) بإخضاع النظام الجديد للتجربة، وقالت الهيئة، التي تدير الأتوبيسات والقطارات ومترو الأنفاق والطرق الرئيسية في العاصمة لندن، أن أسطولها المجهز بالنظام الجديد على نحو خاص والذي يشتمل أيضا ً على السيارات والأتوبيس وسيارات الأجرة السمراء، سوف تسير على الطرقات اعتبارا ً من الصيف المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ مسؤولي الهيئة سوف يعملون على تقييم التقنية الجديدة من خلال التجربة التي سيخوضونها على مدار ستة أشهر ودراسة مدى تأثيرها على سلامة الطرق والازدحام. وقالت هيئة النقل في لندن أنها قد تُخفض من نسبة الحوادث بنسبة تقدر بحوالي 10 %. في غضون ذلك، تخطط الحكومة البريطانية لوضع خريطة وطنية، يعمل من خلالها النظام على تقديم حالتين للسائقين أحدهما طواعية والأخرى استشارية بالإضافة لزر خاص بتجاوز السرعات المقررة. ففي الوضعية الاستشارية، تظهر الشاشة المقابلة لقائد المركبة حد السرعة المسموح به وكذلك وجه يبتسم في حالة التزام السائق بهذا الحد، ويميل للعبوس عند تجاوز السرعة المقررة. أما في الوضعية الطواعية، فيأمل الناشطون في مجال أمن الطرق أن تتحول يوما ً ما إلى وضعية إجبارية.

المصدر :ايلاف

Exit mobile version