عبد الرحمن جبر : قتلتنا يا حسين خوجلي

[JUSTIFY]«لا تنسوا أن تقيموا لي سرادق العزاء».. بهذه العبارة القاسية والمؤلمة والموجعة والتي اعتصرت قلوبنا حسرة وندم كانت أخر ما نطق به المذيع النجم سعد الدين حسن من عبارات وهو يحزم حقائبه ويغادرنا لدولة الامارات العربية المتحدة ليواصل رحلة تألقه مع قناة العربية من مكاتبها هناك.

لا اجدني بحاجة لأن اتحدث عن سعد الدين حسن وموهبته وانجازاته ونجاحاته فالجمهور المشاهد لقناة النيل الأزرق هي أدرى مني بذلك فقد ارتبط بسعد الدين وبما قدمه وبادولوه الحب وهذا لعمري يمثل قمة النجاح للإعلامي فقد حفر سعد الدين اسمه بأحرف مرصعة بالؤلؤ والماس في قلوب المشاهدين، ويكفي سعد الكلمة الفخيمة من الاعلامي الضخم استاذنا حسين خوجلي «أبوملاذ» فيه خلال احتفالية بل «مآتم» وداعه الذي كنا حضوراً فيه قبل ايام بمطعم بابا كوستا ونحن معصورون بالحزن والألم لفراقه، وأبوملاذ يصر ويتعمد قتلنا بكل اصرار وترصد وهو يتغزل في سعد الدين وموهبته وكأنه بذكائه المعروف والمعهود يود أن يرسل لنا رسائله الخفية بأن بلادنا يومياً تفقد مثل هذه المواهب في شتى المجالات وتتسرب من بين ادينا ونفرط فيها بسهولة مخجلة تصل للا مبالاة، لله درك يا أبو ملاذ فقد أهلكتنا بعباراتك الفخيمة الشبيه بحنان الأمهات ونزفت قلوبنا دماً لوداع سعد الدين حسن.

٭ فكل الحضور تحدث وتأسف لرحيل بل تغريد سعد الدين خارج البلاد، ولكن الدكتور والمذيع اللامع حمزة عوض الله طرح سؤالاً مهماً ترك الحسرة في عقولنا خلال حديثه قائلاً: «هناك عقول تعمل بفكر الماسونية تقصي الكفاءات من اجهزتنا الاعلامية وتحتفظ بالأغبياء، فأنا بالطبع لا اقصد اياً من الأحزاب السياسية ولكن صاحب العقل يميز، فسعد الدين لم يهاجر من أجل زيادة مادية فنفس راتبه الذي يتقضاه في الخرطوم من قناة العربية سيتقاضاه في الامارات دون «امتيازات».. حقيقة فجعت بحديث دكتور حمزة عوض الله هذا وفجعت اكثر عندما اكده سعد الدين في حديثه قائلاً: «لم اغادر البلاد لتحسين وضعي المادي، بل اغادر مضطراً «مكره اخاك لا بطل» فقد جاءتني فرص كثيرة من قبل للهجرة ورفضتها جميعاً فلم اشعر بأنني بحاجة لأن افارق الوطن فأموري المادية مستورة والحمد لله ولكن اتمنى ان تتاح فرص العمل في الاعلام لأهل الكفاءة وليس لأهل الولاء لجهة أو حزب محدد».. الى هنا اختتم سعد الدين حديثه وعيناه ترقرق بالدموع وألم الوداع ولكنه فتح لنا ابواب الأسئلة مشرعة لا نود ان نوجهها كما وجهها وصف حمزة عوض الله بالماثونية من خلال ابعاد الكفاءات والاحتفاظ بالأغبياء فلن تصل لمرحلة الماثونية ولكن من يحارب الكفاءات في شتى المجالات هو يحارب الوطن ان لم يكن يدري.

٭ نعم سعد الدين حسن فقدناك في شاشات قنواتنا حتى تدهشنا بإبداعاتك وتركت بعضاً لنا من مذيعات الألم والندم الفارضاهم علينا بعض ادارات قنوات السجم والوكسة الفضائية ولكن؛ باقٍ بيننا عبر تواصلنا معك الخاص والعام فلن نتردد مطلقاً في ادارة مؤشر الريموت كنترول لمتابعتك وكلنا ثقة بأنك خير سفير للسودان في الشاشات الخارجية.

..و..و..و..

رحل خلاص حلمي الجميل

خلاني سابح في اساي

رماني في نص الطريق

مكسور جناح وحيد برايا

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version