ويعد السوق من أشهر أسواق السمك ،ليس في أمدرمان فحسب،بل يأتي إليه عدد كبير من مختلف أنحاء السودان ،إذ أن الموردة اسماً ارتطبت بالاسم (القراقير)، لذا أصبح سوق الموردة يشهد، اقبالاً كبيراً من مختلف أنحاء السودان ،
من الزبائن من كافة أنحاء الخرطوم ،ومن مختلف الولايات ،وبات محط أنظار السياح الذين يقدمون عليه من أقطار متعددة ،وقد أجريت على السوق عدد من التعديلات وتم تحويله إلى مقره الحالي،أدخلت فيه المباني،حيث أصبحت لبعض الصيادين (دكاكين) خاصة بهم،وأدخلت الثلاجات،والنظافة،والتأهيل الكامل لإرضاء ذوق المواطنين (الزبائن).
حكايات المراكب
يخبرنا العم شنودة أحد أقدم الصيادين، وصانعي المراكب : بأن السوق كان به عدد قليل من الصيادين من أبناء الموردة،وأنهم كانوا يحملون السمك من النيل إلى السوق مباشرة ،نسبة لصغر حجم السوق ،وعدد السكان ،الشيء الذي جعل من سوق الموردة شأن هو سوق (العياشين)، حيث كانت الشوايات مخازن للعيش. وأضاف شنودة إنهم كانوا في عهد الرئيس عبود يصدرون (الفسيخ) إلى مصر، وقال: كنا نعد أدوات الصيد من الأشياء التقليدية وصناعة المراكب كانت تصنع من الخشب ،في منطقة أبوروف بأمدرمان،ويواجه صانعوا المركب عدد من الصعوبات منها تقفيل المركب بالطلاء وغيرها من الأدوات ، ولكنها تطورت وأصبحت تصنع من الحديد المتوفر في المغالق ،ويصنع في الورش (بالكاوية) المكنة، ومراكب الحديد أفضل من مراكب الخشب،وسعر المركب يتراوح بين (4 إلى 6) آلاف جنيه.
اتحاد سوق السمك
أما إسحق محروس من أعضاء اتحاد سوق السمك (المشرف العام على السوق) فيقول: السوق يدخل في اليوم كميات كبيرة من السمك توزع على الباعة (السماسرة)،والمطاعم المختلفة ،وأسعار السمك متفاوتة،ولا توجد أي مشاكل تواجه الصيادين، سوى عوامل المناخ ،وتغييرات الجو، والشتاء هو أكثر الفصول التي تشهد اقبالاً على السوق، لأن السمك يكون قليلاً، حيث ينزل إلى قاع البحر، ويضيف عبد الله الحاج ضحوي أن معظم المشاكل التي تواجه الصيادين أكثر من التجار نسبة لما تم ذكره من عوامل الطبيعة ونسبة لزيادة البحر وموسم (الدميرة ) وتكون المياه (عكره) وتقل الأسماك ويصعب الصيد .
أنواع الأسمالك
هنالك اختلاف في أنواع الأسماك وعددها عند بعض الصيادين، فهنالك من يرى بأن عددها لا يقل عن (38) وهنالك من يقول بأن عددها يتفاوت مابين (90) إلى (99) فيما ذكر عاطف عجيب شيخ الصيادين أن السمك (99) نوعاً لا يحصيها من الصيادين إلا من لازم البحر طوال حياته منها (العجل ،البلطي ،كبر وسقرموط ،الكندن ،الدني ،والدبس ،القرقور،القوارة ،خشم بنات،الساوية ،ولقوا، قلباي،البدكوية،الوير،البرد،الصروط، الخرشه ، أم خشفة الدوق ود الفكي ، التامبيرا )،ومنها أنواع منقرضة،وأضاف عجيب: أكثر الأيام اقبالاً على السوق هما يومي االخميس،والجمعة.
الأسعار نار
ويذكر عبد الله الحاج ضحوي أن أسعار البيع تختلف من وقت إلى آخر حسب ظروف المناخ ويقول: السمك (عرض وطلب)،ولكن في الوقت الحالي ونسبة للظروف التي حصلت ، وتخوف الناس من “اللحوم الحمراء” بعد الإشاعات عن (مذابح الحمير) أقبل عدد كبير من المواطنين على اللحوم البيضاء وعلى الأسماك تحديداً نسبة للأضرار التي تنتج عن اللحوم ، وأصبح المواطن لديه وعي عن الثقافة الغذائية وهو الوحيد الذي يحتوي على عنصر الفيسفور، وتوجد فيه بروتينات مفيدة للجسم ولا توجد إلا في السمك، لذا أصبحت الناس تعرف معنى قيمته الغذائية ، وسعر كيلو البلطي مابين (50_40) جنيهاً، والكبروس،والبياض40 جنيهاً،ولا يمكن لأحد أن يسعِّر السمك، لأنه سلعة غير مصنعة يمكن التحكم في تكلفتها. السمك عرض وطلب (يوم غالي ويوم رخيص)، ويضيف (ضحوي ) أن العربات التي كانت تأتي بالأسماك تجلب كميات ضخمة قرابة (الثلاثة ) طن. أما الأن قلت العددية وأصبح الوارد قرابة (300 ) كيلو أي 10% من الإنتاج السابق ،وتأتي الأسماك من بحر أبيض وبحيرة السد وحلفا ، والنيل الأزرق ، وعدد من المناطق، لأن سمك الموردة وحده لايكفي لسد حاجة الطلب،ويأتي السمك للسوق عن طريق عربات خاصة ،فيها كميات كبيرة من الثلج حتى لا يتلف. وظل سوق الموردة محافظًا على تاريخه وإرثه التليد ،متماشياً مع التطورات حتى أصبحت له حكايات تروى على مدار الزمن.
الخرطوم : عثمان عوض السيد– التيار السودانية