وقع في يدي لفترة محدودة جداً كتيب عنوانه (دليل الكاتب ومرشد التفتيش) لوزارة الخدمة العامة والإصلاح الإداري لطبعته الأولى العام 1972م.. فاتحته صورة ما بعد الغلاف للرئيس الأسبق جعفر محمد نميري، وقد سطر تقديمه وزير الخدمة العامة والإصلاح الإداري آنذاك (عبد الرحمن عبد الله) داعياً لتوحيد وتحديث السلك الكتابي والمحاسبي تنميطاً للممارسات اليومية في العمل الكتابي في ذلك الوقت، وحقيقة التبسيط والجاذبية للكتيب أو الدليل ينم عن أن تلك الفترة عمقت من ضرورة الوصول الى كرش الخدمة العامة داخل المؤسسات بتفاصيلها الدقيقة بناء عن كيفية يؤدي بها الموظف دوره وعمله دون أن يستعصي عليه فهم أدوات عمله، ما أحوجنا الآن لإعادة الألق لخدمتنا العامة بعد أن أصبحت عبارة عن غفار ولا نلوم العاملين أو الأفندية- كما يقول الأستاذ حسين خوجلي- فهم يصلون مواقع العمل ويسلمون أنفسهم فلا يجدون استراتيجية أو خطة تنفيذ واضحة أو ميزانيات مخصصة، إلا من الفصل الأول، وبعض امتيازات تذهب لترضية علية القوم بالوزارات الذين لم تأت بهم كفاءات العمل بل جاءت بهم الولاءات والترضيات والدهنسات والدغمسات والتمسح بالقادة والادعاءات الممجوجة وعلى سير الدليل في المرشد.. فقد وصلت لحالة أقرب للقنع منها أن تؤدى بالنفوس التي خرجت الى صلاح أو إصلاح.. فإن كان ثمة حاجة لدليل، فليكن دليلاً نفسياً معيداً ومبرمجاً للنفوس، والحديث من الكتب يقول عن أن إنسان هذا الزمان تعوزه البرمجة اللغوية العصبية، فشكراً لكل من أهدانا فرصة لقراءة كتب أو دليل أو مرشد، فالزمن ليس هو الزمن، فقد تراكمت على الخدمة المدنية أمراض كثيرة تعدت الحادة الى المزمنة وربما حالات الكساح.. اللهم الطف..
النصف الفارغصديقتي الحبيبة جداً الى نفسي لا ترى في أي شئ إلا السالب منه، ولات نظر الى الكوب إلا في مكان فراغه، تعري الدنيا والآخرة إلا من ورقة التوت، ولا أدري هل اطلاق العموم هو تضمين لها أيضاً مع الواقع الفارغ الذي تلعنه ليل نهار أم أنها خارج الصورة.. المهم في الأمر أنها ادخلتني أصعب امتحان في حياتي، حيث جعلتني أنظر الى تفاصيل أشيائي من منظور (الفارغ) والذي يعني أن لا أمل ولا طريق أو حتى محاولات الخروج من القمقم هي البؤس.. وأخشى ما أخشى أن تزداد معدلات الزاقاوية عندي أي ان أنظر للدنيا بمنظر داكن اللون وقاتمه.. لذا عليّ أن أحاول أن أعيد (تكنيك) النظر للحياة (حلاونية).. ماهرة في تحلية الواقع واعطائه طعم السكر، ولذة مذاقه.. إذن لابد من الفارغ حتى نعرف قيمة المليان لابد من البائس حتى نعرف التفاؤل، لذلك صديقتي الحبيبة، أنا الفارغ من الكوب أنا البؤس في الحياة فكوني لي النصف الآخر الباعث على الحياة.
آخر الكلام:أحياناً نكون ظالمين حتى لأنفسنا وربما كان الشيء الفارغ الذي نستنكره من كوب الآخر أفضل من قدر يحتم ثم لا يفرخ إلا واقعاً أليماً عموماً ما زال الرجاء في محله وأن يعيد الرفقاء وضع السلاح جانباً لتحويرالنظرة الى ما وراء البندقية تماماً مثل كوبنا الفارغ المليان ..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]