“تنظيم الدولة الإسلامية”.. فكر جديد بإرث قديم

[JUSTIFY]فكر “تنظيم الدولة الإسلامية” لا يؤمن بحدود جغرافية أو إنسانية، فهو فكر جديد ولكن بإرث قديم حرك المجتمع الدولي ليلتئم بكل تناقضاته للقضاء على التنظيم، فهو الفكر الذي حلم بإقامة إمبراطورتيه التي يسميها خلافة.

فهو نفس التنظيم الذي قام بتغيير اسمه من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى “تنظيم الدولة ” في نهاية يونيو، وإقران هذا الإعلان بتنصيب “خليفة”.

فقد خرج تنظيم الدولة من عباءة جماعة التوحيد والجهاد المتطرفة، ثم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين اللذين أسسهما أبو مصعب الزرقاوي بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق.

وبعد مقتل زعيم التنظيم اختير أبو حمزة المهاجر زعيما، وما هي إلا أشهر قليلة، حتى أُعلن عن تشكيل تنظيم دولة العراق بزعامة أبي عمر البغدادي.

لأربع سنوات تلت تكبد التنظيم خسائر فادحة، وتمكنت قوات الصّحوات من قتل واعتقال العشرات من قياداته.

وفي عام 2010 تلقى التنظيم ضربة موجعة، عندما تمكنت القوات الأميركية من القضاء على أبي عمر، ومساعده أبي حمزة، فاختير أبو بكر البغدادي زعيما.

انسحاب القوات الأميركية
ومع انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية 2011 فتح الباب على مصراعيه، لتنظيم دولة العراق ليستعيد توازنه ويظهر بقوته في تفجيرات نفذها في معظم المدن العراقية وخاصة بغداد.

واستقاد التنظيم من التدهور الأمني في تهريب المئات من معتقليه من السجون العراقية، وكان على رأسها سجنا التاجي وأبو غريب.

وشكلت كل تلك الخطوات أرضا خصبة لولادة “داعش” وتحديدا في أبريل عام 2013، بعد تزاوج تنظيم دولة العراق مع أتباعه على الأراضي السورية، إذ ترافق مع ذلك بناء تحالف ما لبث أن انهار مع جبهة النصرة، التي تحمل ذات الشعارات والمبادئ.

ومع رفض النصرة الاندماج في الدولة الوليدة والخلاف مع تنظيم القاعدة بزعامة الظواهري اندلعت معارك بين الطرفين، وفتحت جبهات أخرى مع الجيش الحر والأكراد.

ووجد التنظيم المتشدد الفرصة سانحة للتمدد شرقا وغربا ونقل نشاطه إلى سوريا، ما ساهم في بسط سيطرته على محافظتي الرقة ودير الزور.

إلا أن المكاسب التي حققها التنظيم في سوريا، والغنائم التي حصل عليها، شجعته على العودة إلى مرابعه الأولى العراق، ليتسلل مع مطلع العام الحالي، إلى مدينتي الفلوجة والرمادي، قبل أن يهاجم في يونيو مدينة الموصل ثاني كبرى المدن العراقية.

تمدد التنظيم
كما وسع التنظيم سيطرته ليصل إلى محافظة صلاح الدين التي تربط وسط العراق بشماله وتضم مدينة بيجي، حيث أكبر مصافي النفط العراقي.

وفتح الذهب الأسود شهية “تنظيم الدولة” للاستيلاء على حقول أخرى، فحاول الاقتراب من محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها، إلا أن قوات البشمركة الكردية سارعت إلى احتلال المحافظة بعد انسحاب الجيش العراقي.

في أواخر يونيو وبعد أن بسط “تنظيم الدولة” سيطرته على مناطق واسعة من محافظة الأنبار غربي العراق، أَعلن قيام دولة الخلافة ومبايعة أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين وتغيير الاسم إلى “الدولة الإسلامية” الدولة فقط، كما شن حملة واسعة لتهجير المسيحيين من الموصل وحارب الأقلية الأيزيدية.

ولم يكن من بد أمام التنظيم بعد تمدده الجغرافي الكبير، إلا أن يعتمد على تنويع مصادر دخله لتمويل عمليات ودفع رواتب مقاتليه الذين يقدر عددهم بنحو 13 ألف مقاتل.

وصار أيضا يبيع النفط الخام والبنزين بأسعار منخفضة، كما فرض رسوما على محطات بيع الوقود بالتجزئة، وعلى المركبات والشاحنات التي تنقل بضائع إلى مناطق سيطرته.

فسرعة انتشار التنظيم، وتهديده لدول الإقليم، أجبر الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة على قرع طبول الحرب لاستئصال شأفة “داعش” ومن سار سيرها.[/JUSTIFY]

[FONT=Tahoma] سكاي نيوز عربية
م.ت
[/FONT]
Exit mobile version